رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل أن نطالب بسعة جماهيرية كاملة.. كيف نفهم رسائل شغب الألتراس؟

اولتراس اهلي
اولتراس اهلي

بعد ثورة يناير علت أصواتهم، وطغى نفوذهم في ميادين عدة، ومع غياب الردع واللوائح المنظمة آنذاك، كانت لهم كلمة مؤثرة في إدارة كرة القدم المصرية، حتى تحولوا إلى خطر يهدد وجودهم قبل أن يكون خطرًا يحاصر المجتمع عمومًا، بفعل محاولات واضحة لاستغلالهم من قبل تنظيمات وجماعات استهدفت ضرب استقرار الدولة.

وبعد رحلة كبيرة قطعتها الدولة ضد كل مظاهر «التمرد»، والتنظيمات الخارجة عن القانون، عاد ألتراس أهلاوي اليوم يطل علينا مجددًا، بواقعة جديدة تعيد إلى الأذهان بداياتهم التي كان الصمت عليها، مقدمة لكوارث انتهت بضحايا ما زالنا نتباكى عليهم حتى يومنا هذا.

في مباراة ليست تنافسية، ولن تعنى أي شئ في مشوار بطولة دوري نايل، ورغم أننا ما زلنا في بداية موسم، ورغم أن الأهلي لم يفقد نقاط بعد وطريقه للصدارة ممهد في ظل منافسة خصوم يتساقطون ويفقدون النقاط مباراة تلو الآخرى.

رغم كل ذلك طل علينا ألتراس بواقعة ما يجب أن نراها ثانية بعد شوطًا كبير قطعناه ودفعنا ضريبه، لكي نبني نظامًا يضمن أمان المجتمع والفرد معًا.

مشاجرة تسبب فيها صبية مراهقين، بفعل رغبة كل منهم للتعبير عن نفسه في قيادة المدرج.

ربما تكون واقعة ليست مؤثرة في وجهة نظر البعض، لكن الصمت عليها يحولها إلى بذرة قد تؤدي في نهاية الطريق إلى مصيبة جديدة.

لم تكن حادثة بورسعيد، والدفاع الجوي، سوى نتائج حتمية لمقدمات بدأت بهتافات مسيئة يتبادلها جمهور الأندية، ومرت بمحاولة تعدي فردية، حتى وصلت إلى النهاية إلى حرب شوارع واقتتال.

لقد دفعنا قديمًا نتيجة الصمت على أغنيات التفاخر بالقتل التي دومًا ما رددها ألتراس مثل:« في نادي الشمس جريتوا.. جمهوركم شوية.....، خطفنا الكردى من وسيطكم ولعنا في واحد عند الباب».

كان التفاخر بالقتل منهجًا، لدرجة أن مجموعة ألتراس أهلاوي حولتها إلى أغنية تستعرض قوتها بحرق أحد قادة وايت نايتس، رابطة مشجعي الزمالك.

وعلي نفس الشاكلة كانت تُكتب الأغنيات التي من شأنها زرع الفتنة والتعصب، بأيادي محرضة، ودخيلة، تعرف جيدًا ماذا تريد، وكيف تصنع من المراهقين والشباب متمردين يتحولوا إلى أداة للشغب، وصناعة التمرد والثورة ضد أي قانون وأي نظام.

إن لحظة الصمت أمام إعتداء ألتراس أهلاوي على الأمن المركزي في مباراة كيما أسوان موسم 2011، كان الخطوة الأولى نحو تجرأها وتعديها على كل المؤسسات، واعتقادها بأنه فوق وأكبر من كل شئ.

وبينما تحاول الدولة في سنواتها الأخيرة إعادة الجمهور إلى المدرج وفق قواعد ولوائح جديدة، نفاجئ من آن للآخر بدخلاء يحاولون إعادتنا إلى النقطة ذاتها، بمحاولة الاشتباك مع بعض أفراد الأمن، وتصويره على خلاف الحقيقة خصمًا وعدوًا.

ونحن نتحدث دومًا عن أهمية عودة المدرج، ونحن نحلم بنهائي كأس مصر في 13 ديسمبر في شكل حفل أسطوري، ونحن نطالب قبل كل مباراة مهمة بالسعة الكاملة كما نقرأ البيانات الرسمية لأهم الأندية، علينا أولًا أن نكون حذرين من المخاطر التي تحاوطنا، وأن نقرأ الرسائل التي تتآتي، وأن نستوعب من دروس الماضي، حتى نتجنب سيناريوهات ما زالنا ندفع ثمنها اليوم.