رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد إخراجهم من الحضّانات.. "الفويل" أمل أطباء غزة الأخير لإنقاذ أرواح "المبتسرين"

الأطفال المبتسرين
الأطفال المبتسرين في مجمع الشفاء

يستخدم ورق "الفويل" في حفظ وجبات الطعام الساخنة أو تسويتها داخل الأفران، لكن في غزة الأمر مختلف، حيث تسبب عدوان الاحتلال في لجوء الأطباء إلى حفظ جسد “الأطفال المبتسرين” بمستشفى الشفاء به لإنقاذ أرواحهم.

وكشف طبيب بمستشفى الشفاء قيامهم بلف الأطفال المبتسرين في ورق حراري "الفويل" ثم وضعهم بجوار ماء ساخن في محاولة منهم لإبقائهم على قيد الحياة، لكونهم أصبحوا بلا أجهزة أو أنابيب تضمن لهم الغذاء الذي يحتاجونه والعلاج بعد أن تم إخراجهم من الحضانات نتيجة نفاذ الوقود وقصف المستشفى والمناطق المحيطة به وقطع كل الإمدادات.

وتسبب توقف قسم العناية المركزة وكذلك أجهزة الأكسجين في مستشفى الشفاء بغزة في وفاة رضع، وبات آخرون مهددين بالموت.

وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة نهلة عبد الوهاب استشاري التغذية والمناعة في حديثها لـ"الدستور"، إن ما يحدث داخل غزة مأساة حقيقية بكل المقاييس ستكتب في التاريخ، مشيرة إلى أن محاولات العلاج التي يلجأ إليها الأطباء مضطرين في مثل هذه الظروف المأساوية قد تسبب مزيدا من المشكلات إن نجحت.

وأوضحت أن نسب النجاح ضعيفة للغاية، لكنه هناك ما يسمى بـ"طب الحروب" حيث يحاول الطبيب بذل أي مجهود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح وأن يقدم ما يستطيع من علاج لجروح المرضى لكي لا يتفاقم الأمر ويزداد بشاعة، حتى ولو كان سيترتب على ذلك بعض الضرر فيما بعد.

وأكدت أن "الفويل" ليس صحيا على الإطلاق لحفظ الأغذية، حيث يسبب التسمم الغذائي فما بالنا لو تعلق الأمر بحفظ أجساد أطفال صغار مبتسرين، ففي أقل الأمور قد لا يجدي نفعًا في هذا الحفظ، بل قد يترتب عليه أضرار أخرى.

وأشارت “نهلة” إلى أن هناك احتماليات بسيطة في نجاحه، وحينها يكون قد نجح هؤلاء الأطباء في محاولاتهم البطولية لإنقاذ روح صغير ملاك لا ذنب له.

وذكرت شبكة "سى إن إن" أن العاملين بمستشفى الشفاء كانوا يصارعون لإبقاء المواليد الجدد وإبقائهم على قيد الحياة بعد نفاد إمدادات الأكسجين، واضطروا لنقل الأطفال باليد من وحدة حضانات وحدة الأطفال حديثى الولادة إلى جزء آخر فى المستشفى.

وذكرت الشبكة أن الأوضاع فى مستشفى الشفاء وصلت إلى وضع كارثى خلال الأيام الماضية، بعد أن أصبح العاملون والمرضى والنازحون المقيمون بالمستشفى محاصرين داخله بسبب القتال، بحسب ما قالت وكالات الإغاثة ومسئولو الصحة بالقطاع.