رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع عرض فيلم يؤرخ سيرته.. استهداف "نابليون" الأهرامات يثير جدلا واسعا

خواكين فينيكس في
خواكين فينيكس في لقطة من فيلم نابليون

أثار فيلم "نابليون" للنجم الأمريكي خواكين فينيكس والمخرج البريطاني ريدلي سكوت، جدلا واسعا قبيل عرضه الأسبوع المقبل في مصر والولايات المتحدة، بسبب استهداف الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت الأهرامات وإطلاق النار عليها خلال حملته على مصر في الفترة من 1798 إلى 1801.

 

وأكد خبراء ومؤرخون عن أن الفيلم الأمريكي الذي يؤرخ سيرة أعظم فرنسي في التاريخ نابليون بونابرت، به مغالطات فادحة، على الرغم من أن المراجعات النقدية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة كانت إيجابية إلى حد كبير.

 

نابليون بونابرت لم يستهدف الأهرامات وأبو الهول

فبعد انتشار المقطع الدعائي لفيلم "نابليون"، أكد مؤرخون أن نابليون لم يقم باستهداف الأهرامات خلال الحملة الفرنسية على مصر في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، لكن الفيلم يظهر إطلاق النار عليهم بالمدافع، وتصيب أحد الأهرامات.

 

وخلال المقطع يظهر جنود فرنسيون وهم يقومون بتحميل مدفع بالذخيرة وتوجيهه ثم إطلاقه على قمة الأهرامات وتمثال أبو الهول، وشكك مؤرخون في أن تصل النيران إلى قمة الأهرامات من مكان وقوفهم على الأرض، كما أن نابليون لم يطلق النار على الأهرامات، 

 

واستنكر المؤرخون –وفقا لصحيفة الديلي ميل البريطانية- قيام المخرج ريدلي سكوت بهذا المشهد على الرغم من أن الاتهامات حول قيام جيش نابليون بإطلاق النيران على الأهرامات وكسر أنف أبو الهول عارية من الصحة وقد تم دحضها منذ سنوات طويلة.

مشهد إطلاق النار على الأهرامات في فيلم نابليون

وثائق حول كسر أنف أبو الهول

فقد أكدت الوثائق والرسومات التي وثقها المستكشف الأوروبي فريدريك لويس نوردين، عام 1737 عن تمثال أبو الهول أنه كان بلا أنف وكان ذلك قبل أكثر من 60 عاما على الحملة الفرنسية على مصر.

 

بل كانت هناك وثيقة للمؤرخ تقى الدين المقريزى في القرن الخامس عشر زعمت أن أحد الصوفيين المتعصبين وكان أسمه "صائم الدهر" قام بكسر أنف أبو الهول عام 1378 لأنه أعتبره من الأصنام والأوثان، وقد عوقب بالضرب حتى الموت.

 

وكانت هناك رواية أخرى هي أن أبناء الملوك الفراعنة أثناء عصر مصر القديمة كانوا يقومون بمسابقات لرياضة الرماية على أبو الهول، بالإضافة إلى الروايات التي تناولت عوامل التعرية والأمطار كسبب من أسباب سقوط أنف أبو الهول. 

 

اقرأ أيضا:

يُعرض غدا.. نجمة "ذا كراون" تكشف ماذا تعلمت من حياة الأميرة ديانا؟ (dostor.org)

شعر وفستان ماري أنطوانيت وحضور نابليون إعدامها

ومن ضمن المغالطات التاريخية في الفيلم أيضا، هو ظهور ماري أنطوانيت – التي تجسدها الممثلة كاثرين ووكر – بشعر مجعد قبل إعدامها، وحضور نابليون خلال تنفيذ حكم الإعدام بالمقصلة أمام حشد من الناس في باريس خلال الثورة الفرنسية.

 

ولكن في الواقع، كان الإمبراطور الفرنسي المستقبلي آنذاك على الجانب الآخر من البلاد في ذلك الوقت، حيث كان يشارك في حصار طولون، والذي لعب فيه دورًا رئيسيًا في إجبار القوات بقيادة بريطانيا على الانسحاب.

 

وأُعدمت أنطوانيت بعد محاكمة اتُهمت فيها بسفاح القربى مع ابنها، وكان زوجها الملك لويس السادس عشر قد تم إعدامه بالمقصلة قبل ثمانية أشهر.

 

وقالت الأكاديمية الفرنسية الدكتورة إستيل بارانك، في حديثها لبرنامج توداي على إذاعة بي بي سي 4، إنها انزعجت من تصوير المخرج ريدلي سكوت لقصة أنطوانيت على هذا النحو، مضيفة أن نابليون لم يكن هناك خلال تنفيذ الأعدام.

 

أيضا لم تكن أنطوانيت بشعر مجعد طويل خلال إعدامها ولم تكن ترتدي فستاناً أسود، لأن الملكة الفرنسية قد تم قص شعرها بشكل دقيق عندما تم إعدامها، بعد أن حلقه خاطفوها، وعلى الرغم من رغبتها في ارتداء اللون الأسود، إلا أنها اضطرت إلى ارتداء فستان أبيض، وهو اللون الذي ترتديه ملكات فرنسا الأرامل.

الممثلة كاثرين ووكر في دور ماري أنطوانيت في فيلم نابليون