رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"سبتمبر جاف".. قصة الكاتب ويليام فوكنر عن تأثير العنصرية على المجتمعات

فوكنر
فوكنر

تعد "سبتمبر جاف"، واحدة من القصص البديعة للكاتب الأمريكى المعروف ويليام فوكنر، والتى تعد جزء من مشروعه الأدبي المناهض للعنصرية المقيتة فى الولايات المتحدة من قبل البيض للسود او الزنوج، الذين جيئ بهم من إفريقيا مكبلين بالأغلال  ليكونوا عبيدا فى الولايات المتحدة، التي تدعي الحرية والديمقراطية ورعاية حقوق الإنسان، تلك الكذبة الكبرى التى يصدرونها للعالم.

 وبرغم مرور عدة عقود على نشر فوكنر لقصصه التي تنبذ العنصرية وتحض على المساواة بين البشر، بصرف النظر عن اللون أو العرق او الدين مازالت أمريكا تمارس نفس الدور البغيض فى التفرقة بين البشر. 


تفاصيل القصة 

تحكي قصة سبتمبر جاف عن خبر أثير فى إحدى القرى الأمريكية حول غانية ادعت أن رجلا زنجيا اعتدى عليها وتحرش بها، ليدور الحوار داخل صالون حلاقة لرجل أبيض قال له الزبون، إن الزنجى ويلز تحرش بالسيدة مينى كوبر ولابد من معاقبته، فقال الحلاق أعرف ويلز جيدا إنه رجل خلوق ولا يرضى على نفسه تلك الفعلة الشنعاء، كما أنه يخاف من ردة الفعل، فكان جواب الزبون وثلاثة ٱخرين من البيض قاسيا على الحلاق حيث اتهموه بأنه يحب الزنوج العبيد  ويفضلهم على البيض من أبناء جلدته.

 وأثناء الحوار دخل رجل يدعى ماك لندن لم يفصح الكاتب عن مهنته، ولكن يتضح من سياق الحوار أن له نفوذا وقوة، بمجرد أن استمع إلى أطراف الحوار قرر أن يتوجه بسيارته إلى الزنجى ويلز فتبعه الثلاثة وعلى وجوههم علامات الغضب.

ولحق بهم الحلاق وركب معهم كى يمنع المصيبة، ولما وصلوا إلى بيت الزنجى اقتادوه معهم، وتوجهوا به إلى الزروع لمعاقبته هناك، ولما أراد الحلاق أن ينجو بنفسه طلب من ماك لندن ان ينزله فقال له اقفز من السيارة وهى مسرعة ففعل. 

ثم يتطرق بنا الكاتب لحياة الأربعينية العانس التى تمارس الغواية وتلهو مع صديقاتها فى دار السينما، ليظل مصير الزنجى مجهولا، ثم يعود المجرم ماك لندن إلى بيته فيعنف زوجته، وكأن ويليام فوكنر أراد أن يقول للعالم بأسره، إن العنف الذي يمارسه البيض على السود ينعكس بالتبعية على المجتمع.