رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

50 مليار دولار.. خسائر الاحتلال الاقتصادية منذ بدء غزو غزة

 خسائر الاحتلال
خسائر الاحتلال

ربما يظهر للعيان أن الاحتلال الإسرائيلي هو المتصدر في معركة طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية حماس على المستوطنات الإسرائيلية في 7 أكتوبر الماضي، لكن الأرقام هي اللغة الأدق والتي تظهر أن المعركة ألحقت خسائر اقتصادية بالكيان منذ اليوم الأول.

وبعد مرور قرابة شهر و6 أيام بالتحديد على المعركة، تظهر تلك الخسائر الاقتصادية جلية وبوضوح، حيث تكبد الاقتصاد الإسرائيلي العديد من الخسائر على الأصعدة كافة لاسيما الاقتصادية تحديدًا.

خسائر اقتصادية 

واتساقا مع ذلك، نشرت صحيفة "فورين بوليسى" الأمريكية مقالًا تحدثت فيه عن ما خلفته التعبئة العسكرية في "إسرائيل" من ضغوط اقتصادية خطيرة، مؤكدة أن اقتصاد الحرب الإسرائيلي لا يستطيع أن يصمد إلى الأبد.

وقالت إن استمرار الحرب أدى إلى ضغوط كبيرة على اقتصاد الاحتلال، وانهيار حاد في الأرصدة والعملات الأجنبية: «منذ ٧ أكتوبر هرب ما يصل إلى ٧٠٠٠ عامل تايلاندي من إسرائيل، هؤلاء يشكلون الجزء الأكبر من القوى العاملة الزراعية».

وتابعت: «إن الحقول الزراعية تعتمد الآن على المتطوعين الجامعيين... لقد حاولوا إنقاذ المحصول الزراعى وحصد الثمار قبل أن تتعفن، لكن جهودهم باءت بالفشل وبدأت الحكومة الإسرائيلية بالفعل فى استيراد بعض المواد».

وأشارت إلى أن الإسرائيليين يفتخرون بابتكاراتهم التكنولوجية في مجال الزراعة لكن هذا القطاع الآن هو على رأس قائمة القطاعات التى ستتحمل وطأة الحرب الطويلة مع حماس والغاز والسياحة.

فما الخسائر الاقتصادية التي تكبدها الاحتلال إلى الآن بعد مرور شهر على معركة طوفان الأقصى؟

 

قطاع الغاز والطاقة

تضرر قطاع الطاقة بشدة في إسرائيل منذ بدء معركة طوفان الأقصى على الاحتلال، حيث بدأت في إغلاق أغلب حقول الغاز مثل حقل "تمار" ما أدى  إلى تراجع صادرات الكيان من الغاز، وأثر على ارتفاع أسعار الكهرباء وارتفاع الأسعار بشكل عام.

غلق حقل تمار كانت له خسائر ضخمة قدرت بنحو 800 مليون شيكل، أي ما يعادل 201 مليون دولار، كما هوت صادرات الكيان من الغاز منذ إغلاق حقل تمار مع بدء معركة طوفان الأقصى إلى 70% وفق تقرير شركة (بي.دي.أو إزرائيل) للمحاسبة والاستشارات.

 

قطاع السياحة

ومن أبرز القطاعات الاقتصادية التي تضررت كان قطاع السياحة، حيث إن شهر أكتوبر شهد وصول 99 ألف زائر مصنفين كسائحين، بينما العام 2022 كان هناك 369 ألف زائر في شهر أكتوبر بفارق 270 ألف زائر نتيجة الجرب الدائرة، بينما في وقت جائحة فيروس كورونا خلال أكتوبر 2019 كان هناك 485 ألف زائر.

 

النقد الأجنبى

كما اهتز الاحتياطي النقد الأجنبي للكيان، حيث إن البنك المركزي أعلن أنه باع 8.2 مليار دولار من النقد الأجنبي خلال شهر أكتوبر، وهي المرة الأولى التي يتم فيها بيع النقد الأجنبي من بنك الاحتلال الإسرائيلي، تخوفًا من حدوث تدهور حاد في سعر صرف الشيكل.

وهو الأمر الذي أثر على الاحتياطي من النقد الأجنبي ووصل إلى 191.235 مليار دولار، كما أطلق المركزي برنامجًا بقيمة 30 مليار دولار لبيع النقد الأجنبي مع بداية الحرب في غزة قبل شهر؛، من أجل توفير ما يصل إلى 15 مليار دولار من خلال المقايضات.

كلفة الحرب

وكان للحرب أيضًا كلفة اقتصادية من الخسائر على إسرائيل، حيث قدرتها وزارة المالية للكيان المحتل أنها وصلت إلى 50 مليار دولار وهي تكلفة باهظة، فيما توقعت وزارة المالية وفق صحيفة كالكاليست الاقتصادية الإسرائيلية أن كلفة الحرب إذا استمرت ربما تصل إلى 200 مليار دولار.

وتعتبر التوقعات للاقتصاد الإسرائيلي سيئة، حيث توقع البنك الخاص بالكيان أن النمو للاقتصاد الإسرائيلي خلال العام الحالي لن يتعدى 2.3% بعدما كان 3% خلال العام الماضي، متوقعًا أن العام 2024 لن يزيد معدل النمو الاقتصادي على 2.8%.