رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في اليوبيل الذهبي للملحمة.. كيف زعمت إسرائيل تحقيقها للنصر في حرب أكتوبر؟

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

تحتفل مصر باليوبيل الذهبي لحرب أكتوبر 1973، وتحقيق النصر على القوات الإسرائيلية التي زعمت بأن لديها جيش لا يُقهر، لكن خير أجناد الأرض حطموا كل الأرقام العسكرية  في هذه الحرب، الأمر الذي أدهش الإسرائيليون أنفسهم، لأنهم لم يتوقعوا أن يكون رجال قواتنا المسلحة بهذه القوة التي قلبت موازين المعادلة العسكرية فى منطقة الشرق الاوسط، ونُقل ذلك على ألسنة مراسليهم.

مراسل رويترز: شاهدت أحذية إسرائيلية متروكة وغسيلًا مصريًا على خط بارليف

في  9 أكتوبر 1973م، كتب مراسل رويترز من تل أبيب: "دُهشنا بما شاهدناه أمامنا من حطام منتشر على رمال الصحراء لكل أنواع المعدات من دبابات ومدافع وعربات إسرائيلية كما شاهدت أحذية إسرائيلية متروكة وغسيلًا مصريًا على خط بارليف".. "لقد وضح تمامًا أن الإسرائيليين فقدوا المبادرة في هذه الحرب، وقد اعترف بذلك قادتهم ومنهم الجنرال شلومو جونين قائد الجبهة الجنوبية في سيناء".

مراسل يونايتد برس: القوات المصرية أمسكت بالقيادة الإسرائيلية وهي عارية

في 10 أكتوبر 1973، كتب مراسل وكالة يونايتد برس من تل أبيب: "إن القوات المصرية والسورية قد أمسكت بالقيادة الإسرائيلية وهي عارية، الأمر الذي لم تستطع إزاءه القيادة الإسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط لمواجهة الموقف إلا بعد ثلاثة أيام، لقد كان الرأي العام الإسرائيلي قائمًا على الاعتقاد بأن أجهزة مخابراته هي الأكفأ، وأن جيشه هو الأقوى والآن يريد الرأي العام في إسرائيل أن يعرف ما الذي حدث بالضبط ولماذا، والسؤال الذي يتردد على كل لسان في تل أبيب الآن هو لماذا لم تعرف القيادة الإسرائيلية بخطط مصر وسوريا مسبقًا".

نتنياهو: قلبنا الموازين رأسًا على عقب

ورغم اعترافات قادتها أيضًا وقت الحرب، أن مصر وسوريا نجحتا في هزيمتهم إلا أن حكومة تل أبيب تحاول في السنوات الأخيرة أن تصدر الوهم للعالم بأنها رغم مفاجأتها في الأيام الأولى من حرب أكتوبر إلا أنها نجحت في تحقيق النصر في النهاية، وهو ما ردت عليه الاستعلامات المصرية بأن تلك الكتابات غير صحيحة.

في عام 2020، أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات حول حرب أكتوبر، والذي نقلته صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" على "فيسبوك"، موضحًا أن الظروف الأولية كانت صعبة بالنسبة لإسرائيل، حيث اقتحم الأعداء -يقصد القوات المصرية والسورية- سيناء وهضبة الجولان وأمطرتهم بالنيران، وعلى الرغم من هذا الموقف الضعيف في بداية الحرب، إلا أن إسرائيل استطاعت قلب الموازين رأسًا على عقب، ونجحت في الامتحان بفضل النسق المقاتل للجيش الإسرائيلي، معتبرًا أن حرب أكتوبر علّمت إسرائيل أن قوى كبيرة تكمن بداخلها.

