رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرقيب ميشيل عزب: صُمت رمضان مع زملائى المسلمين.. ورددنا «الله أكبر» معًا يوم العبور

الرقيب ميشيل عزب
الرقيب ميشيل عزب

انضم المهندس رقيب ميشيل بخيت حنا عزب إلى القوات المسلحة المصرية بتاريخ ١١ أكتوبر ١٩٦٦، لقضاء مدته العسكرية، وتخصص فى الأسلحة والذخيرة، واستمر عمله حتى الأول من يوليو عام ١٩٧٤، وبعدما انتهى تجنيده أصبح مهندسًا فى الملاحة البحرية.

وعن تلك الفترة، قال إنه كان أحد خريجى كلية الهندسة، وبالتالى كان مقررًا له أن يكون ضابط احتياط، وتستمر خدمته العسكرية لمدة ٣ سنوات، ولكنه سعى ليكون مجندًا لتنخفض مدة خدمته إلى سنة واحدة، وفيها ذهب إلى مدرسة الصاعقة فى أنشاص ثم انتقل إلى الإسماعيلية.

لم يستغرق الأمر سوى شهرين أو ثلاثة بعد وصوله إلى الإسماعيلية، ثم حدثت النكسة فى عام ١٩٦٧، وكان موقع خدمته فى الجيش الثانى الميدانى يقع على بحيرة التمساح على قناة السويس مباشرة، وخلال الحرب تعرض مبنى إرشاد القناة للهجوم، وتعرض كوبرى الفردان ومحطة الإسماعيلية والحى الأجنبى للقصف.

ويتذكر «ميشيل» تلك الفترة بقوله إن مهمتهم كانت إخلاء المدنيين من مدينة الإسماعيلية، موضحًا أن المشهد وقتها كان يتلخص عمليًا فى نقل جثث المدنيين فى سيارات الجيش بعد تعرض الإسماعيلية للهجوم.

الموقع الاستراتيجى لمنطقة خدمته خلال حرب الاستنزاف، أوكل إلى «ميشيل» وزملائه مهمة توصيل الذخيرة إلى مناطق القنطرة وجبل مدين وبورسعيد، فقد كانت وحدته تخدم ناحية بحيرة التمساح، وتذهب منها نحو ١٥ سيارة إلى الإمداد فيما قد يعود منها ٥ فقط بسبب السير على طرف القناة بالقرب من العدو بنحو ١٠٠ متر فقط.

وقال: «كنا إحنا ونصيبنا، وإذا لم تصل الذخيرة إلى القوات ستتحول أسلحتهم إلى قطعة من الحديد، واستمرت الأوضاع على نفس المنوال طيلة أيام حرب الاستنزاف».

وعن حرب أكتوبر، التى لم يكن وزملاؤه يعلمون شيئًا عن ساعة الصفر، يتذكر: «قبل الحرب بشهر كانت تأتى عربات مدرعة من القاهرة وتدخل أسفل جناين المانجو، ولم يكن أحد منا يعلم أسباب ذلك، ولكن عندما جاءت ساعة الصفر وأثناء العبور كان الكل على قلب رجل واحد، وفى نفس واحد كانوا يرددون (الله أكبر)، ولا فرق فى ذلك بين مسلم ومسيحى».

وتذكر «ميشيل» جهود زملائه من الجنود، بقوله: «كان الجهد هائلًا، فالجندى كان يحمل سلاحه وسلم الحبال وصندوق الذخيرة على كتفيه، ويعبر بها ويتسلق الساتر الترابى، واستشهد الكثيرون أثناء العبور، من أجل تحرير هذا الوطن».

وواصل: «حتى اليوم لا يمكننى تذكر رقم بطاقتى الشخصية إلا أنى أحفظ الرقم العسكرى الخاص بى عن ظهر قلب، فهذا الرقم كان كل شىء، وكان مكتوبًا على البطاطين التى تسلمتها أثناء خدمتى العسكرية، وكانت هناك بطانية أنام عليها وأخرى أستخدمها للغطاء».

وأكمل: «أثناء الحرب كنا فى شهر رمضان، ووقتها كنا نصوم ونفطر معًا، فلا فرق بين مسلم ومسيحى، وفى وقت الإفطار ذات يوم فوجئنا برشاش (جرينوف) يطلق علينا ٥٠٠ طلقة فى ثوان، فاستشهد منا ٧ أفراد من أصل ١٥ فردًا، وكان من ضمنهم صديق عزيز علىّ، وكان قد أوصانى أن أسلم جثمانه بنفسى إلى أهله فى الإسكندرية، وهو بالفعل ما نفذته، وظللت محتفظًا ببطانية صديقى إلى أن خرجت من الجيش».