رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بتول العبد.. تجلِّياتُ المستقبلِ العبقرى للطَّرَبِ

العثور على موهبة حقيقية فارقة بين زحام المتسابقين على الظهور في المجالات الفنية؛ مسألة تستحق الاحتفاء، وهو عثور يجري جريانًا سرمديًا ونادرًا ما يتوقف، فبلدنا، كما يقال دائمًا وهو صدق، ولَّاد بالفعل (صيغة مبالغة من ولد: كثير الولادة كثير الإنجاب).. المطربة صغيرة السن كبيرة المقام بتول العبد إحدى هذه المواهب الطربية التي برزت في السنين الأخيرة بروزًا لافتًا، وهي صوت نقي لا يشبه آخر ولا يشبهه آخر، مما جعل الفنان الكبير علي الحجار يتحمس لها ويقدمها في حفل بساقية الصاوي عام 2019. 
تتصل دراستها الأصلية بالنقل الدولي واللوجستيات (الأكاديمية البحرية)، لم تدرس الموسيقى دراسة أكاديمية بعد، لكنها لا تخطئ نغميًا بالمرة، وتنوي دراسة الموسيقى لاحقًا بشكل حر، من باب الإيمان بأن الأشياء يجب أن تسير سيرها الطبيعي المكتمل، ومن باب الاعتزاز بالعلم والمعرفة، وإدراك أهميتهما القصوى في مشوار الفنان الجاد.
بتول هي ابنة الشاعر والروائي والمثقف النابه أشرف العبد (أصدر ديوانًا شعريًا إلكترونيًا في 2005، حمل عنوان "للذي لم أكنه"، ورواية ورقية عن دار روافد للنشر والتوزيع في 2015، حملت عنوان "قبيلة آمنة"، وهو مبدع مقل لأنه متأنٍ وميال إلى المراجعة والتدقيق، ومنعزل إلى حد كبير لأنه يؤثر الهدوء وعدم المزاحمة). 
عمها المخرج المعروف المتميز أسامة العبد (له العديد من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة، حصد عددًا من الجوائز المهمة، ومن أبرز أعماله إخراج مسلسلات: تامر وشوقية، ومسلسلات كوم، وجوز ماما، والباب في الباب، ومشاركاته المهمة في عدد من الأفلام السينمائية الكبيرة، كمخرج اسكريبت أو مخرج منفذ أو مساعد مخرج، مثل أفلام: عن العشق والهوى، ورسايل بحر، وقدرات غير عادية).
تقول بتول عن موهبتها: إنها تتلقى تشجيعًا هائلًا من أبيها وأمها، وإن من حسن حظها أن واحدة من جدتيها كانت تمتلك صوتًا جميلًا، وكانت تحبذ من يمتلكون أصواتا جميلة مثلها.
تنتمي جذور بتول، المولودة بالقاهرة، إلى الصعيد المصري الجنوبي؛ فآل العبد، أهل والدها، ينتمون إلى أشراف قرية المخادمة التابعة لمحافظة قنا، لهم شجرتهم العائلية العريقة هناك، كما أنهم فرع من فروع شجرة الأنساب النبوية الشريفة، وللعائلة رحلات طويلة بالوطن (قنا- القاهرة- السويس) ولها هجراتها الداخلية إلى الشمال وهجراتها المضادة إلى بلاد أصولها، ولها أعمالها في المجال البترولي بالذات، وهو مجال تشتهر بالعمل فيه قريتها ضمن مجموعة قرى الأشراف البحرية بقنا.
تغني بتول غناءها الواثق لكبيرات الطرب في العالم العربي، للسيدة فيروز والسيدة أم كلثوم وغيرهما، بالإضافة إلى أغانيها الخاصة طبعًا، والمدهش أنها تعيد الكبيرات بروح فريدة متألقة تحيي أمجادهن ولا تقع في شراكهن العريضة البتة.. أتيحت لها فرصة الغناء خارج الوطن؛ فأدت أداء باهرًا، كعادتها، ولاقت إعجابًا يدعو للفخر.