رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استشارى كلى: مشروع مشتقات البلازما يحقق الاكتفاء الذاتى لدعم المنظومة الصحية

البلازما
البلازما

شهدت مصر لحظة تاريخية في مسيرة التنمية والتطور العلمي والطبي، عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي رسميًا عن إنشاء أول مركز قومي لإنتاج مشتقات البلازما في مصر، والذي كان حلمًا يراوده منذ كان وزيرًا للدفاع. 

يأتي هذا المشروع في إطار جهود الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من البلازما ومشتقاتها، والتي تُعد أحد أهم مكونات العلاج للعديد من الأمراض، وكانت مصر تستورده بالكامل من الخارج، وسيسهم المركز في توفير احتياجات مصر من البلازما وتصديرها للخارج، فضلًا عن فتح آفاق جديدة للبحث العلمي ونقل وتوطين التكنولوجيا في هذا المجال الحيوي.

ويعكس انطلاق هذا المشروع الاهتمام القومي بتطوير القطاعات الاستراتيجية، ويجسد رؤية مستقبلية واعدة في مجالي الصناعة الدوائية والصحة، بما يحقق الطموح المصري نحو مستقبل أفضل.

رئيس قسم الكلى بمستشفى إمبابة العام: المشروع سيساعد المريض على سهولة إيجاد علاجه 

وعن هذا المشروع، تحدثت "الدستور"، مع الدكتور عزة أبوالنور، استشاري ورئيس قسم الكلى بمستشفى إمبابة العام، والتي أكدت أن التكوين الخاص بالدم عبارة عن البلازما التي تشكل 55% من تكوين الدم، و90% ماء، والباقي عبارة عن مضادات تجلط وأجسام مضادة وبروتينات أو ألبومين، ومشتقات البلازما تدخل في علاج الكثير من الأمراض منها القلب والكلى وسيولة الدم (هيموفيليا) والكبد. 

وتابعت في حديثها مع "الدستور" أن تلك المبادرة غرضها الاكتفاء ذاتيًا من الأدوية التي تعالج تلك الأمراض، لأن أغلب الأدوية مثل مضادات التجلط والألبومين وغيرها تكون مستوردة من الخارج، بالتالي فإن فكرة التصنيع المحلي لتلك الأدوية والاكتفاء الذاتي تجعلها تكف عن الاستيراد الذي يكلفها مبالغ طائلة.

وأوضحت "أبوالنور" أن عملية فصل البلازما من الدم تستغرق من 45 دقيقة إلى ساعة تقريبًا، وعلى المتبرع أن يتمتع بعدد من الشروط منها: ألا يكون المتبرع مصابا بأمراض مزمنة مثل الكلى أو الكبد أو القلب أو مناعة أو سيولة في الدم، أيضًا ألا يقل وزن المتبرع عن 50 كجم، وأن يكون سنه بين 18 و 60 عامًا، وتلك المعايير عالمية لإجراء عملية التبرع بالبلازما، ويجب أن تتم عملية الفصل في مستشفى مجهزة وفي أماكن شديدة التعقيم، وتتم العملية من خلال فلاتر لفلترة للبلازما المستخرجة من المتبرع للاستفادة منها.

وأشارت استشاري الكلى إلى أن "الألبومين" من أكثر الأنواع المستخدمة لعلاج مرضى الكبد والكلى والأورام والحروق، أيضًا مضادات التجلط نستخدمها لعلاج مرضى الهيموفيليا أو مرضى سيولة الدم، والذي إذا لم يحصل عليها في موعدها قد تتسبب له في إعاقات جسدية، كما تستخدم لعلاج أمراض الأعصاب ومختلف الأمراض المناعية.

وأكدت أن قرار الاكتفاء الذاتي من مشتقات البلازما من خلال المشروع الجديد سيساهم في تقليل الكثير من التكاليف التي تذهب على الأدوية المستوردة، أيضًا بالنسبة للمريض ستكون أدويته متاحة باستمرار ولن يواجه أزمة نقص في وجودها أو ارتفاع ثمنها.

ما هو مشروع مشتقات البلازما؟

يذكر أنه تم إطلاق العديد من المبادرات لتطوير صناعة البلازما ومشتقاتها في مصر، حيث تم إنشاء 12 مركزًا جديدًا لتصنيع البلازما بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي، وسيكون أكبر مصنع لمشتقات البلازما في أفريقيا والشرق الأوسط، أيضًا إنشاء مصنع لمشتقات البلازما بالتعاون مع الجانب الفرنسي لتوفير أكثر من 33 مستحضرًا طبيًا هامًا للسوق المحلي، وقد أطلقت وزارة الصحة حملة للحصول على 36 ألف متبرع للبلازما، بهدف إنتاج 300 ألف طن من البلازما في العام الأول.

وحصلت مصر على منحة فرنسية بقيمة 2 مليون يورو لدعم قطاع صناعة البلازما ومشتقاتها، ويجري التفاوض مع شركات عالمية لنقل تكنولوجيا تصنيع البلازما إلى مصر، وتم إنشاء شبكة إلكترونية لربط مراكز نقل الدم وتتبع مخزون البلازما، وسيتم إنشاء مراكز لتجميع البلازما داخل مستشفيات مبادرة "حياة كريمة".