رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وكيلة مجلس الشيوخ: تطبيق فكرة أسواق الكربون أكثر ملائمة في المرحلة الراهنة

فيبي فوزي
فيبي فوزي

قالت النائبة فيبي فوزي وكيل مجلس الشيوخ، خلال الجلسة العامة، إن الدراسة التي يناقشها مجلس الشيوخ اليوم  بشأن التنمية الاقتصادية بين مصادر الطاقة والحد من مشكلات البيئة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، إذ تُحفز النظر إلى المفارقة الواقعة بين مشكلات توافر الطاقة -وهي الأزمة التي تشهدها مختلف دول العالم- منذ جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية ثم الحرب الدائرة رحاها في غزة حاليًا، وبين خطورة الآثار المترتبة على البيئة بكل تجلياتها من هواء وماء وتربة، جراء استهلاك هذه الطاقة، خاصة الاحفورية منها.

وتابعت وكيل مجلس الشيوخ، تلك المفارقة التي باتت تشكل بالفعل جانبًا كبيرًا من أزمة الحضارة الإنسانية على كوكبنا، في مسعاها لمعادلة الأثر بين ضرورات التنمية الاقتصادية من جانب، وحتمية حماية البيئة ومكافحة التلوث المهدد لهذه الحضارة من جانب آخر.

جاء ذلك في كلمة لها أمام الجلسة العامة لمجلس الشيوخ والمنعقدة الآن برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، والتي تناقش تقرير لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بالمجلس، بشأن التنمية الاقتصادية بين مصادر الطاقة والحد من مشكلات البيئة، سوق الكربون، وضريبة الكربون.

الحقوق البيئية الجيل الثالث من حقوق الإنسان

وأضافت فوزي أنه ما يلفت النظر بشدة إنه بعد نجاح مصر في استضافة مؤتمر المناخ العالمي cop27 بشرم الشيخ، ونجاحها في إقرار عدة مبادئ جديدة لم تتمكن القمم السابقة من اعتمادها، ولعل أبرزها إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، فإنه في الأثر تبلور بقوة ما يطلق عليه الخبراء الجيل الثالث من حقوق الإنسان وأَعني به الحقوق البيئية، التي تأتي كتطبيق مباشر لمفاهيم وأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة. من هنا، فإنه يتحتم على مصر بموقعها الرائد في هذا المجال ان تكون المُبادِرة باتخاذ كل ما يلزم لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة وصديقة للبيئة في الوقت نفسه.

وأكدت وكيل مجلس الشيوخ أن مصر وهي في مرحلة الانطلاق الاقتصادي وعلى أبواب تحقيق طفرة نوعية في التنمية الشاملة، بتجلياتها الصناعية والزراعية والتكنولوجية وغيرها، قد باتت في أمسِ الحاجة إلى تعظيم الإستفادة مما يتوافر لديها من موارد للطاقة المتجددة، وقد رصدتها الدراسة كما رصدت مصادر الطاقة التقليدية. 

وتابعت أرى أن المستقبل يشير بالفعل الى أهمية الاعتماد على المصادر المتجددة وغير التقليدية -على المدى الطويل- ولعله من الإنصاف في هذا المجال الإشارة إلى ما تقوم به الدولة المصرية من تنفيذ استراتيجية واعدة للتحول إلى الطاقات الخضراء والاعتماد عليها لتصل بنسبة 42% بحلول عام 2030 بدلًا من عام 2035، وصولًا إلى نسبة 50% بحلول عام 2040.

تطبيق فكرة أسواق الكربون أكثر ملائمة في المرحلة الراهنة

 وأشارت إلى أنه رغم كل ما سبق، فاسمحوا لي أن أطرح ملاحظة اخيرة، إذ أود أن ألفت النظر إلى أنه وإن كان مما لا شك فيه ان فرض ضريبة الكربون يعد نموذجًا ناجحًا للغاية في عدد من الدول التي استعرضت تجربتها الدراسة، إلا أنني أخشى أن نموذجنا في التنمية الاقتصادية والصناعية، ما يزال يحتاج المساندة والتعزيز، الأمر الذي قد يؤثر عليه بالسلب فرض ضريبة الكربون، وهو ما رصدته الدراسة بالفعل، وإذا كانت الدول المتقدمة قد أخذت فرصتها كاملة في التنمية دون قيود، فليس أقل من أن تتاح لنا فرصتنا في التنمية وإن كانت ببعض الالتزامات البيئية دون تأثير معوق على التنمية.

من جانب آخر فقد يكون تطبيق فكرة أسواق الكربون أكثر ملائمة في المرحلة الراهنة وأتصور أن الفكرة تحتاج لمزيد من البحث والدراسة لضمان تجنب أي آثار سلبية لها على جهود التنمية الاقتصادية.