رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وسط تخفيض عدد الصحفيين.. ماذا يجرى داخل واشنطن بوست؟

مدخل صحيفة واشنطن
مدخل صحيفة واشنطن بوست

تشهد الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية العام الجاري تخفيضات واسعة في عدد الصحفيين والمراسلين، وتكافح الكثير منها من أجل الاستمرار في الصدور، ولعل أحدثها صحيفة واشنطن بوست الشهيرة التي أعلنت التخفيض الثاني لها في 2023، والذي يؤدي في النهاية إلى فقدها حوالي 10% من قوتها، وسط توترات واسعة بين المحررين والإدارة، حيث كشفت عدة تقارير ماذا يجري داخل واشنطن بوست.

تخفيض العمال يضرب صناعة الإعلام الأمريكي

صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ليست الأولى التي تقوم بتخفيض عدد محرريها العام الجاري، فقد خفضت شبكة "سي إن إن" وصحيفة لوس أنجلوس تايمز والإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "إن بي آر"، وغيرها عدد موظفيها وشهدت عمليات تسريح العمال؛ وذلك بسبب انخفاض الاشتراكات عبر الإنترنت وعائدات الإعلانات.

ولكن خطة واشنطن بوست التي تم تأكيدها الأسبوع الجاري، أثارت الجدل والكثير من التوترات، حيث أنها ليست واضحة، فمن المقرر أن تقوم الصحيفة بإلغاء 240 وظيفة، وهو خسارة لما يقرب من 10 بالمائة من قوتها العاملة، ويأتي إعلان الصحيفة المفاجئ قبل شهرين من نهاية عام صعب بالنسبة لصناعة الإعلام الأمريكي.

وقالت باتي ستونسيفر، عضوة مجلس إدارة أمازون  والرئيسة التنفيذية المؤقتة لواشنطن بوست المملوكة لرجل الأعمال الشهير جيف بيزوس، إنها تأمل في تنفيذ التخفيضات من خلال عمليات الاستحواذ الطوعية المقدمة للموظفين هذا الأسبوع، وأضافت أنه سيتم الكشف عن مزيد من التفاصيل في اجتماع للموظفين.

وأضافت أنه "من المقرر أن تتحمل وظائف الصحافة نحو نصف العبء"، في إشارة إلى تأثر مكاتب الأخبار والرأي بالصحيفة.

ولم تذكر ستونسيفر الوظائف التي سيتم الاستغناء عنها -حيث أثر التسريح الأخير فقط على صحفيي واشنطن بوست- لكنها أكدت أنه سيتم عرض الطرود على أكثر من 240 شخصًا، لكن 240 فقط سيحصلون عليها.

باتي ستونسيفر الرئيسة التنفيذية المؤقتة لواشنطن بوست 

توترات بين محرري واشنطن بوست والإدارة

ووفقًا لموقع الديلي بيست الأمريكي، فإن هنك توترات متصاعدة تجري حاليًا داخل الصحيفة، حيث يريد الصحفيون في واشنطن بوست الحصول على إجابات حول التخفيضات الكبيرة في الوظائف، وحاولوا الضغط على الإدارة لمعرفة سبب توقف وظائفهم، حيث قالت المراسلة الصحفية كاتي ميتلر إنها تشعر بالإحباط حيث يتحمل المراسلون عواقب القرارات السيئة للغاية التي اتخذتها الإدارة الجديدة، واتهم الصحفيان فاليري شتراوس وجوش داوسي الإدارة بشأن افتقارها للشفافية والوعود الكاذبة السابقة.

كانت قد حلت ستونسيفر محل الرئيس التنفيذ السابق للصحيفة فريد ريان في يونيو الماضي، بعد أن واجه ريان منذ فترة طويلة انتقادات؛ بسبب انخفاض الاشتراكات عبر الإنترنت وإيرادات الإعلانات. 

حاليًا، تضم صحيفة واشنطن بوست التي يقع مقرها الرئيسي في واشنطن العاصمة حوالي 2600 موظف منتشرين عبر مكاتبها -مع ما يزيد قليلًا عن 1000 موظف يعملون في الجانب التحريري، ولكنها تكافح الآن كما هو الحال مع عدد لا يحصى من المطبوعات الأخرى بشكل صارخ بسبب تناقص أعداد المشتركين، وتحديدًا فيما يتعلق بنسختها الرقمية.

وتقدم الصحيفة عرضًا لقراءة موضوعاتها على موقعها الإلكتروني ـ وهي الطريقة الوحيدة لعرض الصحف على الإنترنت طوال العقد الماضي ـ بقيمة 40 دولارًا للسنة الأولى، ثم 120 دولارًا بعد ذلك.

أقرأ أيضًا:

تقلصت منذ السبعينيات.. "نيوزويك" تكشف ماذا جرى للطبقة الوسطى فى أمريكا (dostor.org)

معاناة واشنطن بوست مع انخفاض عدد القراء

ومع ذلك، انخفض عدد القراء عبر الإنترنت في السنوات الأخيرة - ليصل الآن إلى حوالي 2.5 مليون مشترك مقارنة بـ 3 ملايين مشترك في نهاية عام 2020.

وفي الوقت نفسه، عانت الصحيفة من انخفاض في الإعلانات الرقمية على مستوى الصناعة الصحفية- وهي ظاهرة ملموسة منذ النصف الثاني من عام 2022.

ويلقي الخبراء اللوم في هذا الانخفاض على مجموعة واسعة من العلامات التجارية وعملاء التجزئة الذين يتراجعون عن التسويق الرقمي، حيث يستمر التضخم التي تشهده الولايات المتحدة في التأثير على إنفاق المستهلكين.

مبنى واشنطن بوست