رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الباز" يستعرض وثائق بريطانية تكشف خطة إسرائيل لنقل الفلسطينيين للعريش

الدكتور محمد الباز
الدكتور محمد الباز رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور

استعرض الإعلامي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة "الدستور"، الوثائق البريطانية التي نشرها موقع "بي بي سي"، والتي تكشف عن خطة إسرائيل في عام 1971 لنقل آلاف الفلسطينيين إلى سيناء. 

وتساءل "الباز"، خلال تقديم برنامج "مش حسبة برمة" عبر إذاعة "نغم إف إم"، اليوم الخميس: "هل المصريون يبالغون في التخوفات من وجود خطة إسرائيلية مدعومة من الغرب تقول بنقل الفلسطينيين إلى سيناء؟".

وأضاف أن الإجابات تتوالى وأحدثها تقرير مطول نشره موقع "bbc" يكشف عن خطة إسرائيل لنقل أهل غزة إلى العريش، مشيرًا إلى أن الوثائق تقول إن إسرائيل وضعت خطة سرية قبل 52 عامًا أي في عام 71 لترحيل آلاف الفلسطينيين الموجودين في غزة إلى شمال سيناء.

وتابع وفقًا للوثائق البريطانية: "بعد احتلال إسرائيل لغزة كانت احتلت الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان السورية في حرب يونيو 1967 وتحول قطاع غزة لمصدر إزعاج أمني لإسرائيل، وبدأت مخيمات اللاجئين المكتظة بالفلسطينيين تشكل بؤر مقاومة للاحتلال، أنت احتليت أرض فطبيعي تكون هناك مقاومة ورد فعل".

وأشارت الوثائق إلى أنه انطلقت من تلك المخيمات عمليات مقاومة ضد إسرائيل والمتعاونين معها، وعندما احتلت إسرائيل قطاع غزة عام 1967 كان هناك في القطاع 200 ألف لاجئ من مناطق فلسطينية أخرى.

وذكرت الوثائق البريطانية أن 200 ألف فلسطيني ترعاهم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وكان داخل قطاع غزة 150 ألف هم سكان القطاع الأصليون، وبذلك أصبح عدد الفلسطينيين 350 ألف فلسطيني.

وتقول الوثائق إن غزة بهذا الوضع لم تكن قادرة على العيش اقتصاديًا وأمنيًا واجتماعيًا، وهناك مشكلات أمنية كثيرة خلقتها حياة المخيمات وأنشطة الفدائيين التي تسببت في أعداد متزايدة من الضحايا.

لماذا وضعت إسرائيل هذه الخطة السرية حسب تقدير البريطانيين؟

أشارت الوثائق إلى أنه خلال الفترة من 1968 حتى 1971 قُتل 240 فدائيًا عربيًا وأصيب 877 في المقابل قُتل 43 وأصيب 336 جنديًا من قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، والجامعة العربية طلبت بإيقاف كل الأنشطة الإسرائيلية تجاه اللاجئين الفلسطينيين في غزة وقررت تبني إجراءات عربية مشتركة لدعم المقاومة في القطاع.

في هذا الوقت بريطانيا كانت مهتمة بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة على وجه الخصوص، وحصلت استجوابات برلمانية في بريطانيا في مجلس العموم للسؤال عما يحدث في الأراضي الفلسطينية.

الحكومة البريطانية وقتها ردًا على هذه الاستجوابات قالت إنها تتابع بدقة التطورات في قطاع غزة، وتراقب التحركات الإسرائيلية الأخيرة باهتمام خاص ومن الطبيعي النظر بقلق لأي عمل إسرائيلي من شأنه الإضرار بالسكان اللاجئين العرب في المنطقة.

وفي هذا الوقت رصدت السفارة البريطانية في تل أبيب تحركات إسرائيلية لتهجير آلاف الفلسطينيين إلى العريش.

وبحسب تقرير سفارة بريطانيا في تل أبيب الخطة شملت النقل القسري للفلسطينيين إلى مصر أو أراضي إسرائيلية أخرى؛ في محاولة لتخفيف حدة العمليات الفدائية ضد الاحتلال والمشكلات الأمنية التي تواجه سلطة الاحتلال في القطاع.

وفي أوائل سبتمبر 1971 حصل حراك والحكومة الإسرائيلية أبلغت البريطانيين بوجود خطة سرية لترحيل الفلسطينيين من غزة إلى أماكن أخرى على رأسها العريش المصري.

بعدها حصل لقاء بين وزير النقل والاتصالات الإسرائيلي ورئيس الحكومة ورئيس الدولة في إسرائيل، وأبلغ الوزير الإسرائيلي شيمون بريز المستشار السياسي في السفارة البريطانية أنه حان الوقت لإسرائيل كي تفعل أكثر في قطاع غزة وأقل في الضفة الغربية.