رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وثيقة استخباراتية إسرائيلية من عام 1948: على الفلسطينيين أن يرحلوا

آثار القصف فى غزة
آثار القصف فى غزة

قالت صحيفة واشنطن بوست، الأمريكية، إن محاولات  التهجير الإسرائيلية للفلسطينيين ليست وليدة اللحظة، ولكنها كانت مستمرة على مدار التاريخ، ومنذ أربعينيات القرن الماضي، مضيفة أن حكومة الاحتلال تحاول تنفيذ السيناريو مجددا، مستشهدة بوثيقة من المخابرات الإسرائيلية تعود لعام 1948.

التصعيد في غزة 

وقالت الصحيفة الأمريكية، لقد أدت العمليات الإسرائيلية العسكرية إلى اقتلاع الفلسطينيين من جذورهم في عام 1948، ويخشى الكثيرون تكرار ذلك، حيث تحاول حكومة الاحتلال الآن تهجير الفلسطينيين ما يثير مخاوف من حدوث نكبة جديدة مماثلة لنكبة 1948.

نكبة 1948

وقالت الصحيفة: “عندما هزت قذائف الهاون وشاحنات مكبرات الصوت اليهودية الأحياء العربية في أوائل عام 1948، ووسط القصف المطول، تم تهجير الفلسطينيين، ما يقرب من 750 ألف فلسطيني واستحالت عودتهم”.

ونقلت الصحيفة عن تقرير استخباراتي لقوات الدفاع الإسرائيلية يعود إلى يونيو 1948 ويقول التقرير، إن المقاتلين اليهود أو قوات الاحتلال الإسرائيلي هم "العامل الرئيسي" في الهجرة الجماعية للفلسطينيين من أرضهم.

وذكر التقرير أن “كل منطقة شهدت موجة من الهجرة مع تكثيف واتساع نطاق الأعمال القتالية، مع محاولة الفلسطينيين العودة إلى ديارهم بعد وقت قصير من الفرار، لكن كان يتم طردهم”.

واستطردت: “في نهاية المطاف، شكّل الفلسطينيون الذين فروا خلال هذه الأحداث مجتمع اللاجئين الفلسطينيين - واليوم يعتبر 70% من سكان قطاع غزة لاجئين”. 

خبير: فكرة التهجير كانت مركزية أيديولوجية للصهيونية

وقال رشيد الخالد، المؤرخ الأمريكي للصحيفة: “إن محاولات التهجير متعددة على مدار التاريخ، وفكرة التهجير كانت مركزية أيديولوجية للصهيونية ولا أحد ينكر أنه تم طرد أعداد كبيرة من الناس”.

وقال الخالدي: “لقد تم طرد أعداد كبيرة من الناس، ولم يكن من الممكن أن تكون هناك دولة يهودية لولا ذلك، أعني أن المنطقة المخصصة للدولة اليهودية تحت التقسيم كانت ستضم عددًا كبيرًا من السكان العرب”.

وفي الأيام الأخيرة، أعرب خبراء الأمم المتحدة والقادة الفلسطينيون عن مخاوفهم من حدوث نكبة ثانية، ويشيرون إلى التوجيهات الإسرائيلية التي تحث 1.1 مليون من سكان غزة على الفرار جنوبًا، بينما يقصف الجيش الإسرائيلي القطاع ردًا على هجمات حماس في 7 أكتوبر.

وقالت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة: “هناك خطر كبير من أن يكون ما نشهده تكرارا لنكبة 1948، يجب على المجتمع الدولي أن يفعل كل ما في وسعه لمنع حدوث ذلك مرة أخرى، ولا يزال طرد عام 1948 يشكل قوة محفزة للهوية الفلسطينية، وقد غيّر التركيبة السكانية لإسرائيل”.

مؤرخون إسرائيليون يكشفون سيناريو التهجير

 وقالت الصحيفة، إنه وفقًا لتقرير استخبارات الجيش الإسرائيلي الصادر في يونيو 1948، فإن أوامر التهجير كانت مرفوضة من قبل «القادة العرب المحليين» وحكومات الدول العربية المجاورة وقتها، ولكن القيادة اليهودية كانت الوحيدة التي تدعم قرارات التهجير.

في كتابه "التطهير العرقي في فلسطين"، يشير إيلان بابي إلى خطة دالت - وهي الرابعة في سلسلة من الخطط العسكرية الإسرائيلية التي تم تنفيذها أثناء القتال في عام 1948 - كدليل على النوايا.

وكتب بابي: “هذا المخطط الرابع والأخير يوضح ذلك بوضوح ودون لبس، على الفلسطينيين أن يرحلوا، وعندما انتهى الأمر، كان أكثر من نصف سكان فلسطين الأصليين، ما يقرب من 800 ألف شخص، قد اقتلعوا من ديارهم، وتم تدمير 531 قرية، وتم إفراغ أحد عشر حيًا حضريًا من سكانها".