رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروم الارثوذكس: مسألة التقويم الكنسي كانت وما تزال موضوع جدال مرير بين المسيحيين الشرقيين

صوم الميلاد المجيد
صوم الميلاد المجيد

نشر نيافة الحبر الجليل الأنبا نيقولا انطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، جزء مقتطع من دراسة للأسقف كاليستوس (تيموثي) ويّر، عن تاريخ التقويم الكنسي لعيد الميلاد، وذلك بمناسبة احتفالات الكنيسة بصوم الميلاد المجيد.

جدل مرير

أن مسألة التقويم الكنسي كانت في الماضي وما تزال موضوع جدل مرير بين المسيحيين الشرقيين. 
فحتى نهاية الحرب العالمية الأولى كان جميع الأرثوذكسيين يستخدمون التقويم القديم، أي التقويم اليولياني، وهو متأخر ثلاث عشر يوماً عن التقويم الجديد، أي الغريغوري، المتبع في الغرب. وفي سنة 1923 دعا البطريرك المسكوني إلى انعقاد مؤتمر أرثوذكسي عام في القسطنطينية، حضره مندوبون عن كنائس صربيا ورومانيا واليونان وقبرص. وقد رفض بطريركا أنطاكية وأورشليم إرسال مندوبين عنهما. أما بطريرك الإسكندرية فلم يرّد على الدعوة. ولم توّجه الدعوة إلى كنيسة بلغاريا في حين أن أوضاع الكنيسة الروسية لم تكن تسمح لها بالاشتراك. 


وضع هذا المؤتمر بعض المقترحات للدرس، منها "زواج الأساقفة" و"السماح بالزواج الثاني للكهنة المترملين" و"اعتماد التقويم الغريغوري". لم توافق أية كنيسة أرثوذكسية على الاقتراحين الأولين، أما الاقتراح الثالث فقد تمّت الموافقة عليه وتطبيقه من قبل بعض الكنائس المستقلة. وفي مارس 1924، اعتمدت القسطنطينية التقويم الجديد، وفي العام نفسه أو بعد ذلك بوقت قصير، جرى اعتماده من كل الإسكندرية وأنطاكية واليونان وقبرص ورومانيا وبولونيا، أما كنائس أورشليم وروسيا وصربيا وأديرة جيل آثوس، فقد استمرت في اعتمادها التقويم القديم. أما بلغاريا فقد اعتمدت التقويم الجديد سنة 1968. وقد خلق هذا التباين في المواقف واقعاً من البلبلة. 


الآن جميع الكنائس التي اعتمدت التقويم الجديد وجميع اليونانيين (باستثناء رهبان جبل آثوس)، يحتفلون بعيد الميلاد في نفس الوقت الذي يحتفل فيه الغرب، أي في 25 ديسمبر، في حين جميع الكنائس التي لم تعتمدت التقويم الجديد يحتفلون بعيد الميلاد بعد هذا التاريخ بثلاثة عشر يوماً أي في 7 يناير. 

معارضة قوية


أثار تغيير التقويم معارضة قوية، خاصة في اليونان حيث استمرت جماعات من "أتباع التقويم القديم" (ولها أكثر من أسقف واحد) في إتباع هذا التقويم، ويرون أن كلاً من التقويم وتحديد موعد الفصح متعلقان بقرار كنسي صادر عن المجامع المسكونية، ولا يمكن تعديلهما إلاّ بقرار من مُجمل الكنيسة الأرثوذكسية وليس من قبل بعض الكنائس المستقلة التي تتصرف بمبادرة ذاتية. وقطعوا الشَرِكة مع بطريرك القسطنطينية والكنيسة اليونانية.


لكن أديرة جبل آثوس والتي رفضت اعتماد التقويم الجديد، باستثناء واحد منها، فلا تزال مع ذلك تحافظ على الشركة مع بطريرك القسطنطينية والكنيسة اليونانية.


أما "أتباع التقويم القديم" في مناطق أخرى باليونان وخارجها (مثل أمريكا وغيرها) الذين قطعوا الشركة مع جميع الكنائس التي اعتمدت التقويم الجديد تعرَّضوا للحُرم من قبل الكنيسة الرسمية، بما فيها الكنائس التي اعتمدت التقويم القديم والتي هي في شركة مع الكنائس التي اعتمدت التقويم الجديد (بطريركية أورشليم وبطريركيات روسيا وأوروبا الشرقية).

من جهة اخرى، وبمناسبة عيد القديس ميناس ترأس القداس الإلهي المتروبوليت ناركيسوس مطران بوليسيو (بور سعيد) والوكيل البطريركي في الإسكندرية بالكنيسة المسماة على اسم القديس بمدينة الإسماعيلية.

خلال القداس الإلهي ببركة صاحب الغبطة بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا البابا ثيودروس الثاني ووضع يد المتروبوليت ناركيسوس تمت رسامة الشماس باسيليوس بيوك (أشرف بيوك) كاهنًا، والذي سيكون راعي كنيسة القديس ميناس في الإسماعيلية التي تمت رسامته فيها.

حضر الرسامة سفير اليونان لدى مصر ولفيف من الكهنة ورؤساء وممثلين عن آخرين للكنائس العربية في مصر من مدن الاسماعلية و بورسعيد والقاهرة ودمياط والمنصورة والاسكندرية وجمع غفير من المؤمنين من تلك المدن.

بعد القداس الالهى دعا المسؤولين بكنيسة القديس ميناس جميع الحضور الى فندق ميركيور لتناول الإفطار والمشروبات، بعد ذلك تناول الحضور الغذاء.

كما ترأس صاحب الغبطة البابا ثيودروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا، القداس الإلهي البطريركي في كنيسة رؤساء الملائكة بمنطقة الظاهر- القاهرة- بمناسبة عيد شفعائها.

بمشاركة المتروبوليت نقولا مطران إرموبوليس (طنطا) وتوابعها والوكيل البطريركى للشوؤن العربية و المتروبوليت نقوديموس مطران ممفيس (مصر الجديدة) وتوابعها والوكيل البطريركى بالقاهرة. ومعاونة العديد من كهنة القاهرة.

وبحضور قنصل اليونان  ذسبينا وقنصلة قبرص ومستشارى سفارة اليونان وقبرص. ورئيس وأعضاء مجلس وكلاء الكنيسة وممثلين عن كنائس القاهرة وبور سعيد ودمياط وجمعية الراعى الصالح بمصر الجديدة.

بعد القداس أعد مجلس وكلاء كنيسة رؤساء الملائكة مائدة على شرف البابا ثيودروس في الحديقة الملحقة بالكنيسة. وكرم غبطته الطلبة الناجحين متمنيا لهم دوام التوفيق والنجاح فى الحياة.