رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لما نعت السيد المسيح "الهيكل" بـ"بيت للصوص" في يوم التطهير؟

الكنيسة
الكنيسة

أطلق الباحث الدكتور نقولا أبو مرادمن كنيسة الروم الأرثوذكس، الحائز على شهادة الدكتوراة من جامعة إرلنغن في ألمانيا عن دراسة في سفر هوشع، نشرة تعريفية حول (الإله الثائر) قال خلالها إنه "دَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ اللهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ. وَقَالَ لَهُمْ، مَكْتُوبٌ بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ" (متى 12:21 و13). 

رياءَ العابدينَ

يسوع ما تردّد لحظةً في أن ينعت "الهيكلَ" بـ"بيتٍ للصوص"، إذ شاهَد رياءَ العابدينَ، ما خافَ لحظةً أن يدعوَ بيت الآب آبيه "بيتَ اللصوص". فطهّر القدسَ من سلطان الظالمين، ليكون حضور الربّ في كلمته هو القدسُ.

إقتحام يسوع لأسوار الهيكل يكشِفُ بسخطه وجهَ الآب أبيه، الإلهِ الثائر على آلهةٍ اخترعها البشرُ، بنو آدمَ الترابيّون، ليستروا ترابيَّتهم كما بورقة تينٍ، ويعرِضوا وهمًا وهباءً هما كبرياؤهم وتأليه الذات.

لا يمكننا أن نعيشَ إيماننا بالله الآب وبابنه الله المسيح يسوع إلاّ إذا أدركنا أنّه، أوّلاً وآخرًا، ثائر على كبريائنا وعلى أنانيّاتنا. لا نعيش هذا الإيمانَ إلاّ إذا انضممنا إلى ثورتِه على ذواتنا، فنسلك سُبلَ الحقّ والمحبّة. 

لن نعيش إيمانَنا إذا ما كانت الكنيسةً كنيسة مشيدة على زواتنا، سبَق كتاب الله أن قال عنها على لسان إرميا النبي إنّها "بيتَ الكَذِب"، وقال عنها يسوع "بيتَ اللصوص".

أن تكون في صفوف إله ثائر على رياءَ العابدينَ، يعني أن ترفَع صوتَك بالحقّ، وتُعمِل يديكَ بالعدل، وتَعمَل لدنياكَ وكأنّك نسخةٌ عن الذي خلقَك وخلقها ليعمّ فيها الحسنُ والجمال.

من جهة اخرى، وبمناسبة احتفالات الكنيسة بعيد  القديس نكتاريوس الإسكندري متروبوليت المدن الخمس نشر  الأنبا نيقولا انطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية بعض من اقواله جاء على رأسها:  "أيتها الأرثوذكسية، تعصف بكِ آلاف الأرياح، وتحاربك آلاف القوات المظلمة وتثور، تريد اقتلاعك من العالم وتكافح لانتزاعك من قلوب الناس. أرادوا أن يجعلوا منك أملاً مفقوداً، متحفاً وماضياً مأساوياً وتاريخاً مرّ عليه الزمن وانتهى. إلا أن الله القدير، الثالوث القدوس المحسن الكليّ الوداعة والحكمة، هو الذي يسيطر على هذه الفوضى، ويرميك في زاوية أبعد ما يمكن عن التوقع ويغطّيك كوردة تحت صخرة. إنه يحافظ عليك في نفوس أبسط الناس، الذين ليس لهم أية سلطة أو معرفة دنيوية. وها أنتِ باقية حتى اليوم. ها أنت لا تزالين حيّة موجودة تغذّين الأجيال الناشئة، وتفلحين كل بقعة جيدة من الأرض، وتوزعين قوة وحياة وسماءً ونوراً وتفتحين للناس أبواب الأبدية".

 "ابحث عن الله يوميًا، ولكن ابحث عنه بقلبك ولن تجده إلاّ إذا سحقت نفسك بالتواضع. وإذا وجدته قف بورع متخشعًا مثل الشاروبيم والسيرافيم لأن قلبك صار عرشًا لله".