رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موقف مصر النبيل

لا أعرف لمصلحة مَن يتم الترويج للإشاعات ضد الدولة المصرية فى هذا التوقيت؟، أفهم نوايا أعدائها، من الذين لا يريدون الخير لنا ويسعون لحصارنا من كل الجهات، ولكن أن تخرج الإشاعات من مصريين يتصيدون جملة هنا أو هناك وينصبون سيركًا حولها، فى وقت نحتاج فيه إلى التكاتف لمواجهة العاصفة العاتية المدعومة من الاستعمار القديم الذى يريد مصلحة العدو الإسرائيلى على حسابنا، لا توجد أوراق مخفية، الموقف المصرى واضح ويتسم بالنبل والحسم فى الوقت نفسه، مصر تسعى الى التهدئة، ولم ولن تتخلى عن الفلسطينيين، فى الماضى والحاضر والمستقبل، أعداؤها يريدون توطينهم فى سيناء الحبيبة، وهذا لن يحدث، الكل يعرف هذا، السيد رئيس الجمهورية كان حاسمًا وهو يؤكد على الموقف المصرى المدعوم شعبيًا أكثر من مرة، جيوب الإخوان زاد نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعى، ولم لا؟ وهم لا يؤمنون بالحدود الوطنية، ولم يكن لهم موقف ضد إسرائيل فى يوم من الأيام، الشعب يعرف هذا، ونزل إلى الشارع ليعلن عن موقفه الذى هو موقف قيادته وموقف جيشه الحارس الأمين، الذين ارتبطت مصالحهم مع الغرب فى الداخل، والذين يتم تدريبهم وتمويلهم منذ منحة كولن باول لتحسين صورة أمريكا بعد تدمير العراق، من أجل الترويج للاستسلام، هؤلاء لا يقلون خطورة عن الجماعة الإرهابية، هم استمدوا سلطتهم من الحديث فى قضايا نبيلة يتحدث فيها كل الوطنيين، مثل قضايا الديمقراطية والمعتقلين السياسيين (التى تمت مناقشتها بشفافية فى جلسات الحوار الوطنى)، ويهاجمون النظام المصرى ليل نهار لإرضاء الكفيل، ولكنهم لا يملكون سلطة الهجوم على النظام العنصرى الفاشى فى تل أبيب، هم يخافون على رزقهم، ولا يخافون على شعب أعزل مقاوم يقف أمام عدونا وحلفائه، المشاهد المروعة غير المسبوقة والتى تطاردنا على الشاشات وفى الكوابيس طوال الوقت لم تحرك مشاعرهم، لقد جاءت مصر بزعماء كثيرين من العالم فى قمة القاهرة للسلام فى العاصمة الإدارية، وهى تعرف مسبقًا أن الأوروبيين والأمريكان لا يهمهم غير إرضاء إسرائيل، وتعرف أيضًا أن الأشقاء الأغنياء لا أمل فيهم، مصر أرادت من هذه اللمة أن تعلن عن موقفها البات والحاسم من موضوع تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام فى المنطقة، هى تريد أن "تشهدهم" تحسبًا لتمادى نتنياهو الفاشل المتغطرس، مؤسسات الدولة تعمل بشكل متناغم لإدارة الأزمة، ويعرف الشعب الضغوط الرهيبة التى قُدر للدولة المصرية أن تتحملها فى سبيل الحق. الإسرائيليون فى حالة سعار بعد أن تمت تعرية التفوق الذى يتباهون به، هم ليسوا فى حرب ضد جيش، هم يقتلون الأطفال والنساء والمرضى فى المستشفيات، بعد هزيمة الأسطورة التى روجوا لها، لست من عشاق حماس، ولكن المقاومة ليست إرهابًا، وإسرائيل كيان مغتصب يمارس إرهابًا لم تشهده البشرية فى تاريخها، ومصر قادرة على التعامل مع كل الاحتمالات، لأنها تملك جيشًا وطنيًا، ويقف خلفه شعب يعرف عدوه.