رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

١٠ رسائل للرئيس حول أحداث فلسطين

نشأت ومنذ صغرى على أننا «المصريين» نتعاطف مع الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة فى أرضه من نساء وأطفال ورجال وشباب فلسطين يعانون بسبب إعلان قيام دولة إسرائيل فى ١٩٤٨، واحتلال أرضهم، وقهر شعب لعدة أجيال متواصلة داخل الأراضى المحتلة، الذين لم يستطيعوا ترك أرض الوطن فبقوا فيه يعانون أسوأ أنواع الاحتلال.

إلا أن مصر منذ ذلك التاريخ وعلى مدى الأجيال والقيادات السياسية ظلت على عهدها دائمًا فى دعم القضية الفلسطينية، والمطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، ولا تزال حتى يومنا هذا داعمة للشعب الفلسطينى، وداعمة للقضايا العربية، وداعمة للأشقاء العرب.

وفى ٧ أكتوبر الماضى بدأ «طوفان الأقصى»، واندلع الاقتتال بين منظمة حماس والقوات الإسرائيلية، واشتعل القتال ومعه موجة وحشية من الانتقام من المدنيين الأبرياء من جانب القيادة السياسية الإسرائيلية، كما أعلنت إسرائيل حالة الحرب، وبدأت سياسة الترويع والقتل والتجويع للشعب الفلسطينى فى غزة، ولم يسلم الأطفال والنساء من القتل بوحشية على مرأى ومسمع من العالم، وبتأييد أمريكى كامل.

وفى مصر اجتاحت الشارع المصرى كما اجتاحت البيوت المصرية حالة من الغضب والرفض والهجوم للاعتداءات الوحشية على المدنيين الأبرياء، بينما من ناحية أخرى تبذل القيادة السياسية المصرية جهودًا متواصلة لحقن الدماء، ووقف القتال ودعم حقوق الشعب الفلسطينى، كما أجمع القادة العرب على قرارات حاسمة لدعم الشعب الفلسطينى فى الجامعة العربية.

وفى مساء ١٢ أكتوبر كنت، كغيرى من المصريين، فى حالة انتظار وترقب وقلق لسماع خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الاحتفال بتخرج دفعات جديدة من أبناء الأكاديمية والكليات العسكرية، لمعرفة الموقف المصرى من الأحداث الخطيرة فى فلسطين وفى منطقتنا.

وهكذا، أدرت التليفزيون كعادتى على القناة التى ستبث الاحتفال على الهواء مباشرة، والذى يشرفه بالحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، قبل موعد البث المباشر بحوالى نصف ساعة..بينما من ناحية أخرى كنت منذ أيام فى حالة غضب وحزن وألم ورفض لما يحدث فى فلسطين منذ يوم ٧ أكتوبر بعد «طوفان الأقصى».

كما كنت حريصة على متابعة الأحداث بشكل متواصل سواء أكان ذلك خلال الفضائيات، أو الإذاعات، أو المواقع والصحف اليومية بمختلف توجهاتها، حيث يتابع العالم الأحداث الخطيرة والمتصاعدة فى منطقتنا بشكل يومى، وتبثها الفضائيات على الهواء مباشرة بشكل متواصل، كما تبثها المواقع الإخبارية بالصور والفيديوهات، وفى مصر تمتلأ صفحات التواصل الاجتماعى برفض وغضب شعبى من الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين العزل والأبرياء، ومشاهد تبين القهر والعنف والقتل من جانب إسرائيل ضد النساء والأطفال.

وأنا من جيل شب على التعاطف مع الشعب الفلسطينى ومع نساء وأطفال فلسطين، الذين يعيشون فى الأراضى المحتلة، وما يواجهونه من قهر وعنف وظلم، ويؤلمنى كامرأة وأم ما تفعله إسرائيل من قهر وقتل للأطفال والنساء، ومن اضطهاد لهم، والاعتداءات على المصلين داخل المسجد الأقصى واستباحته، بما يتنافى مع أبسط حقوق الصلاة والعبادة للمسلمين بداخله..والضرب بعرض الحائط بكل الحقوق المشروعة للفلسطينيين والمعاهدات الدولية المبرمة لضمان حقوقهم المشروعة.

