رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجوع والمرض يحاصران غزة.. مأساة أطفال القطاع مستمرة تحت قصف الاحتلال (صور)

أطفال غزة
أطفال غزة

بعد أكثر من 6 أسابيع من الحرب الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية في ظل الحصار الكامل للقطاع، يعاني مليون طفل في غزة الآن من انعدام الأمن الغذائي، ويواجهون ما يمكن أن يصبح قريبًا كارثة على الصحة العامة.

ونفدت إمدادات الأغذية المغذية عمليا، وأصبحت المتاجر مغلقة، وفي شوارع خان يونس تتراكم أكوامًا من القمامة.

وفي الأسبوع الماضي، تعرّضت مطحنة السلام في دير البلح لهجوم إسرائيلي وأجبرت على الإغلاق، وكانت هذه آخر مطحنة دقيق عاملة في غزة.

سوء تغذية

وبدون كميات كافية من الأغذية المغذية، سيعاني أهالي غزة بسرعة من سوء التغذية ويمكن أن يتضوروا جوعا في نهاية المطاف، وتتفاقم المخاطر المرتبطة بانعدام الأمن الغذائي بسبب الندرة الشديدة في مياه الشرب المأمونة.

ووفقًا للمعايير الإنسانية الدولية، يحتاج الشخص الواحد إلى ما لا يقل عن أربعة جالونات من المياه النظيفة يوميًا للشرب ولتلبية احتياجاته الشخصية الأساسية.

وفي غزة، لا يزال هذا المعيار بعيد المنال، حيث يعتبر حوالي 96 % من إمدادات المياه غير صالحة للاستهلاك البشري، وتوقفت عمليات ضخ المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي عن العمل بسبب نقص الوقود، وقد لجأ الناس إلى الحصول على المياه من مصادر غير آمنة، سواء كانت مالحة أو ملوثة.

تفشي الأمراض

هذه الظروف، بعدما اقترنت بالنزوح والاكتظاظ في الملاجئ، أدت سريعًا إلى تفشي الأمراض التي تهدد الجميع، وخاصة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. 

ومنذ منتصف أكتوبر الماضي، تم الإبلاغ عن أكثر من 71 ألف حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة، في حين تم الإبلاغ عن أكثر من 22 ألف حالة إصابة بالإسهال بين الأطفال دون سن الخامسة. 

بدون مياه نظيفة، لا تستطيع مرافق الرعاية الصحية توفير العلاج الفعال لهؤلاء الأطفال المحتاجين، ولا يمكنهم الحفاظ على التدابير الأساسية للوقاية من العدوى ومكافحتها.

بدون التغذية والرعاية العاجلة، قد لا يتمكن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد من البقاء على قيد الحياة، وحتى لو بقوا على قيد الحياة، فإن حالتهم قد تعطل نموهم الجسدي وتطورهم المعرفي، مع آثار طويلة المدى لا رجعة فيها بالنسبة للغالبية العظمى منهم.

وأكدت تقارير لمنظمة الصحة العالمية، أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والتقزم هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية مزمنة عند البلوغ، وأكثر عرضة لانخفاض التحصيل التعليمي والأمن الاقتصادي.

وتتفق كل المنظمات الدولية- الحكومية وغير الحكومية- المعنية بحقوق الإنسان إنَّ أطفال غزة تحملوا الكثير من الموت والمعاناة بالفعل، وفي الأسابيع السبعة الماضية فقط، وفقًا لوزارة الصحة التي الفلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 5600 طفل وجُرح ما يقرب من 9000 آخرين بسبب الصراع الدائر. 

 

أخطر مكان في العالم بالنسبة لطفل

قالت مديرة اليونيسيف كاثرين راسل، الأربعاء، إن قطاع غزة المحاصر أصبح "أخطر مكان في العالم بالنسبة لطفل"، مضيفة أن اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه بشق الأنفس بين إسرائيل والمقاومة لم يكن كافيا لضمان استمرار حياة الأطفال. سلامة ورفاهية الأطفال.

ورغم ترحيبها بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل والمقاومة، والذي يتضمن إطلاق سراح الأسرى ووقف مؤقت للقتال والقصف العنيف في غزة، إلا أنها قالت إنه لا يزال غير كاف لإنقاذ حياة الناس، مشيرة إلى أن الاتفاق لا يزال غير كاف لإنقاذ حياة الناس، وأن وقف إطلاق النار الإنساني الفوري هو ما نحتاجه "لوضع حد لهذه المذبحة".

وأضافت: "لكي يبقى الأطفال على قيد الحياة. ولكي يبقى العاملون في المجال الإنساني ويقومون بإيصال المساعدات بشكل فعال فإن فترات التوقف الإنساني ليست كافية ببساطة".

وقالت: “1200 طفل إضافي ما زالوا تحت أنقاض المباني المدمرة إلى جانب أولئك الذين لا يعرف مصيرهم”.

وأضافت: "أطفال غزة معرضون بشدة لخطر الظروف المعيشية الكارثية".