رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معبر رفح لن يُغلق أبدًا.. شبابنا وشاحناتهم على الحدود يا غزة!

إن كان في أرضك مات شهيد فيه ألف غيره بيتولد، شدي حيلك يا بلد.. شدي حيلك يا فلسطين، شدي حيلك يا غزة، فالأوطان ترتوي بالدماء الذكية، يكتب لها البقاء طالما هناك شعب يدافع عنها، كما أن الشعوب لا تفني ولا تهلك في وجود مقاومة شعبية شجاعة هي خط الدفاع الأول عن الوطن.

لو أن "بنيامين نتنياهو" رئيس وزراء إسرائيل يعتقد أن حربه علي أطفال غزة هو السبيل للقضاء علي شعب فلسطين وإبادتهم، فإن تصريح ليلي بكر المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية من أمام معبر رفح، تؤكد أن 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة منهن 5.500 على وشك الولادة خلال الأسابيع القادمة، وإن كانت أوضاعهن في غاية الصعوبة وفي صراع مع الموت بسبب انهيار البنية الطبية داخل القطاع، جراء القصف الإسرائيلي لكل سبل الحياة من تجويع وتشريد وتهجير الشعب الفلسطيني...هذا لا يعني أن جمهورية مصر العربية تقف صامته أمام ما يحدث من حرب علي شعب أعزل، مصر بالقول والفعل تقف إلى جانب شعب لم يندمل جرحه بعد.
تقدم الدولة المصرية كل المساعدات الانسانية الممكنة، كما تواصل جهودها السياسية والدبلوماسية لوقف اطلاق النار، يسبقها التفاوض علي هدنة من أجل أن يلتقط قطاع غزة أنفاسه، فلا ضمير إنسانيا يقبل أن تستمر الحرب ضد شعب لا حول ولا قوة له.
إن يقظة الضمير الإنساني العالمي يجب استثمارها جيدا بالضغط علي الحكومات المساندة لإسرائيل بأن تغير موقفها وتنظر بالعدل للقضية الفلسطينية. 
ما تقوم به مصر من مناصرة ومساندة القضية الفلسطينية يعد بمثابة خارطة طريق لكل شعوب وحكومات العالم من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين، لم يعد هناك أرض محتلة في العالم غير أرض فلسطين، ولم يعد هناك محتل في العالم غير الكيان الإسرائيلي المغتصب لأرض الغير، في زمن انتهي فيه الاحتلال.
من أمام معبر رفح تواصل قاطرات الخير المحملة بكل احتياجات القطاع من أدوية ومسلتزمات طبية وأطعمه ومياه شرب.. على جانبي الطريق يصطف شباب المتطوعين من كل حدب وصوب، جاءوا من محافظات مصر كافة، بعد أن قرروا ألا يعودوا إلا اذا دخلت كل المساعدت إلي القطاع.. شباب من الجنسين في أعمار مختلفة، يعبرون عن أطياف مصر، عازمون علي وصول الوقود قبل المساعدات إلي أطفال يرتعدون من البرد ويفزعهم وابل القنابل من حولهم ليل نهار.. إنه يحدث في غزة.
قوانين الإنسانية تحرك قلوب هؤلاء الشباب من المتطوعين، كما تعصف بمشاعرنا جميعا من جرائم قتل وحرب إبادة ضد أهل غزة.. لقد نجحت الجهود المصرية بإدخال 200 شاحنة محملة بالمساعدات قابلة للزيادة، ونتذكر يوم 21 أكتوبر الماضي  تعنت السلطات الإسرائيلية ورفضها ادخال 20 شاحنة فقط في اليوم.
المساعي المصرية- قيادة وشعبا- لا تتوقف من أجل دعم ونصرة القضية الفلسطينية  باعتراف الدول والمنظمات الدولية، وتستمر مصر في مساعيها بالتنسيق مع جهات دولية وعربية، من أجل هدنة  انسانية تصل إلي وقف إطلاق النار.
بموجب جهود مصرية قطرية نجحت المباحثات والضغوط المصرية من الاتفاق علي هدنة لمدة 4 أيام للسماح بالإفراج عن 50 من المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح 150 فلسطينيا في سجون إسرائيل ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
الجلوس علي طاولة المفاوضات وإدارة ملف القضية بحاجة إلي مفاوض قوي يعرف كيف يمتلك زمام الأمور، لايقدم تنازلا بلا هدف أكبر، المفاوض القوي يدرس الطرف الآخر دراسة وافقة، يعرف أين نقاط الضعف، وأين تكمن نقاط القوة،، إنها صفات المفاوض المصري.
تاريخ مصر مع القضية الفلسطينية حافل بالمواقف الشجاعة والثابته، لا تتغير ولا تتبدل مع مرور الزمن، إذ نؤكد أن قواعد مصر الدبلوماسية والسياسية والعسكرية والشعبية، تؤكد جميعها أن حل القضية الفلسطينية هو حل الدولتين والعودة  إلي حدود 67، لا لتصفية القضية الفسطينية، لا للتهجير القسري، إدخال المساعدات دون شرط أو قيد، هدنة انسانية من أجل وقف إطلاق النار.. اطمئن يا شعب فلسطين، نحن معكم نحبكم كثيرا، تحيا مصر.. تحيا فلسطين.