رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إشارات صفقة تبادل الأسرى.. كيف تلاعبت حماس بإسرائيل؟

تبادل الأسرى
تبادل الأسرى

خلال الأيام الأخيرة الماضية، نجحت حركة حماس في التلاعب بـ"إسرائيل"، وحققت مكاسب معنوية واضحة في حرب الوعي التي تسير جنبًا إلى جنب مع الحرب العسكرية.

رغم أن الصورة لم تتضح حتى الآن، إلا أن هناك إشارات واضحة أن حركة حماس ورغم تلقيها الضربات العسكرية القوية من إسرائيل إلا أنها مازالت لديها القدرة على المناورة والتلاعب وإرسال رسائل بأنها لاتزال مسيطرة على القطاع والأهم من ذلك أنها نجحت في ترسيخ مكانتها في قلوب الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس.

من جانبها، أشارت مراسلة الشئون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرونوت، ليلاخ شوفال، إلى أنّ رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، "تمكّن من خلال الصفقة من وقف الهجوم الإسرائيلي، الذي كان في ذروة زخمه"، وفي السياق، قال المسئول الإسرائيلي في غلاف غزة، حاييم يلين: "السنوار يتلاعب بنا ويسخر منا، فلنخفض قليلًا من الاستعلاء، ونفهم أنّ هذا الشخص يلعب بنا، كل ساعة".

حماس تتلاعب 

أولى هذه الإشارات، كانت خلال إتمام الصفقة التي تقضي بهدنة إنسانية مقابل إفراج عن المخطوفين والأسرى، في البداية تم الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام في مقابل الإفراج عن (50 من المخطوفين الإسرائيليين، و150 من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلين)، وجميعهم من النساء والأطفال.

قامت حماس بتعطيل إتمام الصفقة في اليوم الثاني، بعد أن وجهت اتهامات إلى إسرائيل بانتهاك شروط الاتفاق، من خلال وقف المساعدات الإنسانية لشمال قطاع غزة، إلى جانب تشغيل الجيش الإسرائيلي طائرات مسيّرة في سماء جنوب القطاع، فقامت "حماس" بوقف عملية إطلاق سراح المخطوفين الثلاثة عشر المتفق عليهم في اليوم الثاني. ولكن بعد تدخل الجانب المصري تم إتمام الاتفاق.

كما قامت حماس بتعطيل الصفقة مرة أخرى لأنها طلبت من إسرائيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وفقًا للأقدمية، وهو ما رفضته إسرائيل ولكن يبدو إنها وافقت في النهاية. كما قامت حماس أيضًا بانتهاك التزامها المتمثل في عدم فصل أفراد عائلات المخطوفين عن بعضهم البعض، وقيامها بإطلاق سراح الأطفال، من دون أمهاتهم، ورغم ذلك وافقت إسرائيل على إتمام الصفقة.

كما هو واضح أعلاه فإن حماس تريد إرسال رسائل أنها تنجح في فرض شروط على إسرائيل رغم ضائقتها وحصارها عسكريًا، فيما أكدت صحيفة "إسرائيل هيوم" أنّ الحركة "بعيدة عن الانهيار"، مشددةً على أنّ عملية تحرير الأسرى من قطاع غزّة "تجري تمامًا كما تريد حماس.

صورة النصر

الإشارة الثانية، كانت حول صورة النصر التي نجحت حركة حماس في رسمها من خلال الصفقة، وكيفية استقبال الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية، فيما تم استقبال الحدث في الضفة الغربية والقدس الشرقية، برفع رايات "حماس" ورموزها. لقد تم تفسير إطلاق سراح هؤلاء بأنه انتصار لحماس، وإنجاز إضافي حققته الحركة وهناك من رأى أن تحرير الأسرى قد يؤدي إلى إحكام قبضة حركة "حماس" على الضفة الغربية، ورفع حيّز المساندة الشعبية لها، على حساب جهات أُخرى، من ضمنها السلطة الفلسطينية.

أما الإشارة الثالثة التي أطلقتها حماس، والتي تريد أن ترسل من خلالها رسالة أنها لاتزال تسيطر عسكريًا على القطاع، كانت عندما وزعت حماس لقطات تظهر إطلاق سراح المختطفين قرب نصب المقاومة في مدينة غزة شمال القطاع، وهو ما شكك في تصريحات الجيش الإسرائيلي حول إحكام سيطرته على شمال القطاع، وأثار تساؤلات حول مستوى السيطرة الإسرائيلية على المنطقة ومستوى الالتزام بمواصلة العملية.

فالمشهد الذي بثته “كتائب القسام”، أثار سخط الإسرائيليين، ونسف رواية جيشهم في الأيام الأخيرة بأنه سيطر على مدينة غزة وقضى على مقاتلي الحركة فيها، حيث بدت المنطقة مناقضة تماما لما قاله الجيش الإسرائيلي، إذ خرج مقاتلو القسّام بعتادهم العسكري الكامل، وبدوا مسيطرين تماما على المكان.

الإشارة الرابعة كانت حول حديث المختطفين الإسرائيليين بعد تحريرهم بأنهم تلقوا معاملة حسنة من قبل حماس، وتم نشر صور وفيديوهات يظهر فيها المختطفين وهم يودعون خاطفيهم، وصور أخرى حيث تحمل قوات حماس المختطفات المسنات ويضعونهم بلطف في سيارة الصليب الأحمر. وهي الصورة التي تناقض ما ترويه القيادة في إسرائيل حول أن حماس هي داعش.