رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية وطن في فضاء الزمكان الأرحب

وفق ماهو معلوم لدى أهل العلم والمعرفة  أن الكون في النهاية ما هو إلا نسيج متناسق من الأبعاد المكانية الثلاثة المعروفة، وبعد رابع وهمي غير ملموس وهو الزمن.. وحسب ما طرحته النظرية النسبية للعالم ألبرت أينشتاين عالم الفيزياء عام 1905 " لو أردنا تحديد موضع جسم ما فإننا بحاجة إلى ثلاثة أبعاد مكانية هي: (الطول العرض والإرتفاع) بالإضافة إلى تحديد زمن وجود الجسم على الأبعاد السابقة " فقد قام أينشتاين بربط تلك الأبعاد الأربعة تحت مفهوم الزمكان.. 
لاشك أن احتفالية " حكاية وطن " التي تم الإعداد لها بكل مراعاة للظرف الزماني بما يحمل من تشابكات لأحداث محلية وإقليمية وعالمية تتدافع وتتدفق في سيولة مجنونة وتتبادل مواقعها المكانية بسلاسة وغرابة شديدة تجعلنا نصف حواديتها بأنها تقع في الزمكان بكل أبعاد ذلك التعريف..
وعليه، فقد راعى القائمون على تنظيم تلك الاحتفالية ــ ولا أقول المؤتمر لأن المؤتمرات هي في النهاية يقتصر حضورها على العلماء والنخب من الباحثين يقدمون أوراقهم العلمية للخروج في النهاية بتوصيات علمية قد تصل في بعض الأحيان للخروج بنظريات علمية مرجعية ــ ولكن احتفالية " حكاية وطن " هي جماع حالة وطن تقدمت فيه كل عناصر الدولة للمشاركة في صياغة الحواديت وفي الصدارة  شعب عظيم تعلم الكثير من دروس التاريخ القريب وحتى البعيد أن يتجاوز ما حاول البعض أن يُلصق به صفة أنه " شعب الفرص الضائعة "، وقرر استثمار الظرف التاريخي بوجود قيادة وطنية واعية.. بعد أن تقدم القائد الصفوف بشجاعة ووطنية  مثالية لتحرير هوية وطن من براثن جماعة باغية كارهة لمواطنيها ووطنها وللجمال والحق والخير والأديان والعقائد والتاريخ والجغرافيا والعلم والإنسانيات..
والشكر والامتنان موصول للإدارة الحكومية البديعة لروعة تصميم برامج تلك الاحتفالية الوطنية العلمية بنهج سياسي موضوعي بلغة خطاب يتسم بصلاحية أبجدياته لمخاطبة المواطن والتفاعل الشفاف مع كل مايشغل بال ذلك المواطن في كل ربوع المحروسة.. وأيضًا كانت الاحتفالية بمثابة مؤتمر صحفي عالمي تنظمه الإدارة المصرية بشكل علمي وحضاري للعالم لبيان حصاد جهود أمة قررت الحضور في مستقبل الأيام..
ولعل من الأهمية بمكان التوقف عند عناوين هامة كاشفة ومؤيدة لتفاصيل حدوتة بديعة لمرحلة نضال وكفاح لصناعة وصياغة منهجية تحول للولوج إلى عتبات الجمهورية الجديدة بجدارة واستحقاق..
• حكاية وطن، بمثابة كشف حساب قدمه الرئيس السيسي لكل المصريين..
• لقد أكدت من جديد مداخلات الرئيس مع المسؤولين والوزراء على ما عرفناه عنه حول مدى علمه بكل تفاصيل إنجازات سنوات حكمه.. بكل كبيرة وصغيرة، إذ كان يراجع الوزراء في أرقام واضحة، ويصحح في بعض الأحيان بعضها لتوضيح علاقاتها البينية بالمسؤولية الوطنية والاجتماعية لتحقيق الإفادة من عرضها..
• كشفت الحوارات البينية بين نجوم المنصات الوزارية المشاركة في فعاليات الاحتفالية كيف أننا أمام إدارة قائد وكتيبة إنجاز قد تجاوزت حواديت الاحتفال بوضع حجر الأساس إلى منظومة الاحتفاليات بافتتاح المشاريع الرائعة حيث لا وقت يمكن هدره في حكاوي الوعود والأحلام..
• لم تكن الاحتفالية فقط لتقديم كشف حساب فقد قدمت خريطة لبناء مستقبل وطن ومواطن..
• لقد عشنا ثلاثة أيام مع ملحمة مصرية صنع وصاغ تفاصيلها رئيس دولة 30 يونية الناجحة مع معاونيه من رجالات الدولة المصرية، ملأت قلوبنا فخرا وعزة، ولعلها كانت  خير احتفال بمرور نصف قرن على انتصار أكتوبر الخالد..
• وكان تأكيد الرئيس السيسي في اليوم الأول لمؤتمر حكاية وطن، أن لدى المصريين الحرية الكاملة للتغيير والاختيار ما يشير إلى ثقته في حجم الإنجازات الضخمة، وما يعبرعن ثقته في الشعب المصري العظيم وحسن اختياره.
