رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المسيحية الصهيونية.. هل لها علاقة بالأديان؟

المسيحية الصهيونية
المسيحية الصهيونية

انتشر مؤخرًا مصطلح يُسمى بـ«المسيحية الصهيونية»، وبرز في الأوساط مع اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في فلسطين المحتلة.

 

يسيسون آيات الإنجيل

وقال مولر ميخائيل، باحث متخصص في التاريخ الكنسي، في تصريحات خاصة إن هذا المصطلح لا علاقة له بالمسيحية القائمة، بل هو مصطلح سياسي يُطلق على المسيحيين الذين يدعمون فكرة احتلال إسرائيل فلسطين، بل ويقومون بتوظيف النصوص الكتابية والواردة في الإنجيل، لتكون «مسيسة» ومؤهلة لتكون حُجة لدعم الأفكار المنادية بصحة احتلال إسرائيل فلسطين.

وأشار ميخائيل إلى أن نصوص الإنجيل ونصوص الأديان عادة ليست مخصصة للتعاملات السياسية، بل تهتم بما هو أسمى، وهو علاقة المرء بالله العظيم فيما يعرف بالحياة الروحية، واستخدام هذه النصوص في غير محلها يعتبر خطية عظيمة تستوجب التوبة.

وأكد أن المسيحية في ذاتها لا تتبع ولا تؤيد أي تيار أو اتجاه سياسي، لأن المسيحية تنادي بضرورة الاهتمام بالحياة بعد الرحيل مع الله، وهو ما يجعل الدمج بين الصهيونية وهو تيار سياسي مع الإيمان المسيحي أمرًا قمة في الغرابة وعدم المنطقية.

من جانبه قال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس إن ما يسمى بظاهرة المسيحية الصهيونية إنما هو ظاهرة خطيرة تسيء للقيم المسيحية ومبادئها وأخلاقياتها وقيمها، وهذه المجموعات المنتشرة في الغرب إنما لا علاقة لها بالمسيحية، وهي تتبنى تفسيرات مغلوطة للعهد القديم لا يمكن القبول بها بأي شكل من الأشكال.

ولكن ما يصدمنا ويؤلمنا ويحزننا أن نلحظ امتدادًا لهذه المجموعات في هذا المشرق، فبتنا خلال السنوات الأخيرة نسمع أصواتا نشازًا، ونسمع عن وجود مجموعات تدعي أنها مسيحية، ومدافعة عن المسيحية، ولكنها منخرطة حتى الصميم في أجندات وبرامج معادية للمسيحية، ولا علاقة لها بالقيم المسيحية لا من قريب ولا من بعيد.

إن هذا الملف الخطير يحتاج إلى متابعة واهتمام من الكنائس ورعاتها، وهنالك حاجة مُلحة للاهتمام أيضًا بمسألة التعليم وإبراز القيم المسيحية الحقيقية، فليس كل من اعتلى منبرًا يمكن أن يكون مبشرًا بالمسيحية، فهنالك مبشرون مزيفون يبشرون بأشياء لا علاقة لها بالمسيحية، ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أعطت لهؤلاء منابر لكي يعبروا من خلالها عن انحرافاتهم وتعاليمهم المناهضة للإيمان القويم.

ندعو أبناءنا في هذه الديار إلى مزيد من اليقظة والحكمة، لكي يتمكنوا من التمييز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود، فهنالك كتبة وفريسيون في هذا العصر يلبسون الثوب المسيحي وهم أبعد ما يكونون عن المسيحية ومنهم تجار مخدرات وتجار أسلحة وعملاء ومرتزقة بكل أشكالهم وألوانهم، الحكمة والحرص مطلوبان اليوم أكثر من أي وقت مضى، فهنالك تيارات تسعى للتغلغل في مجتمعنا المسيحي، وهي تحمل شعارات تدغدغ مشاعر الناس بهدف التأثير عليهم وغسل أدمغتهم، هذا الملف يحتاج إلى دراسة ومتابعة واهتمام، لأنه يشكل تحديًا خطيرًا أمامنا ككنائس وكمسيحيين في هذه الديار.