رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة القبطية الكاثوليكية تحتفل بذكرى القديس مارقيان السوري المعترف

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى القديس مارقيان السوري المعترف، وبهذه المناسبة طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها إنه ولد مارقيان بمدينة سيروس بسوريا عام 392م، وكان والداه من أصل شريف فوالده قد خدم في الجيش وفي سن مبكرة جند مارسيان في فيليبوبوليس في تراقيا، وبحلول وقت الحرب الرومانية الساسانية 421-422، كان من المحتمل أن يكون مارقيان قد وصل إلى رتبة عسكرية منبر.

رهبنته

 وتابع الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، إذ وضع مارقيان في قلبه ألا ينشغل بالله والعالم في وقت واحد، ترك أصدقاءه ومدينته واعتزل في برية شالكيس بين إنطاكية والفرات، واختار أبعد منطقة من تلك البرية وبنى لنفسه صومعة ضيقة لدرجة أنه لم يكن يستطيع أن يقف أو يرقد دون أن يثني جسمه.

 وأضاف كانت وحدته فردوسًا، يقضي كل وقته في الترنيم بالمزامير والقراءة والصلاة والعمل. كان الخبز هو طعامه يحرص أن يأخذ القليل منه يوميًا حتى تكون فيه قوة لعمل ما يريده الله. وقد أشرق الله عليه بنوره الإلهي لتعزيته ومَنَحه معرفة أسرار الإيمان العظيمة. انتشر صيته وقداسة سيرته في كل مكان حتى أتى الكثيرون ليتتلمذوا على يديه، وكان أول تلميذين له يوسابيوس وأغابيتوس. 

صانع المعجزات

وواصل " الفرنسيسكاني"، في أحد الأيام أتى لزيارته فلافيان بطريرك إنطاكية مع عدد من أساقفته، وطلبوا إليه بإلحاح أن يكلمهم كلمة روحية، ووقف مارقيان صامتًا أمام هذا الجمع العظيم، ولما ألحّوا عليه أن يتكلم قال: "إن الله يكلمنا كل يوم في خليقته وفي الكون من حولنا، يكلمنا في إنجيله ويعلمنا فيه ما يجب أن علينا أن نعمله لأنفسنا وللآخرين، فهل يستطيع مارقيان أن يضيف إلى كل ذلك شيئًا مفيدًا؟" وقد منحه الله موهبة عمل المعجزات حتى وُصِف بصانع المعجزات.

 وفي أحد الأيام أتاه أحد الرهبان نيابة عن رجل كانت ابنته مريضة يطلب منه بعض الزيت المقدس، فرفض مارقيان بكل شدة، إلا أن البنت شفيت في تلك الساعة، وقد عاش هذا القديس زمنًا طويلًا، وفي أواخر أيامه كان منزعجًا بسبب رغبة الكثيرين في الحصول على رفاته بعد نياحته، بل أن البعض في أماكن عديدة بنوا كنائس أملًا في دفن جسده بها. لذلك أوصى مارقيان تلميذه يوسابيوس واستحلفه أن يدفن جسده في السرّ، وقد تم له ذلك إلا أن بعد خمسين سنة من نياحته - التي كانت حوالي سنة 387 م. - أكتُشِف مكان دفنه ونُقِل رفاته بإكرام شديد، حيث صار مزارًا للكثيرين.