رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مباحثات مصرية أمريكية للتوصل إلى هدنة والإفراج عن المحتجزين

غزة
غزة

تقود مصر جهودًا مكثفة مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ من أجل تحقيق الهدنة فى قطاع غزة المحاصر، والإفراج عن المحتجزين، وذلك فى إطار الجهود والتحركات المصرية لوقف إطلاق النار فى القطاع.

وبالتوازى مع بذل جهود لتحقيق التهدئة، تواصل مصر دورها الإنسانى والإغاثى، حيث قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، إن مصر تستقبل يوميًا، فى المتوسط، من ٤٠ إلى ٥٠ طفلًا فلسطينيًا من المصابين فى قطاع غزة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأضاف أن الأطفال يمثلون ٣٩٪ من الحالات التى استقبلتها مصر حتى الآن، سواء كانوا مصابين نتيجة القصف الإسرائيلى أو المصابين بالأورام ويصعب علاجهم فى غزة، مؤكدًا أن مصر لم تستقبل فقط الأطفال، لكنها استقبلت أيضًا النساء وكبار السن.

وأشار إلى وجود أكثر من ٣٥ سيارة إسعاف مجهزة بأكسجين وحضّانات متنقلة على معبر رفح الحدودى، لإنقاذ الأطفال الخدج الفلسطينيين والتعامل مع حالتهم على الفور، لافتًا إلى أن أغلب الحالات المصابة تحتاج للتعامل مع أكثر من تخصص طبى جراحى، سواء العظام أو المخ والأعصاب والتجميل أو الحروق، بالإضافة إلى الرعاية المركزة، فحجم الإصابات معقد للغاية ويصعب وصفه.

فى سياق متصل، أعلن مدير المستشفيات فى قطاع غزة، محمد زقوت، عن إجلاء ٣١ من الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء الأكبر فى قطاع غزة، وقال: «تم إجلاء جميع الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء، وعددهم ٣١ طفلًا، ومعهم ٣ أطباء وممرضون، وتجرى الترتيبات لنقل الأطفال إلى مصر عبر معبر رفح الحدودى».

ونظرًا لتدهور حالتهم الصحية، تم نقل الأطفال لأحد مستشفيات جنوب قطاع غزة، على أن يجرى نقلهم تباعًا إلى المستشفيات المصرية بعد استقرار حالتهم، وذلك لتقديم كل أوجه الرعاية اللازمة.

وجهزت مصر عددًا من سيارات الإسعاف المجهزة بحضانات فى الجهة المصرية من معبر رفح البرى، منذ يوم السبت الماضى، لاستقبال الأطفال ونقلهم للمستشفيات المتخصصة، وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى. 

دبلوماسيًا، قال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن الكارثة الإنسانية التى تحيط بسكان قطاع غزة تتطلب دخول المساعدات بشكل كامل وآمن ومستدام، مشددًا على أهمية عدول قوات الاحتلال الإسرائيلى عن تعمد حجب جزء من المساعدات أو تأخير دخولها؛ للتضييق على سكان القطاع، وخلق أوضاع غير محتملة للفلسطينيين هناك.

والتقى وزير الخارجية، لولوة الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولى بقطر، فى إطار الزيارة التى تجريها إلى مصر، لإيصال المساعدات القطرية لغزة إلى مطار العريش ومعبر رفح.

وقال السفير أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى مدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، إن المناقشات بين الوزيرين تناولت- بشكل مستفيض- سبل تنسيق الجهود المشتركة لتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى أبناء الشعب الفلسطينى الشقيق. 

كما تبادل الوزيران التقييم حول التحركات والاتصالات، التى تضطلع بها مصر وقطر على مسار وقف الحرب فى غزة، مشددين على حتمية تحقيق الوقف الفورى غير المشروط لإطلاق النار، واضطلاع الأطراف الدولية بمسئولياتها إزاء وقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين والمنشآت المدنية بالمخالفة لقواعد القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، وضرورة محاسبة مرتكبيها، وامتثال إسرائيل لالتزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.

وأكدت وزيرة الدولة للتعاون الدولى القطرية حرص بلادها الكامل على التنسيق والعمل مع مصر، فى إطار وحدة الهدف الخاص بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، والرفض الكامل لتهجير الأشقاء الفلسطينيين داخل القطاع أو خارجه، وضرورة النفاذ العاجل للمساعدات الإنسانية إلى القطاع دون شروط أو معوقات. 

وأعربت عن استعداد قطر للتنسيق الوثيق مع مصر؛ من أجل تنفيذ قرار القمة العربية الإسلامية الأخير، وحرص وزير خارجية قطر على المشاركة مع أشقائه أعضاء اللجنة الوزارية المُشكلة من جانب القمة لتنفيذ المهام الخاصة بالتواصل مع الدول المؤثرة والضغط الدولى؛ من أجل وقف الحرب على قطاع غزة.

وأعرب سامح شكرى عن تقدير مصر البالغ الجهود التى تضطلع بها قطر للعمل على حل أزمة قطاع غزة، ووقف إطلاق النار، وإرسال المساعدات الإنسانية، والتعاون والتنسيق القائم بين البلدين فى هذا الشأن.