رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

"شمس ذلك الغروب".. قصة الكاتب الأمريكى وليام فوكنر الممنوعة من النشر

فوكنر
فوكنر

أجمع النقاد على اختيار قصة شمس ذلك الغروب لفوكنر كأفضل قصة كتبها فى حياته، ذلك لأنها تناقش الأبعاد النفسية والإجتماعية المترتبة على التفرقة العنصرية من قبل البيض للسود فى الولايات المتحدة الأمريكية فى بدايات القرن الماضى.

 بعد أن كتب فوكنر قصة شمس ذلك الغروب عام 1931  قدمها لمجلة سكرسينرز لكنها رفضت نشرها وظلت القصة حبيسة الأدراج لعام كامل حتى سمحت له مجلة امريكان ميركورى بنشرها فى العام التالى.

تفاصيل القصة 
كعادته اختار فوكنر طفلا ليكون هو راوى القصة، يحكى الطفل الذى ينتمي إلى الصنف الأبيض عن مدينة جيفرسون الأمريكية التى كان يقطنها هو وأسرته، والتى تستأجر امرأة زنجية تدعى نانسى لتحمل الملابس من بيتهم إلى مغسلة المدينة، وكانت نانسى امراة سوداء نحيلة يبدو عليها الوهن رغم أنها فى مقتبل العمر،وكان لها زوجا به ندبة فى وجهه من أسر شفرة، وكان هذا الزوج غير متزن عقليا لأسباب لم يوضحها الكاتب، ربما بسبب اضطهاده من قبل الصنف الأبيض، ترك  الزوج الكوخ الذى يقيم فيه هو وزوجته على طرف المدينة وارتحل، ثم يعود الراوى ليحكى لنا عن نانسى التى قبضت عليها الشرطة بحجة أنها عاقرت الخمر، وفى القسم جن جنون نانسى لأن من يحاكمها رجل أبيض مدين لها بأجرة حمل الغسيل،  لكنه ركلها فى بطنها ولكزها فى فمها فأسقط ما تبقى من أسنانها، ولما اقتادوها إلى غرفة السجن حاولت الانتحار بفستانها الذى لا تملك غيره، وبعد أن تم انقاذها عادت إلى كوخها وهى ترتجف، فاستأجرها الرجل الأبيض فكانت دائمة الهزيان تخشى كل شىء حتى زوجها التى ظنت انه سيعود  ليقتلها. ليبين فوكنر أن التمييز العرقى لا ينجب إلا اختلالا نفسيا يدمر المجتمعات ولا يبنيها.

الهدف من القصة.

بجرأته المعهودة أراد الكاتب الأمريكى الشهير وليام فوكنر أن يدق ناقوس الخطر فى بلاده، محذرا من التمييز العرقى المدمر، حيث رصد من خلال قصته شمس ذلك الغروب حال مواطنة أمريكية لها أصل زنجى فقدت عقلها بسبب الظلم الواقع عليها جراء التمييز العنصرى الذى يفرق بين المواطنين بسبب اللون أو العرق، وكان لهذه القصة صدى واسعا فى الولايات المتحدة ٱنذاك.