رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ساهمت "الخطوط الحمراء" للرئيس السيسى فى حماية الأمن القومى المصرى؟

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، على بعث رسالة طمأنة مستمرة للمصريين خلال حديثه معهم في كافة الفعاليات والافتتاحات والمناسبات، خاصة في ظل الأوضاع والتوترات التي تشهدها المنطقة مؤخرًا، وكذلك رسمه العديد من الخطوط الحمراء التي تمثل تهديدًا للأمن القومي المصري، مثلما حدث مؤخرًا فيما يخص تطورات القضية الفلسطينية، وقبلها التطورات في ليبيا، وكذلك ما يتعلق بالأمن المائي من خلال السد الإثيوبي. 

مصر دولة ذات سيادة.. دولة قوية لا تُمس 

وكان آخر تلك الرسائل للرئيس السيسي، ما صرح به خلال حضوره افتتاح الملتقى والمعرض الدولي للصناعة، أمس السبت، حيث أكد الرئيس السيسي أن مصر حريصة على أن تلعب دورًا إيجابيًا فى القضية الفلسطينية.

وأضاف الرئيس السيسي دائمًا «مصر دولة ذات سيادة.. دولة قوية جدًا لا تمس وبطمنكم بفضل الله سبحانه وتعالى وبالله محدش يقدر.. اشتغلوا وخلينا نشتغل ونبنى ونعمر».

الجيش المصري يمتلك قوة رشيدة 

ويوم الأربعاء الماضي 25 أكتوبر، وخلال تفقده تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني بالسويس، أكد الرئيس السيسي أن الأمن القومي المصري خط أحمر، والحفاظ عليه هو دور أصيل، بهدف حماية الحدود، مؤكدًا أن مصر لم تكن أبدا تتجاوز حدودها وأهدافها وتحافظ دوما على أرضها وترابها.

وأضاف أن مصر عبر تاريخها القديم والحديث لم تتجاوز حدودها وكان كل أهدافها الحفاظ على أرضها وترابها دون أن تمس، وهذا يعني أن الجيش المصري بقوته مكانته وقدرته وكفاءته هدفه حماية مصر وأمنها القومي دون تجاوز.

وأوضح السيسي، أن المستوى الذي شهدناه في كل التخصصات يطمئن ويدل على الجاهزية التامة، مشيرًا إلى أنه مهما كانت قوتك فإن الجيش المصري يملك قوة رشيدة وهذا يعد سمة من سمات الجيش في مصر وهي البناء والحماية وعدم الاعتداء.

وقال الرئيس السيسي، إنه في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة من المهم عندما تمتلك القوة والقدرة يجب أن تستخدمها بتعقل ورشد وحكمة، فلا تطغى ولا يكون عندك أوهام بقوتك، لكي تدافع عن نفسك وتحمي بلدك وتتعامل مع الظروف بعقل ورشد وأيضًا بصبر، ولا تدع الغضب والحماس يجعلك تفكر بشكل تتجاوز فيه.. وعلينا الانتباه من أن أوهام القوة قد تدفع إلى اتخاذ قرار أو إجراء غير مدروس بدعوى أنه كان ناتجًا عن غضب أو حماسة زائدة عن اللازم.

لا يمكن المساس بمصر 

وفي 12 أكتوبر الجاري، سبق وتحدث الرئيس السيسي خلال حفل تخرج الكليات العسكرية، مؤكدًا أن الدولة قادرة على حماية نفسها وهناك مسئولية على عاتق شعبها.. ومصر آمنة مطمئنة رغم الصعوبات والتحديات، قائلًا «لا يمكن المساس بمصر».

وقال الرئيس السيسي «عندما يكون لديك جار عنده مشكلة صغيرة أنت تتأثر، تصور لو هذا الجار بيته مشتعل، البيوت بجانبنا مشتعلة، لكن شاءت إرادة الله أن تظل مصر آمنة مطمئنة».

وأشار الرئيس السيسي إلى أنه يمكن أن تكون هناك صعوبات وتحديات متواجدة، إلا أن الأمر المهم هو البقاء صامدين وثابتين آملين ومتفائلين بالله.

وأكد الرئيس السيسي أن مصر تدير سياستها بشكل يهدف أولًا وأخيرًا إلى السلام والتنمية والبناء والتعاون، مشيرًا إلى أن سياسة مصر ليس فقط منذ توليه السلطة، ولكن هي سياسة مصر من قبل، وأن مصر تحرص دائمًا على ألا تتطلع خارج حدودها.

وقال الرئيس السيسي: «الحدود المصرية منذ مئات وآلاف السنين هي الحدود القائمة، ولم يكن لمصر أبدًا تطلعات لتجاوز هذه الحدود أو الطمع في حدود أو أرض أو قدرات الآخرين، ودائمًا ما نرضى بما قسمه الله لنا ونعمل به».

أمن مصر القومي خط أحمر

وفي 15 أكتوبر، ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسي، اجتماع مجلس الأمن القومى، حيث تناول الاجتماع استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بتطورات التصعيد العسكري في قطاع غزة.

وشدد المجلس على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، مؤكدًا أن أمن مصر القومي خط أحمر ولا تهاون في حمايته.

إفشال مخططات التهجير 

أكد الرئيس السيسي مرارًا وتكرارًا على رفضه لكافة المخططات المتعلقة بدعوات تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، وذلك خلال لقاءاته مع المستشار الألماني وكذلك مع رئيس الوزراء البريطاني ومع الرئيس الفرنسي ماكرون وكذلك خلال كلمته في قمة القاهرة للسلام، وفي كافة لقاءاته الثنائية، مؤكدًا أن هذا الأمر يعد تصفية للقضية الفلسطينية.

الخط الأحمر في ليبيا 

وسبق ورسم الرئيس السيسي خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه خلال اشتعال الأزمة في ليبيا عام 2020، حيث أكد أن تجاوز مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية الليبية تعتبر بمثابة خط أحمر لمصر وأمنها القومي.

ودعا السيسي، خلال تفقده للمنطقة الغربية العسكرية، إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، قائلًا «خط سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة لمصر وأمنها القومي».

وأكد الرئيس السيسي، في ذلك الوقت أن أي تدخل مباشر من جانب مصر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية.

الخط الأحمر لحماية الأمن المائي المصري 

وفي الأزمة المتعلقة بالأمن المائي من خلال سد النهضة الإثيوبي، أكد الرئيس السيسي مرارًا وتكرارًا أنه لا أحد يستطيع المساس بحق مصر في مياه النيل، محذرًا من أن المساس بها "خط أحمر" وسيكون له تأثير على استقرار المنطقة بكاملها.

وأضاف السيسي خلال زيارته لقناة السويس في مارس عام 2021: "لا أحد يستطيع أن يأخذ قطرة ماء من مياه مصر، ومن يُرد أن يحاول فليحاول وستكون هناك حالة من عدم الاستقرار في المنطقة بكاملها ولا أحد بعيد عن قوتنا".

وأشار السيسي إلى أنه لا يهدد أحدًا بتصريحاته، مؤكدًا أن "العمل العدائي أمر قبيح وله تأثيرات طويلة لا تنساها الشعوب".

وقال إن التفاوض هو الخيار الذي بدأته مصر وإنها في مسألة التفاوض بخصوص أزمة سد النهضة وتأمل في التوصل إلى اتفاق قانوني مُنصف ومُلزم يحقق الكسب للجميع.