نيويورك تايمز: حرب إسرائيل حوّلت غزة لمقبرة للأطفال
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الحرب الحالية في فلسطين حولت قطاع غزة إلى "مقبرة" للأطفال، حيث ارتقى الآلاف من الأطفال الفلسطينيين شهداء بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع.
مأساة أطفال غزة بسبب العدوان
ويقول مسئولون في غزة إن آلاف الأطفال استشهدوا في القطاع منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، رغم مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه يتخذ "جميع الاحتياطات الممكنة" لتجنب مقتل مدنيين.
ونقلت الصحيفة مأساة لطفل فلسطيني فقد أهله، وهو الطفل خالد جودة الذي هرع حافي القدمين، باكيا، نحو عشرات الجثث الملفوفة بأكفان بيضاء وبطانيات وسجاد، خارج المشرحة المكتظة، وهو يصرخ: “أين أمي؟ حيث بكى بجانب مصور لصحيفة "نيويورك تايمز".
وقال: "أين خليل؟"، وتابع بصوت بالكاد مسموع بين تنهدات وهو يسأل عن أخيه البالغ من العمر 12 عامًا، عندما فتح أحد عمال المشرحة كفنًا أبيض ليتمكن خالد من تقبيل شقيقه للمرة الأخيرة.
ثم ودّع أخته البالغة من العمر 8 أشهر، وتم سحب كفن آخر إلى الخلف، وكشف عن وجه طفلة ملطخ بالدماء، وكان شعرها أحمر، وانفجر خالد في حالة من البكاء عندما تعرف عليها، قائلا لموظفي المستشفى إن اسمها مسك.
وقال لها وهو يلمس جبهتها بلطف، والدموع تنهمر على وجهه وعلى وجهها: "كانت ماما سعيدة للغاية عندما ولدتك".
وقال أقاربه في وقت لاحق إنها كانت مصدر البهجة لعائلته، فبعد ثلاثة أولاد كان والداه في حاجة ماسّة إلى فتاة، وقالوا إن والدة خالد عندما ولدت كانت سعيدة بارتداء مسك فساتين ملونة، وربط شعرها الصغير بمشابك شعر زاهية.
ومن خلال دموعه، ودّع خالد أمه وأباه وأخاه الأكبر وأخته، وأجسادهم ملتفة حوله. لم ينج سوى خالد وشقيقه الأصغر تامر، 7 سنوات، في غارة جوية يوم 22 أكتوبر، أسقطت مبنيين يؤويان عائلتهما الكبيرة.
قُتل ما مجموعه 68 فردًا من عائلة جودة في ذلك اليوم أثناء نومهم في أسرّتهم في دير البلح، وسط غزة، حسبما روى ثلاثة من أقارب خالد في مقابلات منفصلة.
5000 طفل شهيد فى غزة
وقالت "نيويورك تايمز" إن تحديد العدد الدقيق للأطفال الذين استشهدوا في غزة- في خضم حملة قصف شرسة، مع انهيار المستشفيات، وفقد الأطفال، ودفن الجثث تحت الأنقاض والأحياء المدمرة- هو مهمة صعبة.
ويقول مسئولو الصحة في غزة إن 5000 طفل فلسطيني قتلوا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، وربما مئات آخرين، فيما يقول العديد من المسئولين والخبراء الدوليين المطلعين على الطريقة التي يتم بها تجميع أعداد القتلى في الإقليم، إن الأرقام الإجمالية يمكن الاعتماد عليها بشكل عام.
وبهذا يكون عدد الأطفال الذين استشهدوا في غزة في الأسابيع الستة الماضية أكبر بكثير من عدد الأطفال الذين قُتلوا في مناطق الصراع الرئيسية في العالم مجتمعة، والبالغ عددهم 2985 طفلًا- عبر عشرين دولة- خلال العام الماضي بأكمله.
