رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا أثارت رواية "تفصيل ثانوي" ضجة كبيرة في ألمانيا؟

الكاتبة عدنية شلبي
الكاتبة عدنية شلبي

رواية عدنية شبلي، التي نُشرت باللغة الإنجليزية عام 2020، تحت عنوان "تفصيل ثانوي"، أشادت بها جمعية "LitProm" باعتبارها "عملًا فنيًا مؤلفًا بدقة يحكي عن قوة الحدود وما تفعله الصراعات العنيفة بالناس ومعهم.

وأعلن معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، إلغاء حفل توزيع جائزة للكاتبة الفلسطينية عدنية شلبي.

ماذا تكشف رواية الفلسطينية "عدنية شلبي"؟

الرواية، التي تم ترشيحها أيضًا في الولايات المتحدة لجوائز الكتاب الوطني، وكذلك جوائزة دولية عدة، تحكي قصة حقيقة لاغتصاب وقتل فتاة بدوية عام 1949، على يد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتمتزج هذه القصة بجزء خيالي، لصحفية تُحقق في هذه الجريمة رام الله بعد عقود من وقوعها.

وأحدثت الرواية ضجة بشكل خاص في ألمانيا، حيث انسحب الصحفي أولريش نولر من لجنة تحكيم "LiBeraturpreis" هذا الصيف، احتجاجًا على قرار تكريم كاتبة الرواية.

وتدور أحداث الجزء الأول من الرواية، على مدى أربعة أيام في عام 1949، حيث يقود قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي، رجاله في دوريات تمشيط لصحراء النقب من أجل "تطهيرها من أي عرب متبقين"، ويطارد الجنود صوت النباح الذي يتردد صداه عبر الكثبان الرملية، ولا يجدون شيئًا لعدة أيام حتى يصادفون أخيرًا مجموعة من الفلسطينيين يستريحون عند نبع ماء.

 ومن أحداث الرواية، يقتل الإسرائيليون العرب العزل وجمالهم، وتمتص دماءهم الرمال، فقط لم تبقى سوى فتاة باكية "ملتفة داخل ملابسها السوداء مثل الخنفساء" وكلب على قيد الحياة.

وتكشف الرواية عن شخصية هذا القائد المحتل المهووس بالنظام، فهو سادي ووحشي، ورجل في حالة حرب، وتسرد الروائية "عدنية شبلي" عن قوته الشريرة ببطء، وفي تلك الليلة، أثناء تناول وجبة احتفالية، هنأ القائد رجاله، ومدحهم ووعدهم بأنهم وحدهم القادرون على جعل الصحراء "المقفرة" "تزدهر". 

وفي النهاية، يعرض القائد على رجاله الاختيار فيما يتعلق بالفتاة الأسيرة: هل يجعلون الفتاة الفلسطينية تعمل في مطبخ المخيم؟ أم يتقاسمونها فيما بينهم؟.

والاغتصاب الجماعي في النقب في رواية "تفاصيل ثانوية"، هي  قصة حقيقية، نفذها جنود إسرائيليون في عام 1949.

كما تروي الكاتبة، قصتها، مع تسليط الضوء على تفاصيل أخرى صغيرة، مثل القلق المتزايد للكلب الذي يقف كحارس عاجز عن الفتاة، يعوي ويبكي، يلهث ويرتعش، ينبح إلى ما لا نهاية.

“البحث عن الجريمة” الجزء الثاني من الرواية 

وفي الجزء الثاني من الرواية تتبع الكاتبة، حكاية خيالية لصحفية فلسطينية وهي تبحث عن معلومات حول الجريمة بعد عقود، مثل إجراء بحثًا عن القصة مع زيارة لأرشيف عدة أماكن، ولكن هذه المهمة تصبح كابوسًا لشخص يعيش تحت الاحتلال. 

ويُمنع الفلسطينيون من حرية الحركة ويقتصر الملايين على المناطق الخاضعة للرقابة، مع نظام تصاريح صارم إذا كانوا يرغبون في السفر من منطقة إلى أخرى. 

وكانت جمعية LitProm المسؤولة عن منح جائزة للكاتبة الفلسطينية في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، أعلنت منذ أيام، عن أنها ستغلي حفل توزيع الجوائز "بسبب الحرب التي بدأتها حماس، والتي يعاني منها ملايين الأشخاص في إسرائيل وفلسطين"، على حد قولها.

وأثار هذا القرار، غضب الكثير من المؤلفين والناشرين العرب، بألمانيا، الذين أعلنوا عن مقاطعتهم لمعرض فرانكفورت هذا العام؛ بسبب إعلانه عن دعمه الكامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي.