رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية "المعزة" ساكنة الشرفة.. سعيد أبو بكر يروي قصة حبه الأول

سعيد أبو بكر
سعيد أبو بكر

الفنان سعيد أبو بكر ، أحد من وجوه راكبي “أسانسير” فيلم "بين السما والأرض، ومن بين وجوهه التي لا تنسي، حيث يظهر نهاية الفيلم وهو يقطع وعدا بألا يتحرش بأية امرأة بعدما نجا من سقوط الأسانسير، ولكن ما أن تمر أمامه إحدي السيدات حتي يسير خلفها معاكسا.

“أبو بكر” رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1970 ــ واحد من أبرز وجوه الصف الثاني في السينما المصرية، وأثر لا يمحي من ذاكرة محبي الفن السابع، فمن ينسي دوره في “الأستاذة فاطمة” بدور وكيل فاتن حمامة وغيره المئات من الأدوار السينمائية التي قدمها طيلة مشواره السينمائي.

سعيد أبو بكر يروي قصة حبه الأول 

في مقال نشرته مجلة الكواكب الفنية، بتاريخ 12 مايو من عام 1953، روي الفنان سعيد أبو بكر بقلمه قصة الحب الأول في حياته، وكيف كان ينتظرها في لقاءهما الأول، وكيف استعد لهذا اليوم،  من حلاقة ذقنه يوميا، ومن تأنق في شراء لأدهنة الشعر المختلفة وهو الذي كانت حلاقة الشعر عنده لا تقل عن عملية المصران الأعور "بحد تعبيره". 

وكان سعيد أبو بكر في ذلك الوقت يعمل موظفا في الحكومة، ومن عادة أغلب الموظفين أن يجتمعوا في أحد المقاهي يلعبون الطاولة، ويتحدثون عن شئونهم ووظائفهم، يزاد عليه التندر بما حدث بينهم وبين الرؤساء.

ولكن سعيد أبو بكر منذ أن خفق قلبه دأب علي الاستئذان في الساعة التاسعة مساء لكي يحظي برؤية حبيبته التي تنتظره في النافذة كل ليلة والتي يسهر الليل معها وهو جالس في بلكونته وبرد الشتاء القارص يلفعه لكنه لا يشعر، فقد كانت حرارة الحب تتولي تدفئته.

ومن عجب أن حبيبة سعيد أبو بكر لم تكن تظهر إلا ليلا، وقد عزا ذلك إلي تحفظ أهلها، فما كانت لتطأ من النافذة الصغيرة التي تشبه الطاقة، إلا بعد أن يأوي أفراد أسرتها إلي فراشهم.

حب لا يعرف الطبقية 

كان أهل حبيبة سعيد أبو بكر علي قد حالهم يسكنون منزل تهدم أكثر من نصفه، ولكن الحب لا يعرف الطبقية وكفاه أنه منذ أن وقع في حبها وهو يعود إلي منزله مبكرا، بعد أن كان يسهر في المقاهي إلي أن تغلق أبوابها، يطلب الطلبات طوال الليل حتي يبلغ حسابه "شلنا" في بعض الأحيان عدا البقشيش الذي قد يصل إلي "التعريفة".

وكانت حالة سعيد أبو بكر سيئة حتي إنه عندما صارح أصدقائه بعزمه الي التأهيل، لم ينله منهم سوي النكات والتريقة بينما كان الجمر متأججا في صدره ونار الحب مشتعلة في فؤاده علي حد قوله.

حكاية “المعزة” ساكنة الشرفة

لجأ سعيد أبو بكر إلي زميلاه في العمل وعرض عليهما أمر زواجه، وبدورها عرضا عليه المساعدة، فواحد منهما وضع دفتر توفيره تحت أمرته، أما الثاني فعرض عليه أن يصاحبه لطلب يد حبيبة الشرفة من والدها.

أما ما حدث في مقابلة سعيد أبو بكر لوالد الحبيبة فكانت في انتظاره مفاجأة من العيار الثقيل. 

راح زميل سعيد أبو بكر يقص القصة علي المعلم والد الحبيبة ويقسم له أن سعيد لم ير العروس سوي من تلك النافذة الصغيرة وعلي بعد عشرين مترا من هذه الدار، إذ أن منزل العريس ــ سعيد أبو بكر ــ يبعد عنه بما يساوي هذه المسافة تقريبا.

وما أن انتهي زميل سعيد أبو بكر من حديثه وعرض طلب الأخير، حتي انفجر “المعلم” والد الحبيبة في الضحك العالي قائلا: "إن معزة تعيش معي، وأتركها بالنهار عند الجيران ليطعموها، ثم تأوي في الليل إلي حجرة خصصتها لها، هي تلك الحجرة التي بها تلك "الطاقة أو النافذة.