رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عند استئناف الحرب.. ما التحديات التى يواجهها الجيش الإسرائيلى بعد الهدنة؟

الجيش الإسرائيلى
الجيش الإسرائيلى

دخلت الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة "حماس" حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي صباحًا، في حين تم إطلاق سراح المجموعة الأولى المكونة من 13 مخطوفًا إسرائيليًا مساء الجمعة، وأمس السبت تم الفرج عن المجموعة الثانية من المخطوفين في حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف مساء بعد نشوب بعض الخلافات التي قامت الإدارة المصرية بحلها وإنقاذ الهدنة.

ينص الاتفاق، الذي توسطت فيه قطر ومصر والولايات المتحدة، على إطلاق "حماس" سراح 50 امرأة وطفلًا إسرائيليًا احتجزتهم كرهائن يوم 7 أكتوبر الماضي على مدار أربعة أيام، في وقف إطلاق النار خلال تلك الأيام الأربعة، وإطلاق سراح 150 أسيرًا فلسطينيًا تحتجزهم إسرائيل في سجونها، جميعهم من النساء والقاصرين. وسيسمح الاتفاق أيضًا بدخول الوقود والإمدادات الإنسانية إلى غزة خلال فترة الهدنة، التي ستكون أول وقف للقتال منذ اشتعال الحرب قبل ما يقرب من 7 أسابيع.

استمرار الحرب 

وعدت إسرائيل بعدم الشروع في أي عمل عسكري خلال فترة التهدئة، لكنها قالت إنه إذا انتهكت "حماس" وقف إطلاق النار وهاجمت الجنود في الجزء الشمالي من قطاع غزة، فسيُسمح للقوات بالرد.

وأكدت إسرائيل أنها تعتزم استغلال فترة التوقف عن القتال من أجل التخطيط للخطوات التالية للحرب على قطاع غزة، وتعهدت الحكومة الإسرائيلية بمواصلة جهودها الحربية لتحقيق الأهداف المعلنة للحرب، والمتمثلة في القضاء على "حماس"، وتأمين عودة جميع المخطوفين بعد انتهاء الهدنة.

تحديات أمام إسرائيل 

رغم التصريحات القتالية التي تصدر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع وحتى الجيش الإسرائيلي، إلا أنه في الغرف المغلقة لا يتحدثون عن أربعة أيام من الهدنة بل عن 8 أيام على الأقل، وبعد ذلك سيكون هناك حاجة إلى مصادقة جديدة من الحكومة، لكن في الوقت نفسه، تحاول الحكومة الإسرائيلية إقناع الجمهور بأن الحرب ستستمر حتى بعد وقف النار فقد تعهد نتنياهو وغالنت أمام أعضاء الحكومة بأن يستؤنف القتال، حتى يستكمل احتلال شمال القطاع والقسم الشرقي (حي الزيتون وجباليا)، كما ستكون هناك الخطوة الحاسمة في خان يونس حيث يوجد مركز ثقل حماس، كما يجب تحقيق الهدف الأكبر من العملية العسكرية الذي يتضمن تفكيك حماس، غير أن التقديرات الحالية لا تؤكد أن هذا ما سيحدث.

لكن التقديرات تشير إلى أن التصريحات والوعود من القيادات الإسرائيلية قد لا تتحقق أو قد يجد الجيش الإسرائيلي صعوبات استراتيجية في العودة إلى القتال بذات درجة الجهوزية التي كان عليها قبل قرار وقف إطلاق النار.

كما أن هناك خلافا واضحا في الرؤية بين المستويين السياسي والعسكري، ففي حين يرى المستوى السياسي أن الهدنة ضرورية لتحرير عدد من المختطفين، إلا أن الجيش الإسرائيلي خاصة الضباط في المعارك في غزة مقتنعون بأنه من الخطأ وقفهم في ذروة الخطوة الهجومية قبل لحظة من استكمال احتلال الجزء الشمالي من القطاع. كما أن توقف القتال لن يجعل الجنود يعودون بنفس الجهوزية مرة أخرى.

الجيش الإسرائيلي يقف أمام تحديين اثنين: الأول، هو ضمان استمرار السيطرة على مدينة غزة، والحفاظ على أمن القوات وهو الخطر يمكن أن يكون كامنًا في جمود القوات، إذ توجد سيطرة عسكرية للجيش في أحياء كثيرة داخل مدينة غزة.

التحدي الثاني ينبع من الافتراض أنه في وقت الهدنة، يمكن أن تكون هناك صدامات مع نشطاء وبصورة خاصة في المناطق التي فقدت "حماس" السيطرة على قواتها، حيث لا يزال هناك خلايا كثيرة تدير قتال شوارع ضد القوات الإسرائيلية لا تنتمي بالضرورة إلى حماس.