ريفلين: لا يمكن التغلب على إسرائيل حتى في أسوأ الظروف

بعد ساعات من تصريحات نتنياهو، أدلى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بتصريحات مشابهة، ونقلتها نفس الصفحة أيضًا، موضحًا أنه كان في ساحات القتال خلال حرب أكتوبر، ويتذكر كيف انتصروا رغم الصعوبات، وأن الحرب أثبتت أنه لا يمكن التغلب على إسرائيل حتى في أسوأ الظروف.

إسرائيل تمارس خدعًا إعلاميا

لا تزال إسرائيل تتبع نفس طريقتها في إقناع العالم أنها انتصرت في حرب أكتوبر، وأنها كانت ضحية الاعتداء على أراضيها، فقد عمدت إلى عدة أمور لخداع العالم وكسب تعاطفه معها أثناء حرب أكتوبر،  وروّجت أنها تتعرض لهجوم مفاجئ من دول عربية تسعى لتدميرها، كما زعمت بأنها تواجه تحالفًا عربيًا بمفردها، كما لعبت على مخاوف الغرب من انتصار العرب وتهديد مصالحهم في المنطقة، فطالبت بمساعدات عاجلة من الولايات المتحدة لمواجهة الهجوم المفاجئ.

ولم تكتفِ بذلك فقط، بل شنّت حملة إعلامية واسعة لتُظهر نفسها كضحية وإثارة تعاطف الرأي العام الغربي، حيث نشرت مقاطع فيديو وصور للأسرى والجرحى الإسرائيليين لتعزيز صورة الضحية، وألقت باللوم على الاتحاد السوفييتي بتزويد العرب بالأسلحة التي استخدمت في الهجوم.

أحد أبطال أكتوبر: الإسرائيليون حاولوا تصدير فكرة انتصارهم لكن فشلوا

عن ذلك الخداع الإعلامي الإسرائيلى ، يتحدث "الدستور" العريف أحمد حامد عمر حميدة، أحد أبطال حرب أكتوبر، أنه في يوم 22 أكتوبر، دخل الجنود المصريين مبنى محافظة السويس في حي الزعفران ليرتاحوا من هول الحرب التي نجوا منها بمعجزة لكن لم تستمر الراحة فترة طويلة، فقد اتجه الإسرائيليون إلى السويس في محاولة منهم للاستيلاء عليها، فحاصرت الدبابات الإسرائيلية السويس، وحاولت دبابة منهم الدخول إلى حي الأربعين عند قسم شرطة الأربعين، لكن تم ضربها أمام القسم وانهالت على الدبابات الضربات من القسم وحتى حي المثلث بالقنابل اليدوية فقط، فتقهقروا وفشلوا في التقدم خطوة أخرى، وذلك بعد تكاتف قوات المدنيين مع الجنود الناجيين من الحرب ونجحوا في صد الإسرائيلين عن الدخول، وكبدوهم خسائر جمّة، وذلك رغم محاولات الإسرائيلين تصوير مشاهد ضربهم لقسم الأربعين ليصدروا للعالم فكرة انتصارهم إلا أن ذلك لم يخرج عن إطار الدعاية الإعلامية المضللة.

العريف أحمد عمر حميدة

في تصريحات سابقة، علق الدكتور محمد عبود، أستاذ اللغة العبرية والشؤون الإسرائيلية بجامعة عين شمس، على الوثائق السرية التي نشرتها إسرائيل مؤخرا حول حرب أكتوبر، فقال إن إسرائيل حجبت كثير من الوثائق بحجة الأمن القومي، رغم أهمية ما تم نشره مؤخرًا، كما كشف عن أخطاء الرقابة الإسرائيلية التي سمحت بالكشف عن بعض المعلومات المحجوبة..

وأكد "عبود" على ىأهمية هذه الوثائق التى تثبت الانتصار المصري وهزيمة إسرائيل، مرجحًا أن السبب وراء الحجب هو الحفاظ على الأمن القومي والروح المعنوية للإسرائيليين، داعًا إلى ترجمة هذه الوثائق ونشرها للتعرف على تفاصيل الانتصار المصري.