رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النزوح داخل الوطن بقاء.. والتهجير خارجه فناء

خرج الفلسطنيون ولم يعودوا إلي وطنهم.. مرت 75 عامًا وقضيتهم معلقة لاجئين في أرجاء الأرض وكان ظنهم أن العودة في غضون شهر.. الحرب داخل فلسطين امتدت من عام 1947م حتى 1949، احتلت بعدها إسرائيل الأراضي الفلسطينية، وبات الشعب الفلسطيي يعاني الشتات في الخارج والألم والحسرة في الداخل، وتواصل القضية الفلسطينية فصول التعذيب والتشريد والملاحقة من عدو غاشم  يتعمد الشتات والتهجير لشعب قابض علي أرضه..
علي مدار اثنتي عشر يومًا الماضية،  تشن إسرائيل هجماتها البربرية علي قطاع غزة، علي شعب أعزل، استشهد منه نحو ثلاثة آلاف، وعشرات الآلاف من الجرحي، ليتلقي هذا القطاع الأعزل صاروخًا غاشمًا يستهدف مستشفي "الأهلي المعمداني" الواقع وسط غزة، راح ضحيته المئات من المواطنين، فهذه ليست الجريمة الأولي التي ارتكبها المحتل ضد الشعب الفلسطيني، فجرائم إسرائيل والمذابح لا تتوقف علي مر التاريخ، بدأها المحتل للأراضي الفلسطينية منذ عام 1947 نذكر منها ونذكر أنفسنا بالأكثر ضراوة، بداية من مذبحة بلدة الشيخ، دير ياسين 1948، قرية أبوشوشة 1948، مذبحة الطنطورة 1948، مذبحة قبية 1953، مذبحة قلقيلية 1956، مذبحة كفر قاسم 1956، مذبحة خان يونس 1956، مذبحة تل الزعتر 1976، مذبحة صبرا وشاتيلا 1982، المسجد الأقصى 1990، الحرم الإبراهيمي 1994، مذبحة مخيم جنين 2002، وانتهي السلوك البربري بأخطر المذابح التي عرفتها البشرية عصر 17 أكتوبر 2023، حين أطلقت إسرائيل صاروخا علي مستشفي "الأهلي المعمداني" بـ"غزة" التي راح ضحيتها عشرات المئات من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، حين سأل المذيع في استوديو إحدي القنوات مراسل القناة الفضائية، "صف لي الوضع وكم عدد الضحايا"، أجاب المراسل: "لاتسألني عن أحياء، الطبيب والمرضي والمسعف جميعًا ارتقت أرواحهم".. هذه صورة من صور الفزع الأكبر والجريمة النكراء التي ترتكبها إسرائيل وتقول رسالتها لأهل غزة، "الموت حولكم والمعبر خلفكم وليس هناك خيار آخر اذهبوا إلي مصر اذهبوا إلي سيناء".. هكذا تعيش غزة، هكذا يكون وضع  شعب اختار أن يستشهد من أجل وطنه.
فلسطين جارتنا تربطنا بها أواصر الجيرة والعروبة والدين.. أوجاعهم هي أوجاعنا، من القاهرة ينبض قلب القضية الفلسطينية بكل آلامها ومعاناتها، تعهدت القيادة المصرية والشعب المصري بنصرة القضية ومساندتها.. القاصي والداني يعلم أن مصر لم تتخل عن قضية قد تموت ان لم تجد من يساندها، موقف مصر ثابت أبد الدهر، ومعلن للعالم أجمع يقولها الرئيس عبدالفتاح السيسي مدوية: "لا لتصفية القضية الفلسطينة"، إنه موقف يتسم بالبراعة والقوة في وقت تتعرض فيه "غزة" لعمليات إبادة جماعية، يقوم بها المحتل الإسرائيلي. 
دائما وأبدًا، يؤكد الرئيسي "السيسي" منذ بدء تصعيد العمليتات الوحشية علي قطاع غزة، ضرورة الانصياع للحق والاستماع لصوت العقل في ظل عالم يبدو أنه فقد إنسانيته ولا تتحرك ضمائرهم.. عالم يسمع  نداءات مصر وتحذيراتها ولايستجيب!!. تستمر مصر في إعلان مطالبها بوقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لتزويد الشعب الأعزل بالمساعدات.
العالم ينحازلاسرائيل.. إننا أمام مشهد تخجل منه الإنسانية، والصمت عنوان المرحلة.. الأمم المتحدة عاجزة، ومجلس أمن لايعرف الحق ولا يعرف العدالة الإنسانية.. 
في اليوم الثاني عشر يموت فيه أهل غزة من الخوف والجوع وطلقات الرصاص.. شعب لم يرتكب جرمًا سوي الدفاع عن أرضه وقضيته، في الوقت الذي تأتي فيه تصريحات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بدعم ممارسات إسرائيلية ومساندتها، وعنصرية فجة، وتأييدًا لرغبة المحتل في الإجتياح البري وتسديد ضربة جديدة لقطاع غزة أو النزوح إلي سيناء.. هنا  نسمع زئير الأسد، نسمع تحذيرات الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، تصريحات أقوي من صواريخ "سارمات" و"كينجال" و"تسيركون" و"أفانغارد"، قائلًا لكل مبعوث دولي جاء إلي القاهرة، أن مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو أية محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرًا من أرضهم أو أن يأت ذلك علي حساب المنطقة.. تحذيرات واضح لا تشوبها شائبة ولا تحتمل التأويل، فأرض سيناء ليست أرض بلا صاحب، إنها أرض مصرية منذ ميلاد التاريخ، أو جاءت مصر ثم جاء التاريخ، حماة مصر لم ولن يفرطوا في شبر من أرضها ولن تكون بديلًا لآخرين.
الشعب المصري يعلنها لكل العالم، "نحن نسير خلف القيادة المصرية لاتفريط في حبة رمل من سيناء"، كما نرفض تهجير الفلسطنين من أرضهم، ونؤكد للعالم أجمع أننا مستعدون إذا دعت مصر وقيادتها وجيشها بالخروج إلي الشوارع نعبر عن تأييدنا لقرارت الرئيس، فإن الجميع علي أهبة الاستعداد، نخرج أمام العالم مسيرات مؤيدة أشبه بمسيرات ثورة 30 يونيو داعمين ومؤيدين لكل القرارت التي تراها القيادة السياسية في الحرب كما في السلم.
تأتي دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لاجتماع  طارئ في القاهرة السبت المقبل في غاية الأهمية نسجل من خلال هذا اللقاء موقف مصر، ويبقي موقفنا مسجلًا للتاريخ والأجيال القادمة "مصر للمصريين"، ليجلس أطراف العالم علي طاولة المفاوضات، وأمامهم مطالب واضحة وصريحة، أهمها فك الحصار ووقف نزيف الدم في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الشعب الفلسطيني، وموقف مصر واضح وصريح ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة علي حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما ننتهز فرصة نحن شعب مصر- ونعلنها للعالم أجمع، أن الشعب المصري يقف خلف جيشه وقيادته ونقدم التفويض من أجل حماية الأمن القومي المصري كما تراه القيادة المصرية.