ومساء ١٢ أكتوبر، بدأ الاحتفال باستعراض مهيب ورائع للشباب الخريجين من خير أجناد الأرض، وهو استعراض ملىء بمشاعر الفخر والعزة والأمان، بأن لدينا شبابًا مشرفًا ومنضبطًا وعلى أعلى مستوى من الانتماء والولاء والقوة القادرة على الدفاع عن الوطن، أما ما أسعدنى بشكل شخصى فهو مشاركة الخريجات من الشابات فى هذه العروض المبهرة، التى تؤكد للعالم أن فى مصر أسودًا من شباب وشابات قادرين على الذود عن الأرض والعرض وقت الضرورة، مما أدخل الإحساس فى نفسى وفى نفس كل مَن شاهد الاحتفال بالطمأنينة والأمان والفخر بأننا لدينا جيش قوى وعلى أعلى مستوى، وأن هذا الجيش، كما رأينا، قادر على حماية الأرض والعرض.

وعندما بدأ خطاب الرئيس شعرت بأنه بمثابة رسائل تاريخية يوجهها أمام العالم تتضمن موقفًا مصريًا تاريخيًا واضحًا وشجاعًا وصريحًا، وفى تقديرى أن عدد الرسائل قد بلغ ١٠ رسائل موجزة لكنها قوية ومحددة:

- أولًا: رسالة للأشقاء العرب بالتضامن مع القضايا العربية، بما يؤكد أن مصر دائمًا فى صدارة الدفاع عن الأمة العربية من أجل الحق العربى المشروع، والتمسك بمبادئ أوسلو ومقررات الشرعية الدولية.

- ثانيًا: رسالة للفريقين المتقاتلين، إسرائيل وحماس، بضبط النفس وإعلاء لغة العقل والحكمة تجنبًا للحرائق.

- ثالثًا: رسالة للشعب الفلسطينى باعتبار حقوق الشعب الفلسطينى عقيدة كاملة فى نفوس المصريين وضمائرهم.

- رابعًا: رسالة للمجتمع الدولى بأن يتحمل مسئولياته من أجل إرساء السلام.

- خامسًا: رسالة لقادة إسرائيل بمنع تدهور الأحوال الإنسانية والتجويع والتهجير، ووقف سياسة العقاب الجماعى، وعدم تحميل الأبرياء تبعات الصراع العسكرى.

- سادسًا: رسالة للشعب المصرى بالثبات والصمود، وآملين ومتفائلين بالله سبحانه وتعالى بأن مصر تدير سياستها بشكل يهدف إلى السلام والبناء والتنمية والتعاون، وبعزم الرئيس على تحقيق هدف أن ينعم الشعب بحياة كريمة.

- سابعًا: رسالة لأهل غزة بموقف مصر الداعم لهم، وبأنها تبذل جهدًا كبيرًا لوقف الاقتتال واحتواء التصعيد والتخفيف عن الشعب الفلسطينى.

- ثامنًا: رسالة لجماعات الظلام ومَن يدعمونها بأن الجيش قد انحاز لإرادة المصريين، وأن مصر بجيشها وشعبها يصيغان على مدار عقد كامل صيغة للمستقبل، وأنهما معًا قد واجها قوى الشر والظلام، وأن إرادتهما معًا أن يظل نور مصر مضيئًا.

- تاسعًا: رسالة للاجئين الذين لجأوا للحياة بداخل مصر بأنهم ضيوف عليها، وأن مصر القوية ستظل أرض الأمان والاستقرار لمن يلجأ إليها.

- عاشرًا: رسالة تقدير واعتزاز وامتنان لشهداء مصر من أبطال الجيش والشرطة، وتقدير وتهنئة للشباب والشابات من جنود مصر المتخرجين بتفوق.