رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"متلازمة ستوكهولم".. مشاهد من الود بين أسرى إسرائيل ومقاتلي حماس

جريدة الدستور

منذ الإعلان عن صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وتظهر مشاهد ودّ بين مقاتلي المقاومة الفلسطينية حماس والأسرى الإسرائيلين وذلك أثناء عملية التسليم ما بين الابتسام والوداع وكلمات الترحاب.

قبيل ذلك، كانت تخرج شهادات من الأسرى الإسرائيلين حول المعاملة الجيدة التي يلقونها من قبل مقاتلي حماس أثناء الأسر، ربما ذلك دفعهم لتلك المشاهد الترحيبية والتي كان بها ودّ شديد أثناء تسليم الأسرى.

باي مايا 

بالأمس، انتشر فيديو على مواقع التواصل يوضح ذلك الود تحت عنوان «باي مايا»، بعدما ظهرت الأسيرة الإسرائيلية «مايا ريجيف جربي» مايا وهو تودع أحد مقاتلي كتائب القسام وهو يوجه لها تحية ويقول لها «باي مايا»، فردت عليه بتحية قائلة «باي.. شكرًا» وتلقي عليه نظرة وداع ثم تغادر.

وظهرت الأسيرة الإسرائيلية مايا وهي تعتمد على عكازين ومتجهة نحو سيارة الصليب الأحمر التي كانت تقلها خارج قطاع غزة، وتستعين بأحد مقاتلي كتائب القسام لتجلس داخل سيارة الصليب الأحمر ثم تودعه بنظرة وقيل أنن هذه النظرات تعكس تأثرها بحسن معاملة أفراد المقاومة للأسرى.

لم يكن ذلك هو المشهد الوحيد الذي يظهر فيه الود بين مقاتلي حماس والأسرى من إسرائيل. وترصد «الدستور» في التقرير التالي أبرز تلك المشاهد إلى جانب معلومات عن متلازمة ستوكهولم.

سيدة وفتاة يودعان المقاومة

وفي فيديو أخر ظهرت سيدة وفتاة تبدو وكأنها ابنتها، وأثناء عملية التسليم من مقاتلي حماس إلى الصليب الأحمر، اتجهت السيدتان إلى المقاتلين الملثمين وقامت بتوديعهم والتلويح لهم إلى جانب الابتسامة ونظرات الامتنان.

المقاومة تنقل الأسرى نحو سيارات الإسعاف

كانت أحد المشاهد التي تكررت أثناء عملية تبادل الأسرى، هو مرافقة الملثمين للأسرى أثناء توصيلهم إلى سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر، ومساعدتهم في الصعود إلى جانب الوادع والابتسام لهم والتلويح بالأيدي لخاطفيهم.

وكان من الملاحظ من خلال مقاطع الفيديو أن جميع الأسرى في حالة جيدة بدون أي علامات تعذيب لجميع المفرج عنهم والذين يسيرون في هدوء تام دون أي علامات لسوء المعاملة خلال فترة الأسر.

متلازمة ستوكهولم

وأرجع بعض رواد السوشيال ميديا تلك التصرفات بما يعرف بمتلازمة ستوكهولم والتي تشير إلى حالة يطور فيها أشخاص محتجزون رابطًا عاطفيًا مع آسريهم، وتحدث تلك المتلازمة عندما يصبح الشخص في الأسر مرتبطًا عاطفيًا بآسره كآلية للتكيف في التغلب على المواقف التي تهدد حياته. 

وتشير بعض الدراسات إلى أن هذه الحالة تؤثر على نحو 8% من الأشخاص الموجودين في الأسر، حيث أنه ارتباط عاطفي له علاقة بالصدمة، ولا يتطلب بالضرورة وجود حالة خطف، فهو ترابط عاطفي قوي يتكون بين شخصين أحدهما يضايق ويعتدي ويهدد ويضرب ويخيف الآخر بشكل متقطع ومتناوب.

معاملة جيدة

وخلال الحرب قامت حماس بتسليم عدد من الأسرى قبل الوصول إلى إتفاق الهدنة، والذين تحدثوا عن معاملة جيدة قامت بها قوات حماس بل وصفت بالإنسانية على عكس ما كانت تروج له دعاية الاحتلال، حيث أكدوا أن مقاتلي كتائب القسام تعاملوا معهم بشكل إنساني.

كان من بينهم قالت المسنّة الإسرائيلية يوخفد ليفشيتز، التي أفرجت عنها كتائب القسام في أكتوبر الماضي، إنها لقيت معاملة جيدة واهتمامًا بتوفير الاحتياجات في الأسر، بل كانوا يقدمون لها المزيد من الطعام والأدوية.

وقالت: «عاملونا بشكل جيد، واهتموا بجميع احتياجاتنا، وقالوا لنا إنهم أناس يؤمنون بالقرآن ولن يضرونا، أكلنا الخبز مع الجبن الأبيض والخيار، تمامًا مثل ما أكلوه»، في إشارة على أن مقاتلي حماس كان يطعمون الأسرى من نفس الطعام الذي يأكلون منه دون تفريق بنيهم.