رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لن ننساكم.. فى القلب يا "غزة"

على مرمى البصر تتابع وتشهد قوافل الإغاثة من أمام معبر رفح المصري معاناة شعب غزة واستغاثاتهم من ويلات الحرب التي تشنها إسرائيل على شعب محاصر، منذ اندلاع الحرب على "غزة" القوافل المصرية والبعثات الأممية والدولية شبه عاجزة، أو بالأحرى مكبلة بقرارات وتعنت الجانب الصهيوني ومنعه دخول المساعدات إلى القطاع، لقد سجدت القوافل شكرًا لله مع أول قطرة غيث والسماح لهم بدخول عشرين شاحنة فقط من قاطرة مساعدات تجاوزت المئات تقف أمام المعبر لأيام طوال. 
الضرب مستمر والنيران تشتعل.. الصواريخ في اتجاه غزة مع إصرار إسرائيل على إجبار شعب غزة للنزوح جنوبًا. الشهداء بالآلاف والجرحى بعشرات الآلاف، وعلى الجانب الآخر من رفح المصرية تقف قوافل الإغاثة الإنسانية تحت مظلة مبادرة "حياة كريمة" والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، الشاحنات تنقل مواد طبية وغذائية مختلفة وبطاطين وملابس وأكفان تكريمًا لدفن الشهداء، كما التزمت القوافل بتعليمات الجهات الأمنية أمام معبر رفح آملين إدخال المعونات مساعدات أكثر وأكثر في أسرع  وقت.. مع تعنت الجانب الإسرائيلي وتشددها ومنعها دخول المساعدات، قررت القوافل المصرية الدخول  في اعتصام مفتوح  كوسيلة ضغط على إسرائيل والمجتمع الدولي من أجل الإسراع في دخول الشاحنات إلى غزة.. 
وجود قاطرات السيارات المحملة بالمساعدات من مختلف الكيانات العاملة في المجتمع المدني خلال الأيام الماضية، يؤكد دعم  المجتمع المدني المصري ومؤازرته لشعب غزة اتساقًا مع المواقف المصرية ومساندتها للقضية الفلسطينية على المستويين الشعبي والسياسي، ورد واقعي للمزاعم والهجمات التي تتعرض لها مصر، أو محاولة لإقصاء أو التشكيك في الدور المصري المتوازن والثابت حيال القضية الفلسطينية.
إن ما تتعرض له مصر من ضغوط سياسية وإعلامية ونفسية، هو جزء من الحرب على مصر حين  تطلق الأبواق الكارهة لنا الأكاذيب والشائعات بأن مصر تعمل على حصار غزة، ضاربين عرض الحائط بموقف مصر الأخلاقي قِبل الجهود التي تبذلها من أول لحظة تعرض فيها "قطاع غزة" للقصف الإسرائيلي، مواقف مصر كبيرة بحجم مكانتها بين الأمم، ودائمًا ما تراهن القيادة المصرية على قدرتها في التفاوض والحلول السلمية والسلام ومحاولات دائمة لخلق مناخ دولي داعم للقضية الفلسطينية، فدعوة مصر لعقد مؤتمر دولي عاجل للسلام السبت الماضي كان الهدف منها فتح مسارات جديدة للقضية الفلسطينية، ودائمًا ما يكون الجلوس على مائدة المفاوضات هو الحل أو بداية الخروج من النفق المظلم الذي تريد إسرائيل أن تدخل بالجميع معها في هذا الاتجاه... حضرت دول الغرب إلى مؤتمر السلام، حاولت أن تفرض سطوتها، كما أعلنت صراحة عن موقفها الداعم لإسرائيل، وأرادت أن تذيل  توصياتها بوصف المقاومة الشعبية الفلسطينية بالإرهابية، وهذا ما رفضته القيادة المصرية، وهذا ما أيده المزاج الشعبي المصري، الذي يتساءل: كيف لشعب اغتصبت أرضه  أن يعيش تحت وطأة الاحتلال؟ كيف لشعب أن يحيا بدون مقاومة؟ّ!.. قد يعتقد البعض أن مؤتمر السلام الذي دعت إليه مصر لم يحقق الآمال المرجوة من انعقاده، هذا الاعتقاد لا محل له من الإعراب، لا سيما أن صدى تداعياته كان مؤثرًا على القرارت الدولية الداعمة للجانب الإسرائيلي، وأهم هذه القرارت تراجع الجانب الأمريكي ورفضه القاطع لدخول إسرائيل في حرب برية على شمال غزة، كما نلحظ أن الدعم الشعبي العالمي للقضية الفلسطينية يجتاح دول أوروبا خاصة العاصمة البريطانية التي خرجت في أكبر وأقوى مسيرة اجتاحت شوارع لندن، حيث رفع خلالها المتظاهرون العلم الفلسطيني منددين بالأعمال الوحشية التي تمارسها إسرائيل ضد شعب أعزل، كذلك الحال في إيطاليا وبعض الولايات الأمريكية. 
المشاورات والمباحثات المصرية المستمرة من أجل الحق وعدالة القضية المفلسطينية تواصل جهودها على مر السنين والأيام، كما يأتي دور المفاوض المصري واضحًا جليًا، والوساطة المصرية بالإفراج عن سيدتين إسرائيليتين محتجزتين في قطاع غزة، هو عمل دبلوماسي رفيع المستوى يمكن بهذا العمل التفاوض على أعمال أخرى تكون في الصالح الفلسطيني، ومصر لن تتوقف عن مسيرتها وجهدها الحثيث من أجل الشعب الفلسطيني.. والمواقف كثيرة يمكن أن نشير إليها في عناوين سريعة لا يمكن لأحد أن يتجاهلها، ونحن نكتب التاريخ ونسجل المواقف المباحثات مع "خوسيه مانويل ألباريس" وزير خارجية إسبانيا، الرئيس الحالي لمجلس الاتحاد الأوروبي، للتباحث بشأن سبل وقف التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ركزت مناقشات الوزيرين على الإجراءات الواجب اتخاذها دوليًا وإقليميًا لوضع حد لحلقة العنف الخطيرة القائمة، اتصال وزير الخارجية المصري مع "سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، والتأكيد على ضرورة الوقف الفوري للتصعيد الجاري، المباحثات مع "أنالينا بيربوك"، وزيرة خارجية ألمانيا لبحث السبل الكفيلة بدعم جهود خفض التصعيد في القطاع وتجنيب المدنيين التعرض للمزيد من المخاطر.  وغيرها من المواقف المصرية، كما نسجل الموقف التاريخي لمصر حين رفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لقاء نظيره الأمريكي الرئيس جو بايدن في لقاء كان مزمعًا عقده في الأردن يجمع بينه وبين ملك الأردن الملك عبدالله الثاني  ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبومازن. 
في ظل هذه الأوضاع تعرضت مصر، وتتعرض لبعض المناوشات من الجيش الإسرائيلي على الحدود المصرية الشرقية، يكون الرد دائمًا أن مصر دولة داعية للسلام، مصر قادرة على حماية أمنها القومي، مصر هي التي تحدد موعد الحرب متي وكيف وأين؟، هذا ليس قرار إسرائيل، مصر هي التي تدخل الحرب..مصر هي التي تحقق النصر.... التفاصيل لدى القيادة المصرية وحدها. نحن الشعب المصري نقف خلف قيادتنا ومعها في القرار الذي تراه مناسبًا وفي الوقت الذي تحدده.. باختصار!