رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يون فوسه.. كيف غيّر "حادث الطفولة المميت" حياة صاحب نوبل؟

يون فوسه
يون فوسه

روى الكاتب يون فوسه، تأثير حادث تعرض له في الطفولة، وغيّر حياته للأبد، وذلك خلال حوار  مع صحيفة "الجارديان" البريطانية.

حادث مميت في السابعة من عمره 

ولد فوس لعائلة تعمل بالزراعة في غرب النرويج عام 1959، وكان في السابعة من عمره عندما تعرض لحادث كاد أن يؤدي إلى الوفاة، وتعد إحدى شخصياته الخيالية "آسلي"، وهو شخصية مكررة في أعماله، تعاني من نفس الحادث، سواء في مجموعته القصصية "مشاهد من الطفولة" (1994) وفي "Septology"(2021)، والتي تعد من أشهر أعماله.

 لكن في كلتا الحالتين، ما حدث، بخلاف السقوط والكثير من النزيف، ظل غامضًا، وعندما سألت الصحيفة الكاتب، فوسه، حول تفاصيل هذا الحادث الأليم، ظل يتلوى في كرسيه، ويقول: "بصراحة، لا أحب أن أتحدث عنه"، وأضاف: "لقد فقدت الكثير من الدماء وكنت على وشك الموت، لكنني مررت أيضًا بتجربة الاقتراب من الموت، ورأيت نوعًا من الضوء المتلألئ وكان هادئًا وجميلًا للغاية، وأعتقد أن هذه التجربة غيرتني بطريقة جوهرية، وربما جعلتني كاتبًا".

وجائزة نوبل، التي مُنحت لفوسه عن "مسرحياته ونثره المبتكر الذي يعطي صوتًا لما لا يمكنهم البوح به"، توجت مسيرة مهنية مثمرة له بشكل ملحوظ: 39 رواية ومجموعة قصصية، أكثر من 40 مسرحية (بالإضافة إلى العديد من الترجمات)، 13 مجلدًا من الشعر، ومجموعة من كتب الأطفال. 

وكُتبت هذه الأعمال، بلغة النينورسك، وهي نوع من أنواع اللغة النرويجية يستخدمها حوالي 15% من السكان، ومعظمهم يعيشون في الريف في غرب النرويج حول بيرجن.

وتشير الصحيفة البريطانية، إلى أن كتابات يون فوسه تدور حول الجوانب الروحية، وكذلك عن تفاصيل الوجود والطرق التي تتشابك بها.

أشهر أعمال يون فوسه

ومن أشهر أعمال يون فوسه، كتاب Septology، ويتساءل فوسه في كتابه حول ما الذي يجعل لنا نحن؟ ولماذا نعيش حياة واحدة وليس أخرى؟، وتدور الرواية حول رسام أرمل مسن يعيش بمفرده على الساحل الجنوبي الغربي للنرويج، وله صديق وحيد وهو جاره، أسليك، وهو صياد سمك تقليدي، وباير، صاحب معرض يعيش في المدينة، وهما شبيهان كلاهما يتصارعان مع أسئلة وجودية حول الموت والحب والنور والإيمان واليأس.

وفي روايته "ثلاثية"، التي تدور حول قصة حب أسلا وأليدا، وهما عاشقان يحاولان إيجاد مكان لهما في هذا العالم، يتجولان في شوارع مدينة بيورجفين تحت المطر، وهما بلا مأوى وبلا نوم، في محاولة لكسب عيشهما وفي انتظار مولودهما، ومن خلال القصة الرمزية، يبنى الكاتب حكايته حول تعريف الكثير من المعاني مثل الظلم والمقاومة والجريمة والفداء.

أما روايته "صباح ومساء"، فتجور حول معنى الحياة، وتأملات يون فوسه عن الحياة والموت، وتدور أحداث الرواية ما بين يوم ولادة الطفل "يوهانس" في قرية صيادين نرويجية، ويوم آخر في حياة الصياد العجوز "يوهانس".

وكان يون فوسخ، قد حصد عدة جوائز أدبية مرموقة عديدة، منها: "جائزة إبسن الدولية" عام 2010، و"الجائزة الأوروبية للآداب" عام 2014، و"وسام الاستحقاق الوطني" الفرنسي بدرجة فارس، و"وسام القديس أولاف الملكي".