رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المطران عطا الله حنا: الدمار فى غزة يؤكد همجية العدو

عطا الله حنا
عطا الله حنا

قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، إننا نقدر ونثمن مواقف الأحرار في عالمنا والذين يخرجون للساحات والشوارع العامة رافعين شعار فلتتوقف الحرب، فهؤلاء الأحرار حيثما كانوا وأينما وجدوا في مشارق الأرض ومغاربها هم يجسدون الضمير الإنساني من خلال ما يقومون به، وهم ينتمون لكل الأديان والأعراق والخلفيات الثقافية وقد وحدتهم معاناة شعبنا وخاصة ما يحدث في غزة من عدوان مستمر ومتواصل منذ 44 يوما.

 

وأضاف: “نكرر نداءنا ومناشدتنا والتي نتمنى أن تصل لكل مكان في هذا العالم بضرورة العمل لوقف هذه الحرب وهذا العدوان الهمجي الوحشي الذي خلف دمارا وخسائر كبيرة لا يمكن وصفها بالكلمات”.

وتابع: “شهداؤنا ليسوا أرقامًا، والدمار في غزة إنما يشير وبوضوح لوحشية وهمجية يعامل بها الفلسطينيون، ونعتقد أن العالم بأسره مطالب بأن يتحرك نصرة لهذا الشعب، لكي تتوقف هذه المأساة وهذه المعاناة التي لا يمكن وصفها بالكلمات”.

وواصل: “لقد قلنا مرارا وتكرارا إن البشر جميعا ينتمون لأسرة بشرية واحدة خلقها الله، فلا يوجد هنالك ما يسمى بـ(شعب الله المختار) فكل الشعوب بكافة أديانها وقومياتها وألوانها وأجناسها هم خليقة الله وهم أولاد الله وأبناؤه، فلا يوجد هنالك إنسان مصنف على أنه درجة أولى، وإنسان مصنف على أنه درجة عاشرة، فالبشر جميعا سواسية وجب احترامهم وصون حقوقهم وحريتهم وكرامتهم وحياتهم، وما يحدث مع شعبنا الفلسطيني هو استخفاف بهذا الشعب الذي هو شعب مثل باقي شعوب العالم وبشر مثل أي إنسان في هذا العالم، وهؤلاء ليسوا من طينة مختلفة لكي يعاملوا بهذه القسوة وهذه الوحشية”.

واستطرد: “يبدو أن الإنسانية فقدت إنسانيتها في ظل هذه الوحشية والمؤيدون لهذه الحرب والصامتون والمتفرجون الذين لا يحركون ساكنا هم شركاء في هذه الجرائم المرتكبة، نقول بإننا لا نؤمن بالقتل والعنف والإرهاب وثقافة الموت فثقافتنا هي ثقافة حياة وليست ثقافة موت وشعبنا الفلسطيني الذي عانى ولسنوات طويلة من الظلم والقمع يحق له أن يعيش بحرية وسلام بعيدا عن الحروب وبعيدا عن كل هذه المظاهر اللا إنسانية واللا حضارية”.

وأكد: “لن نفقد الأمل مهما كانت الصورة قاتمة، وسنبقى نطالب ونناشد بأن يتوقف هذا العدوان لا بل سنبقى نطالب ونناشد بأن ينعم الفلسطينيون بحل عادل لقضيتهم والتي في سبيلها قدموا كما هائلا من التضحيات”.

 

واختتم: “سنبقى متمسكين بالرجاء ولن نستسلم للإحباط والقنوط الذي يريدنا الأعداء أن نكون غارقين فيه، فإيماننا يعزينا ويقوينا ونسأل الله القادر على كل شيء أن يرحم البشرية كلها، وأن يرأف بشعبنا وينير عقول وضمائر وبصائر جبابرة هذا العالم لكي يكونوا أكثر عدلا وإنسانية”.