• أمر هام ورائع أن يتضمن الكتاب الصادر عن مجلس الوزراء تحت عنوان " حكاية وطن "، والذي يمثل وثيقة تاريخية للأجيال المقبلة، الجهود المبذولة لتجديد الخطاب الديني، ونشر الوسطية، ومكافحة التطرف... والتأكيد على أن دور الدولة في تجديد الخطاب الديني لم يقتصر على دور مؤسسة الأزهر الشريف فقط، وإنما اهتمت بذلك عبر كيانات أخرى، وتأتي في مقدمة تلك الكيانات وزارة الأوقاف المصرية، والهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية؛ حيث قامت الدولة من خلال الأولى بجهد كبير لتجديد الخطاب الديني في العالم بأسره، من خلال حركة الترجمة الواسعة إلى مختلف لغات العالم، فضلًا عن إعداد أئمتها على مستوى عال من الثقافة، من خلال تطويرها المستمر لأكاديمية الأوقاف المصرية.
• لقد أرسل الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة رسائل مهمة خلال احتفالية "حكاية وطن" الذي استمر على مدار ثلاثة أيام متتالية لكشف الحقيقة وعرض الإنجازات بكل شفافية أمام الشعب، وكان من أهم هذه الرسائل توجيه التحية لكل المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية والوعد بأن تتسم المرحلة القادمة بالتعددية والتنوع والتوسع في مجال العمل العام بعد سنوات عجاف واجهت فيها الدولة الإرهاب الأسود بالسلاح والبناء.
• تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي  ، إنه سيتم خلال الفترة المقبلة إدارة الدولة بشكل تكنولوجي حديث ومتقدم تتجاوز به الإشكاليات الخاصة بالجهاز الإداري للدولة، مؤكدًا أن مراكز البيانات أنشئت بشكل محصن وبتكلفة واستثمارات تقدر بمليارات الجنيهات، لتحقيق عمل مغلق محكم مؤمن بشكل كامل لا يستطيع أحد أن يدخل على الحكومة مهما كانت قدراته.
• لاشك أن توقيت انعقاد المؤتمر له دلالته الهامة قبل خوض المعترك الانتخابى الرئاسى المقبل لمصارحة الشعب وعرض كافة التحديات والفرص المتاحة بمختلف القطاعات، حيث قدمت الاحتفالية  أطروحات إيجابية غير مسبوقة، والتي أكدت في مجملها على  أن الرئيس السيسى لديه رؤية شاملة بكافة التحديات التى تواجه الدولة، وطرق العلاج التى تناسب الواقع المصرى، ففى كل ملف نجد السيسى لديه كافة المعلومات التي تيسر له القدرة علي اتخاذ القرار، فقد قدمت جلسات " حكاية وطن " استعراض العديد من الأرقام الضخمة التى أنفقتها الدولة فى مختلف المشروعات القومية بكافة القطاعات، ولكن تبقى القضية هى ما وراء الأرقام ودلالتها على أرض الواقع، وهو ما أكد عليه الرئيس السيسى عندما شدد على ضرورة التناول الإعلامى الجيد لحجم ما يتم على أرض الواقع.
• لعل من أهم المشروعات التوسع فى بناء الجامعات والمدارس باعتبار أن الاستثمار فى البشر من أهم عناصر الجمهورية الجديدة، والتحول نحو التعليم الرقمى والاهتمام بإدخال مناهج وكليات جديدة هى التى أصبحت مسيطرة فى كل دول العالم ويطلبها سوق العمل بدلًا من التعليم التقليدى.. فالعالم الآن أصبح يتحول إلى صناعة الروبوتات والاعتماد عليها فى مختلف مجالات الحياة، وكذلك توطين الصناعات العالمية وجعلها فى مناطق مخصصة لها الأمر الذى يؤدى إلى زيادة قدرة الدولة على الإنتاج والحد من الاستيراد، وبالتالى معالجة أزمة عجز المدفوعات.
• تم تطوير موانئ العريش ودمياط والأدبية وتم أيضًا تطوير ميناء الإسكندرية بإنشاء رصيف 55 و65 تحت اسم تحيا مصر.
• وكان توجه الدولة من الأهمية بمكان لإنشاء قناة السويس الجديدة وزيادة الغاطس بالقناة القديمة بهدف زيادة السفن التى تمر بالقناة وزيادة عوائدها لتتجاوز حاليا 5.10 مليار دولار خلال عام 2023 بعد أن كانت فى حدود 5 مليارات دولار خلال عام 2014.
• وعن تطوير العشوائيات خاصة الخطرة منها، فقد أنفقت الدولة أكثر من 33 مليار دولار خلال الفترة من 2014 وحتى 2022 بهدف تحسين جودة الحياة للمواطنين.، فى حين أن ما تم إنفاقه على تطوير العشوائيات خلال الفترة من 2004 وحتى 2010 فى حدود 665 مليون جنيه.