رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فوضى وتاريخ مأسوى.. لماذا يسبب الغزو البرى لغزة رعبًا لإسرائيل؟

الاجتياح البري لغزة
الاجتياح البري لغزة

كشف موقع "ذا وير" الهندي، التاريخ المأساوي والكارثي لإسرائيل خلال غزوها البري لدول منطقة الشرق الأوسط والتي تسببت في فوضى لا حصر لها للاحتلال، وهو الأمر الذي يجعل الغزو البري لغزة رعبًا لجنود إسرائيل.

تاريخ مأساوي وفوضى كبرى

وأفاد الموقع fأنه على الرغم من نجاحه في البداية، إلا أن الاحتلال اللاحق لجنوب لبنان أدى بشكل مباشر إلى صعود حزب الله وإلى خسائر مستمرة للقوات الإسرائيلية، والانسحاب إلى منطقة أمنية يبلغ طولها تسعة أميال في غضون ثلاث سنوات، ومن لبنان ككل في عام 2000، وفي عام 2006، عادت الوحدات العسكرية الإسرائيلية إلى لبنان لمواجهة صواريخ حزب الله، لكنها انتهت بانسحاب القوات المنهكة في حالة من الفوضى، ولجوء الجيش الإسرائيلي إلى حرب جوية واسعة النطاق ألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية في جزء كبير من البلاد.

وتابع أن اليوم تجازف إسرائيل بتكرار نفس السيناريو في غزة، فقبل الحرب الحالية، خاض جيش الاحتلال الإسرائيلي أربع حروب أخرى في غزة منذ عام 2007، وذلك في المقام الأول للسيطرة على استخدام حماس للصواريخ و شبكتها المتنامية من أنفاق التسلل.

وأضاف أن أبرز هذه العمليات كانت عملية الجرف الصامد في عام 2014 والتي شاركت فيها إسرائيل في هجوم بري، وفي هذه الحالة، وجدوا أن القتال صعب للغاية، حيث تكبد لواء النخبة جولاني خسائر فادحة منذ البداية.

وأشار إلى أن التجارب في الحروب الأخرى لها صلة بما يحدث الآن في غزة، فبعد هجمات 11 سبتمبر، كان هناك دعم دولي كبير للولايات المتحدة، وبدت الحرب ضد طالبان حتمية رغم أن عددًا قليلًا جدًا من المحللين الأمنيين حذروا من وقوع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الفخ، تم تجاهل التحذيرات وبعد 20 عامًا تراجعت القوات الغربية أخيرًا في حالة من الفوضى، ثم جاءت حرب العراق في عام 2003، مع تجاهل التحذيرات مرة أخرى، وكانت النتائج كارثية مرة أخرى.

 

إسرائيل تفقد الدعم الدولي

وأوضح الموقع الهندي، أنه بالنسبة لغزة، فهناك مخاوف متعددة بشأن ما سيأتي بعد ذلك، فالتوغلات الحالية بعيدة كل البعد عن التدخل البري واسع النطاق، وهناك اختلافات حادة في الاعتقاد بشأن ما يجب أن يحدث بعد ذلك داخل المؤسسة العسكرية وداخل حكومة بنيامين نتنياهو، وكذلك داخل إسرائيل ككل، و يتفاقم جزء كبير منها بسبب القلق بشأن فقدان الدعم الدولي.

وأضاف أنه قبل ثلاثة أسابيع، تكبدت إسرائيل خسارة فادحة وحصلت بحق على دعم أولي ضخم، لكن هذا الدعم بدأ يتلاشى، والأسوأ من ذلك هو العجز الرهيب للحكومة الإسرائيلية الحالية عن فهم ما تتعامل معه في الغزو البري لغزة، لكن عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي يخبرنا بكل ما نحتاج إلى معرفته. 

وأشار إلى أن تغير المزاج الدولي هو الذي يشكل مصدر قلق عميق في إسرائيل، وفي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقد ظهر ذلك من خلال نقاش نهاية الأسبوع في الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما أيدت 12 دولة فقط الولايات المتحدة وإسرائيل في التصويت ضد "الهدنة الإنسانية"، كما كانت ثماني دول في الاتحاد الأوروبي من بين 120 دولة أيدت الاقتراح، ومن بين الدول الـ45 التي امتنعت عن التصويت، حتى بريطانيا.

وأوضح أنه في بعض العمليات العسكرية الإسرائيلية السابقة، جاءت النهاية فعليًا عندما انهار الدعم الدولي لإسرائيل أو اقترب من ذلك، ولو كانت الحرب البرية ضد غزة قد بدأت في غضون أيام قليلة من عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، ولو كانت تلك العملية ناجحة وانهارت حماس، لكان بإمكان نتنياهو أن يدعي نجاحها، ولكن لا يخفى على أحد فشل إسرائيل في إحراز أي تقدم في غزة، خصوصًا مع عشرات الآلاف من الشباب الفلسطينيين المستعدين للقتال في المستقبل، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.