رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"محمد وعمر".. تلاميذ صباحا ورواد أعمال ليلا فى سوهاج (صور)

محمد عبد الحميد
محمد عبد الحميد

لم يكن الغرض الأساسي بالنسبة لطفل صغير  كسب قوت يومه أو الحصول على مصروفه الشخصي فقط بقدر الرغبة في تعلم صنعة أو مهنة تعتمد على المهارة والحرفية وتعينه على تقلبات الزمن رغم أنه مازال صغيرا.

محمد عبد الحميد ابن الثالث عشر ربيعا من عمره من قرية المحامدة القبلية سوهاج، عشق تزيين السيارات وتركيب كمالياتها، وذلك عندما قرر أن يخوض تجربة الجمع بين التعلم والعمل رغم صغر سنه قاطعا عشرات الأميال للعمل فى مدينة سوهاج متجها من قريته البسيطة.

يروي الحاج عبدالحميد أحمد موظف بالتربية والتعليم بسوهاج والد الطفل "محمد" أن ابنه هو طالب بالصف الثانى الإعدادى بمدرسة المحامدة القبلية وطلب منه منذ العام الماضى أن ينزل لسوق العمل يتدرب كمساعد استورجى سيارات فى إحدى محلات منطقة الشهيد العريقة، فى البداية رفضت بحجة أنه مازال صغير وأن الأمور المادية غير مطالب بها ولكن مع إلحاحه ورغبته، وافقت بشرط أن يذاكر دروسه جيدا، والا يعطله ذلك عن دراسته، وفى المقابل وافق على ذلك.

وتابع: وقمت بالاتفاق مع أحد أصحاب المحلات  المتخصصة لبيع وتركيب اكسسوارات السيارات بمنطقة الشهيد عبد المنعم رياض بأن يعمل معه محمد فى الفترة المسائية والإجازات ومن وقت لآخر أمر للاطمئنان عليه.

ويقول محمد إنه نزل ليعمل منذ شهرين ليتدرب ويتعلم كيف يزين السيارات ويبيع ويشترى مع زبائن المحل حتى يتمكن فى بدء مشروعه الخاص فى بلدته، وانه فى نفس الوقت يستذكر دروسه جيدا، ويذهب الى الدروس فى مواعيدها.

عمر طالب استطاع أن يحصد لقب “ملك الأرز بلبن” فى سوهاج

فى المقابل، استطاع عمر وليد تلميذ فى الصف الثالث الإعدادي بمحافظة سوهاج أن يستحوذ على اعجاب أهالى سوهاج ورواد السوشيال ميديا بأسلوبه المؤدب  أثناء عرض منتجات الألبان (رز بلبن - مهلبية..الخ )  بقوله " لو سمحت ياعمو..معايا حاجات حلوة ممكن اعرضها عليك".

يبدأ يومه بأن تقوم والدته بإعداد منتجات الألبان فى المنزل ويحملها هو فوق دراجته الهوائية الصغيرة داخل صندوق صغير وفى رقبته شنطة سوداء لجمع متعلقاته ويجوب الشوارع " بحثا عن زبائن.

يقول عمر إنه ينزل إلى الشارع بعد الخامسة عصرا بعد أن يستذكر جميع دروسه ويجوب الشوارع حتى الساعة الـ١٠ مساء وذلك منذ ثلاث سنوات من أجل توفير مصروفاته الشخصية وثمن الدروس الخصوصية وتخفيف العبء عن والده ووالدته الذين يعملون فى مجال التدريس. 

وتمنى عمر خلال حديثه لـ"الدستور" أن يكون طبيبا ناجحا فى المستقبل.

الارز باللبن
الارز باللبن
عمر بائع الارز
عمر بائع الارز