حاربت ماجدة الخطيب من أجل عرضه.. أسرار منع فيلم "زائر الفجر" من العرض
الكثير من الأفلام تحمل خلفها العديد من الحكايات والأسرار قبل عرضها على شاشة السينما ومن بين تلك الأفلام فيلم "زائر الفجر"، الذي اشتركت في بطولته الفنانة ماجدة الخطيب، وعزت العلايلى وشكرى سرحان ويوسف شعبان وتحية كاريوكا وزيزى مصطفى ومديحة كامل.
وفي كتاب "سلطة السينما.. سلطة الرقابة" للكاتبة أمل عريان فؤاد، كشفت الأسرار الخفية لفيلم "زائر الفجر"، فقالت: "بعد الانتهاء من تصوير الفيلم تقدمت ماجدة الخطيب فى خريف عام 1972 إلى الرقابة للحصول على الموافقة على عرضه".
أسباب منع عرض الفيلم
وكانت المفاجأة هى الرفض التام، بل ومنع الفيلم من العرض فى الداخل والخارج لنفس الأسباب التى منع من أجلها فيلم العصفور، حيث إن الفيلمين يكشفان سوء الجبهة الداخلية، حدث ذلك بالرغم من الموافقة فى البداية على السيناريو والسماح بتصويره.
وقد حاول ممدوح شكرى وماجدة الخطيب السعى لدى مسئولى الرقابة إلا أن محاولتهما قد باءت بالفشل، حيث كانت الإجابة دائمًا هى رفض الفيلم نظرًا للظروف التى تمر بها البلاد، وأن هذا الرفض قد جاء من مستوى رفيع فى السلطة.
قرار صادم
وكان قرار المنع صدمة لكل من ممدوح شكرى وماجدة الخطيب إلا أنهما اتخذا قرارًا جريئًا هو الوقوف أمام السلطة وقرار المنع بعرضه فى كل مناسبة ومكان لتجمع المثقفين والسينمائيين حتى يشاهده الجميع، حتى بلغ عدد عرضه الخاص حوالى 30 عرضًا، وقد حاز على إعجاب الجميع وتقديرهم، وكتب كثير من النقاد عنه وأحد العروض.
دعوة يوسف السباعي
وحرصت ماجدة الخطيب على دعوة يوسف السباعى بصفته وزيرًا للثقافة، كما تمكن كل من فاتن حمامة والمخرج يوسف شاهين من حضور العرض، وبعد الانتهاء من العرض أعجب الجميع به، وتحينت ماجدة الخطيب الفرصة لتفاتح يوسف السباعى فى مسألة عرضه، لتفاجأ برغبته فى تغيير نهاية الفيلم بدلًا من أن يكون الخوف هو سبب الموت، ليكون الموت نتيجة لجريمة عادية.
ولكن أصرت ماجدة على الرفض، لأن تغيير النهاية سيحول الفيلم من فيلم سياسى يحمل قضية إلى فيلم بوليسى ومغامرات الأكشن، ولم تيأس ماجدة الخطيب واستمرت فى محاولاتها على جبهة أخرى، وهى الوصول إلى رئيس الجمهورية، وبالفعل طلبت مقابلة الرئيس أنور السادات لعرض موضوع الفيلم عليه.
موقف جيهان السادات من فيلم زائر الفجر
وبعد العديد من الاتصالات سلمت الفيلم إلى السكرتارية رئيس الجمهورية، لتفاجأ بعد أسبوعين بطلب السيدة جيهان السادات مقابلتها، لتخبرها صراحة بأن فيلم "زائر الفجر" من الأفلام المهيجة للرأى العام، ومن الممكن أن يتسبب فى أحداث شغب، وفى النهاية طلبت منها إرجاء طلب عرض الفيلم إلى إشعار آخر.
وجاء شهر أكتوبر بما يحمله من نصر فى يوم السادس منه، وفى يوم 29 ديسمبر من العام توفى ممدوح شكرى مخرج فيلم "زائر الفجر" وحيدًا مهملًا فى أحد المستشفيات الفقيرة مقهورًا على فيلمه عن عمر يناهز 34 عامًا فقط.
اقرأ أيضًا:
«البيت الملعون».. ماجدة الخطيب فى محاولة نادرة لإنتاج فيلم رعب مصرى
