رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أظهرت رسائل بايدن لمؤيدى إسرائيل وداعمى غزة انقسامًا بالبيت الأبيض؟

جو بايدن
جو بايدن

وصل الانقسام داخل الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض حول الحرب في غزة لمرحلة غير مسبوقة، حيث بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن في إرسال رسائل قد تبدو متناقضة حول الحرب في غزة، بدعم إسرائيل تارة ودعم المدنيين في غزة تارة أخرى.

الانقسام يضرب البيت الأبيض بسبب غزة

ووفقا لما نقلته الشبكة الامريكية "إن بي سي NBC"، فإن بايدن يروي قصتين مختلفتين عن الحرب بين إسرائيل وغزة في رسائل إلى الأمريكيين المؤيدين للفلسطينيين والمؤيدين لإسرائيل.

رسائل بايدن بشأن حرب غزة

وقالت تقرير "إن بي سي" إن إحدى الرسائل تؤكد دعم بايدن لإسرائيل ضد "الشر المحض" للإرهاب، فيما تركز الرسالة الأخرى على عمل الإدارة لحماية المدنيين في غزة.

وعلى الرغم من أن الرسالتين لا تتعارضان مع بعضهما البعض- أو سياسات بايدن الخاصة- إلا أنه ليس من الشائع أن يقوم مكتب مراسلات البيت الأبيض بصياغة نسخ من رسالة حول نفس الموضوع تتباين بشكل كبير في تركيزها، ومع ذلك، فهي تعكس الحبل السياسي المشدود الذي يحاول بايدن اجتيازه، حيث تتصارع العناصر المؤيدة لإسرائيل والمؤيدة للفلسطينيين في ائتلافه حول الحرب.

رسالة بايدن لداعمى إسرائيل 

وقالت "إن بي سي" إن الرد النموذجي الذي تم إرساله إلى الأشخاص الذين يدعمون إسرائيل، والذي أنشأه مكتب المراسلات الرئاسية بالبيت الأبيض ووقّع تلقائيًا باسم بايدن، يستحضر المحرقة فيما يتعلق بالهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، ويتعهد بالدعم المستمر لإسرائيل، ويعد بإعطاء الأولوية لعودة الرهائن.

وكتب بايدن أن "شعب إسرائيل عاش لحظة من الشر المحض" التي "أعادت إلى السطح ذكريات مروعة" وكانت بمثابة "اليوم الأكثر دموية لليهود منذ المحرقة"، ويتابع: "الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل، سوف نستمر في ضمان حصول إسرائيل على ما تحتاجه للدفاع عن نفسها ضد الإرهاب وفقا للقانون الإنساني الدولي، وسوف أحشد كل الموارد اللازمة لضمان إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، بمن في ذلك إخواننا الأمريكيون".

رسالة بايدن لداعمى غزة 

ولكن رسالة بايدن إلى المؤيدين للفلسطينيين لا يذكر فيها  الشر أو المحرقة أو الدعم الأمريكي لإسرائيل. وبدلا من ذلك، تركز على تقديم المساعدات للفلسطينيين.

 وقال: "يجب علينا دائمًا أن ندين الإرهاب عندما نراه، ولكن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، إنها لا تدافع عن كرامة الفلسطينيين، إننا نحزن على العديد من الفلسطينيين الأبرياء الذين قتلوا".

ويواصل موضحًا أن هذا هو السبب وراء قيام إدارته "بالعمل بشكل وثيق مع الشركاء لضمان وصول المساعدات المنقذة للحياة- بما في ذلك الغذاء والماء والدواء- إلى الفلسطينيين الأبرياء في غزة بشكل عاجل"، ويؤكد أن "الولايات المتحدة تقف بشكل لا لبس فيه مع حماية المدنيين أثناء النزاع".

وقال مسئول في البيت الأبيض: "أي شخص يقرأ وجهات النظر المختلفة التي نراها في البريد سيرى أن هذه الرسائل تحتاج إلى ردين منفصلين، وهذه قضية معقدة تنطوي على فروق دقيقة وحساسية".

وتعكس الرسائل المنقسمة حاجة بايدن إلى مخاطبة طرفي الانقسام في حزبه الذي تفاقم بسبب الحرب، ومع بقاء أقل من عام قبل أن يواجه إعادة انتخابه، فإنه لا يستطيع تحمل إثارة المزيد من غضب الناخبين الديمقراطيين.