رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ياسر عبدالعزيز: التلاعب بالمعلومات أصبح ظاهرة عالمية خطيرة

ياسر عبد العزيز
ياسر عبد العزيز

قال الخبير الإعلامي الدكتور ياسر عبدالعزيز؛ إن العالم يشهد تقدمًا غير مسبوق في مجالات الاتصالات والمعلومات على مر التاريخ، مُشيرًا إلى أن التلاعب بالمعلومات أصبح ظاهرة خطيرة.

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية بـمكتبة الإسكندرية  بعنوان «تحديات تداول المعلومات في العصر الرقمي: بين المصداقية والشائعة» ضمن سلسلة «حوارات الإسكندرية»، أدارها الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، وبحضور لفيف من الخبراء والمتخصصين والأكاديميين والمثقفين.

وتحدث عبدالعزيز عن حالة المعلومات من خلال خمسة أحداث مرت بالعالم منذ عام 2019، أولها جائحة كوفيد-19 التي أُطلق عليها "جائحة معلوماتية"، جراء انتشار المعلومات المضللة والأمور التي لم تكن قابلة للإثبات، ولفت إلى "الاحتكار المعلوماتي" خلال الحرب الروسية الأوكرانية، والتي شهدت استغلال الدول قدراتها اللوجستية على التحكم في وسائل التواصل العالمية والهيمنة على الاتصال، وحجب الرسائل ومنع وسائل الإعلام من البث.

وانتقل للحديث عن الحرب في السودان والتي أطلق عليها "العتمة" حيث اتسمت بكونها نزاعا خطيرا لكنها شهدت شح معلوماتي رهيب، وفي مقابلها زلزال تركيا وسوريا الذي اتسم بالشفافية والتدفق في المعلومات، وأكد أن أزمة حرب عزة ينطبق عليها وصف "الواقع الفائق"، فهناك واقع حقيقي وآخر فائق ينتج بالمعلومات المضللة.

وقال عبدالعزيز إن الشائعات تزداد بسبب تضارب المصالح، والمعلومات المضللة أصبحت أداة قتال وأداة فعل سياسي، يمكن أن تفعل ما لا تستطيع نيران المدافع أن تفعله. ولفت إلى أن انخفاض قدرات التربية الإعلامية وزيادة التضليل يزيد العوالم الموازية ويفقد المواطن القدرة على الحكم الذاتي العقلاني وبالتالي يتخذ القرارات الخاطئة.

وشدد على أهمية وجود قانون لتداول المعلومات، وتعزيز الحالة المعلوماتية الوطنية وأدوات الاتصال، وتعزيز مهارات التربية الإعلامية لدى المواطنين لمعرفة كيفية التعامل مع وسائل الإعلام وفهم الأخبار وعدم الانخراط في نشر الشائعات.

وأكد اللواء الدكتور عز الدين عبدالرحمن عوف؛ مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن المعرفة حق كل إنسان على وجه الأرض، وأن التكنولوجيا أصبحت شيئا أساسيا في حياة الأجيال الجديدة، لكنها أثرت على ترابط العائلات، وأصبح تأثيرها أقوى من العائلة.


ولفت إلى أن الاستراتيجية العسكرية تتغير بشكل كبير بناء على المستحدثات حولها ومن ضمنها التكنولوجيا، كما أن الفكر العسكري تطور، ويتم استخدام التكنولوجيا الحديثة للسيطرة على الدول دون الخوض في الحروب.

وشدد عوف على أن الفرد هو حائط الصد للدولة، فلو لم يكن قويًا تصبح الدولة هشة، لذا يجب على الدول الاهتمام بالتعليم والمعرفة وزيادة الوعي بأهمية الولاء والانتماء.

جدير بالذكر أن «حوارات الإسكندرية» هي سلسلة من الحلقات النقاشية دشنتها مكتبة الإسكندرية في نوفمبر الماضي بمبادرة من الأستاذ الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وهو لقاء دوري يتم من خلاله فتح حوار مفتوح بين المنصة؛ والتي تضم عددًا من الخبراء والمتخصصين وبين الحضور لمناقشة كل ما يتعلق بالشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي؛ تأكيدًا على دور مكتبة الإسكندرية كهمزة الوصل بين مسئولي ومثقفي الدولة والجمهور، ومد جسور التعاون بين أركان الحركة الثقافية المصرية، والمشاركة في استشراف سياسات مستقبلية.

IMG-20231128-WA0012
IMG-20231128-WA0012