رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف واجه الرئيس السيسى المرض الذى أرهق أكباد المصريين لسنوات؟

  • العالم يحتفى بانتصار مصر فى معركة "فيروس سي"

أتخيل الآن واحدًا من أحباب مريض من 40 ألفًا كان فيروس "سي" يكتب شهادة وفاتهم سنويًا في مصر، كثالث سبب رئيسي للوفاة في البلاد، بعد أمراض القلب والدماغ.
وفي المقابل، أجدني واقفة وسط أسرة آخر من ملايين مد إليهم الرئيس عبدالفتاح السيسي يده، وانتشلهم من بين فكي هذا المرض المفترس، الذي لم يرحم صغيرًا وكبيرًا على مدار سنوات طويلة.
أتخيل المشهدين، وأنا أكتب اليوم عن المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس "سي"، تلك المبادرة التي لو كان الأمر بيدي، لوضعتها في صدارة الإنجازات التي حققها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال فترة حكمه، فمداواة أوجاع المصريين، والسعي بكل قوة للإبقاء على حياة شخص وسط أحبابه، بعد إرادة الله، أمور تستحق الذكر والإشادة والاحتفاء.
وكان درة هذا الاحتفاء، أمس الأول، حين تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي شهادة "المستوى الذهبي"، من تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية، على مسار القضاء على فيروس "سي" في مصر، إيذانًا بإعلانها بكل فخر: "أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي".

وقفت أشاهد هذا الحدث التاريخي الذي يدعو للفخر، وعُدت بذاكرتى إلى بداية تكليفى بتغطية أخبار وأنشطة وزارة الصحة والسكان، هذا التكليف الذي قربني من حقيقية انتشار فيروس "سي" بين المصريين، وكيف تحول إلى خطر داهم، دون أدنى مبالغة، يهدد وجودهم نفسه.
وقتها كانت مصر تعاني من ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس "سي"، حتى بلغت نسبة المصابين به نحو 10%، بين الفئة العمرية من 15 حتى 59 عامًا، بإجمالى 5 ملايين مصاب، وفقًا لمسح أجرته وزارة الصحة والسكان في 2018.
لم تكن سُبل علاج المصابين بالفيروس القاتل هي الأفضل في هذه الفترة، وبالتالي لم تقترن معدلات الشفاء بكلمة "مرتفعة" أبدًا، حتى ظهر اختراع "السوفالدي"، الذي عمل الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة والسكان الأسبق، على توفيره في مصر، بتوجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
كانت مصر أول دولة في العالم تحصل على هذا العقار بدولار واحد حينها، وهو سعر زهيد جدًا، مقابل ما حققه من نجاح كبير، كان أهم مشاهده وصول نسبة الشفاء إلى 90%.
وكعادتها لم تكتفِ القيادة السياسية بتوفير العلاج فحسب، بل وجهت بتصنيعه محليًا، لعلاج المصابين بفيروس "سي"، والقضاء على أزمة طالما أرهقت المصريين على مدار سنوات طويلة.
وفي إطار النهوض بالقطاع الصحي بشكل شامل، جعل الرئيس السيسي القضاء على فيروس "سي" في صدارة الأولويات، وسخر لذلك كل الإمكانيات والجهود الوطنية للقضاء نهائيًا على المرض، في معركة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كانت خطوتها الأهم هي إطلاق مبادرة "100 مليون صحة" في عام 2018، التي كان على رأس بنودها، الكشف والقضاء عن فيروس "سي".
ورغم ما واجهته هذه المبادرة من صعوبات وشائعات ومزاعم، مرة بالتشكيك في الدواء، وأخرى في الاختبارات، وكان الغرض من ذلك هدم أي محاولة إنجاز وعلاج للمصريين- لم تلتفت القيادة السياسية إلى ذلك نهائيًا، وسارت في طريقها، لتفحص أكثر من 63 مليون مواطن، وتقدم العلاج لمن تثبت إصابته، حتى وصلنا إلى هذا الاعتراف والاحتفاء الدولي، ممثلًا في "الشهادة الذهبية"، التي تتضمن أعلى معايير من التقييم.
ولذلك كله، كلمة "شكرًا" للرئيس عبدالفتاح السيسي لا تكفي، ومهما كتب عن أهمية وفعالية وأحقية هذه المبادرة في تاريخ المصريين، لن نوفيها حقها، هي و16 مبادرة أخرى أطلقها الرئيس لعلاج الكثير من الأمراض التي عانى منها المصريون لسنوات عديدة، إلى جانب منظومة التأمين الصحي الشامل، التي سيتم تعميمها في محافظات الجمهورية كافة خلال الفترة المقبلة.