رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دولة 30 يونيو وتنمية الصناعة المصرية

لعل من أهم المكاسب التي دعمت مفاهيمها دولة 30 يونيو ضرورة مواصلة أجهزة الدولة ومؤسساتها لعب أدوارها الوظيفية الرئيسية والتنموية دون توقف مهما حلت بالبلاد متغيرات صعبة بكل تبعاتها، ولعل ما حدث خلال فترة حلول وباء "كورونا" وكيف كانت الحلول البديلة التي تحول دون توقف العمل في كل قطاعات العمل الحكومية والخاصة، ووصولًا حتى ما كان من تبعات أزمة الحرب الروسية والأمريكية وما حدث ويحدث من كوارث على أرض غزة ضد كل مفاهيم الإنسانية عبر ممارسات وحشية تمارسها إسرائيل، رغم كل ذلك ها نحن نتابع رئيس الجمهورية يمارس، بجانب متابعاته واتصالاته الهامة والرائعة للتعامل مع كل أطراف الأزمة وفي مقدمتها الدعوة لتنظيم مؤتمر السلام والحضور الرائع لمصر ورئيسها، تفقده دون توقف لأي مشروع تنموي أو إبطاء في إيقاع مواصلة الحكومة المصرية لأدوارها، ومنها حضور الرئيس مؤتمر ومعرض دعم الصناعة المصرية وحفل العرض العسكري الرائع، وظل الرئيس يؤكد منذ بدايات توليه حكم البلاد على أهمية مواصلة العمل في كل الظروف للانتصار على دعاوى وإشاعات أهل الشر وأهل الفشل المغرضة والموتورة، فظل يردد عبارة "في كل موقف اشتغلوا واشتغلوا". 
لقد تابع الرئيس عبدالفتاح السيسي وشاهد، عبر الفيديو كونفرانس، الموقف التنفيذي لعدد من النماذج لمشروعات المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية "ابدأ"، ضمن فعاليات افتتاح الملتقى والمعرض الدولي السنوي للصناعة فى نسخته الثانية والمقام فى مركز المنارة للمؤتمرات.
وكعادته يدخل الرئيس في حوارات مباشرة استطلاعية مع أهل القطاع الذي يتابع فعالياته، وكان وعده الرائع لأصحاب المصانع بالاستعداد الكامل لتوفير أى دعم تحتاج إليه هذه المصانع من أجل زيادة الإنتاج والتوسع في العمل والإنتاج، وقال لصاحب مصنع بمحافظة البحيرة يختص في تصدير الخضروات والفواكه والمحاصيل الزراعية: "لو عاوز تعمل محطة أو اتنين أو تلاتة.. مستعدين نساعد معاك.. في الأماكن اللى إنت عاوزها.. بدل 25 ألفًا أو 40 ألف طن.. عاوزين 100 و200 ألف طن.. وإحنا معاك ومستعدين لأي دعم".
والمدهش والرائع نلاحظ في تلك الحوارات التي يجريها مع أهل المواقع، التي يفتتحها ويطلق شارة البدء للعمل بها، هذا الرصيد الرائع من المعارف والمعلومات المتخصصة والتقنيات المطلوبة لدعم تنميتها، بل وفي أحيان كثيرة المعرفة الكاملة بتاريخ وجغرافيا نوعية المشروع الجديد.
نجد الرئيس- على سبيل المثال- في حواره مع صاحب شركة صناعة طبية متخصصة في صناعة السرنجات يقول له: "لو فيه فرصة للسرنجات ذاتية التدمير.. مستعدين نساعدك في جزء من اللي بيتعمل أو كله.. مستعدين نساعدك ونديك حوافز وامتيازات". 
كما شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي افتتاح عدد من مدارس التعليم الفني بعد تطويرها بشكل كامل عبر تقنية الفيديو كونفرانس.. ومن هذه المدارس، مدرسة ابدأ الوطنية للعلوم التقنية في بدر والمتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث شهدت التطوير الكامل والدراسة تكون باللغة الإنجليزية واللغة الألمانية لغة ثانية، وتضم 12 فصلًا بكثافة طلابية 25 طالبًا فقط.
كما افتتح الرئيس السيسي مدرسة ابدأ الوطنية للعلوم التقنية في دمياط المتخصصة في مجالي الخدمات اللوجستية وصيانة وإصلاح السفن، واستمع الرئيس السيسي إلى شرح تفصيلي من مدير المدرسة عن موقع المدرسة ودورها، والتطوير الشامل الذي تم في المدرسة وكيفية دعم صناعة السفن، حيث تم تطوير المدرسة بالكامل بداية من الورش والفصول وتجهيز 3 ورش جديدة لإعداد وتأهيل الطلاب بشكل كامل.
ومعلوم أن دولة 30 يونيو تولي أهمية كبيرة لدعم وتنمية وتطوير وتوطين الصناعة المصرية، خاصة في ظل الأحداث الأخيرة التي يشهدها العالم من تغييرات متعددة سواء في المناخ أو الطاقة أو الصناعة، بالإضافة إلى التضخم العالمي وتبعاته، حيث شكلت كل هذه العوامل وفرضت على كل دول العالم ومنها مصر تعزيز فرص وسبل اكتفائها ذاتيًا في مختلف المجالات، ومن ثم دعم الصناعة الوطنية وتعزيزها بكل الإمكانيات والمقومات من أجل إبداع منتجات مصرية تستطيع وبقوة منافسة مثيلاتها من المنتجات بالأسواق العالمية بنفس الجودة، ليتحقق في النهاية الاستغناء عن استيراد الكثير من المنتجات وتوفير العملة الصعبة.
وكعادته دائمًا في كل مداخلاته في مواقع العمل يخاطب الرئيس الشعب برسائل مطمئنة واثقة مع مطالبته بمواصلة العمل، إذ قال: "متقلقوش شوفوا شغلكم وحالكم.. وعيشوا حياتكم.. وبنبذل جهد كبير للتهدئة وبنبذل جهد كبير علشان المساعدات الإنسانية تخش.. وبسجل كل الشكر والتقدير للدول التى أرسلت مساعدات.. ومهم قوي نبذل جهد ونضغط علشان كل المساعدات تدخل، مساعدات بحجم يتناسب مع حجم الطلب والاحتياجات.. بنتكلم في 2.3 مليون وحصار قبل كده واشتد جدًا في المياه والكهرباء والمواد الطبية.. الاحتياج ضخم جدًا وبالتالي ومفتكرش نقدر نحدد ده في 20 أو 100 شاحنة ولا أي عدد من الشاحنات اللى ممكن يدخل القطاع أمر في منتهي الأهمية.. بنبذل جهد وحريصين على أن يكون لدينا دور إيجابي في تخفيف حدة الأزمة، من خلال إطلاق سراح الأسرى والرهاين بس مش كل حاجة بيتم الحديث عنها لما بتخلص هنعلن عنها".