رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسرائيل تدفع ثمن حصار وعدوان غزة.. الجميع يرفض العمل فى المزارع

طوفان الأقصى
طوفان الأقصى

كانت المزارع الإسرائيلية، التي تشكل جوهر العمل الإسرائيلي، توظف لسنوات عمالًا فلسطينيين وتايلانديين، ولكن منذ عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة رحل العمال الفلسطينيون ورفض كافة المتطوعين أو العمال الأجانب العمل في إسرائيل بل ورحل الأغلبية العظمى عن البلاد.

إسرائيل في ورطة جديدة بعد توقف أعمال الزراعة

ورصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ما حدث في المزارع الإسرائيلية بعد رحيل الفلسطينيين، حيث قال جابي سويسا من مزرعته خارج كديما بوسط إسرائيل: "أنا أشعر بالذعر، وعلى مدى عقود، كنا نعتمد على الفلسطينيين والتايلانديين في زراعة وحصاد وتعبئة الفراولة".

وكان سويسا، وهو جندي سابق في وحدة قتالية خاصة يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، يبكي، قائلًا: "المتطوعون الذين كنا نتوقع مساعدتهم في المزرعة لم يحضروا، لا يرغب أحد الآن في العمل في إسرائيل".

وأضافت الصحيفة أن توقف الزراعة في إسرائيل يهدد أمنها الغذائي الذي لطالما كانت تفتخر به ويوجه ضربة كبرى لاقتصادها، كما أنه يكشف عن خدعة الاكتفاء الذاتي بأنها كانت تتم بأيدي المزارعين الفلسطينيين.

وقال يوفال ليبكين، نائب المدير التنفيذي لوزارة الزراعة، إن الزراعة الإسرائيلية تعاني من أكبر أزمة منذ قيام الدولة عام 1948، مضيفًا أنه منذ بداية الحرب تفتقر المزارع إلى ما لا يقل عن 15 ألف عامل.

الاستعانة بطلاب المدارس لسد الفجوة في الزراعة

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن أكثر من 150 إسرائيليًا، بما في ذلك حافلة تقل طلاب المدارس الثانوية، ذهبوا إلى مزرعة في كاديما بإسرائيل للمساعدة في الحصاد، حيث تلعب المناطق الزراعية على طول الحدود الجنوبية والشمالية دورًا ليس فقط في قطاع الزراعة في البلاد، ولكن أيضًا في الدفاع عنها.

وتابعت أن إسرائيل تحتاج إلى العمال الأجانب للقيام بالعمل الشاق المتمثل في زراعة الخضروات وقطف الفاكهة وحلب الأبقار وتربية نحل العسل، وقبل الحرب، كان القطاع الزراعي في البلاد يوظف حوالي 30 ألف عامل أجنبي، معظمهم من تايلاند، بالإضافة إلى 9 آلاف فلسطيني، واليوم يرفض العمال الأجانب العودة أو العمل، إما بسبب انعدام الشعور بالأمان وانهيار أسطورة الجدار الفولاذي أو بسبب الغضب من العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، والآن وللمرة الأولى منذ الاستيلاء على المزارع الفلسطينية في عام 1948 لا تستطيع الزراعة الإسرائيلية الاعتماد على التدفق المستمر للعمال.

الجميع يرحلون من إسرائيل

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الجميع بدأوا بالرحيل من إسرائيل، ففي مزرعة طماطم الأسبوع الماضي على بعد أقل من ثلاثة أميال من قطاع غزة، لا يزال خمسة فقط من أصل 35 عاملًا تايلانديًا وظفهم نوعام أمير وإخوته قبل الحرب، في وظائفهم.

وقال أمير مالك المزرعة: "أخبرت العمال الذين أرادوا المغادرة أنني بحاجة إلى المساعدة، وسأكون سعيدًا جدًا بمنحهم زيادة في الراتب، لكنهم لا يريدون البقاء. أنا أحترم مشاعرهم، الجميع يغادر".

وتابعت الصحيفة أنه في الأسابيع الأخيرة، أجرى مسئولون إسرائيليون محادثات مع ممثلين من فيتنام ودول أخرى حول اتفاقيات العمال المحتملة، لكن قد تمر أشهر قبل أن يصل أي شخص، فلا أحد يرغب في العمل في إسرائيل في الوقت الحالي.