بعد انتخابه أمينًا دائمًا للأكاديمية الفرنسية.. إطلالة على إبداعات أمين معلوف

انتخب الكاتب اللبناني أمين معلوف، أمينا عاما دائما للأكاديمية الفرنسية، خلفا لإيلين كارير دانكوس، والتي توفيت مطلع الشهر الماضي أغسطس 2023.

وقد فاز "معلوف" بأغلبية الأصوات حيث حصل علي 24 صوتا مقابل 8 أصوات لمنافسه الكاتب جان كريستوف روفان، وهي المرة الأولي التي يفوز بهذا المنصب شخص من أصل غير فرنسي.

من هو أمين معلوف أمين الأكاديمية الفرنسية؟

و"أمين معلوف"، كاتب روائي لبناني، من مواليد بيروت عام 1949، درس الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة بيروت.

 هاجر إلي فرنسا منذ عام 1979 ويكتب بالفرنسية، تقابل والداه وتزوجا في عام 1945، على إثر الحرب الأهلية اللبنانية، قرر أمين معلوف الهجرة من لبنان، غير أنه عمل بالصحافة لفترة طويلة من عمره، حيث عمل بجرائد: “النهار العربي” في باريس، ومجلة “جون أفريك”، وإفريقيا الفتاة" وغيرها.  

قبل أن يهاجر أمين معلوف إلي فرنسا، كان قد عمل مراسلا حربيا بجريدة “النهار” اللبنانية، وزار أكثر من ستين بلدا كمراسل حربي، وغطي أحداثا دولية وعالمية من بينها حرب فيتنام. 

 الحروب الصليبية أول مؤلفاته

في العام 1983، صدرت أول مؤلفات أمين معلوف، والذي اختير أمينا عاما دائما ــ مدي الحياة ــ للأكاديمية الفرنسية، تحت عنوان “الحروب الصليبية كما رآها العرب”. وفي هذا الكتاب ينطلق أمين معلوف من سرد قصة الحروب الصليبية كما نظر إليها وعاشها وروي تفاصيلها المعسكر الآخر أي في الجانب العربي، ويعتمد محتواه علي شهادات المؤرخين والإخباريين العرب في تلك الحقبة.

ولا يتحدث هؤلاء عن حروب صليبية، بل عن حروب أو غزوات أفرنجية. وقد كتبت الكلمة التي تدل علي الأفرنج بأشكال مختلفة باختلاف المناطق والمؤلفين والأزمنة. 

إنتاج أمين معلوف الروائي

وبالرغم من أن أمين معلوف  كتب العديد من المؤلفات في الأنواع الأدبية المختلفة، في الشعر والمسرح، إلا أن نتاجه الروائي هو الأشهر ضمن مؤلفاته، وتعد روايته "ليون الإفريقي" من أشهر رواياته الأدبية. وكانت الرواية قد صدرت لأول مرة عام 1986 في باريس. وتتناول سيرة "حسن الوزان والذي اشتهر في التاريخ بـ ليون الإفريقي. 

وتدور أحداث الرواية مكانيا ــ والتي تنتمي إلي حد ما إذا ما جاز التعبير لأدب الرحلات ــ ما بين مصر والمغرب ومالي وتونس وإيطاليا.  وزمنيا في الفترة من سقوط الحكم الإسلام العربي للأندلس حتي بواكير عصر النهضة الأوروبية.

ومن روايات أمين معلوف أيضا رواية “سمرقند”، والصادرة باللغة الفرنسية عام 1988، وهي رواية تاريخية، وتتناول سيرة ذاتية متخيلة للشاعر الفارسي عمر الخيام، والعلاقات التي ربطته بالوزير شاه الملك وحسن الصباح مؤسسة فرقة الحشاشين.

بالإضافة إلي روايات: “حدائق النور” والصادرة عام 1991، رواية  “صخرة طانيوس” وصدرت عام 1993، رواية “سلالم الشرق” 1996، “التائهون” 2013، “الهويات القاتلة” 2016، “غرق الحضارات” 2019. 

"إخوتنا الغرباء".. العالم يعيش أزمة خانقة على جميع المستويات

ومؤخرا صدرت لأمين معلوف  رواية "إخوتنا الغرباء"، وفيها يعترف “معلوف” بأن العالم يعيش أزمة خانقة على جميع المستويات، ويقول في تقديمه لها "حاولت من خلال هذه الرواية، ليس البحث عن حلول لهذه المشاكل التي يعيشها العالم اليوم، ولكن للتمسك ببارقة أمل، ربما قد يحدث شيء ما، أو معجزة تخرجنا من الورطة، هكذا بحثت في ماضي الإنسانية وعلى أساس ذلك كتبت هذه الرواية"

 ثم يضيف "اليأس لا يقود إلى أي شيء، خاصة بالنسبة للكاتب؛ إن نشر اليأس أمر غير مسئول ومدمّر؛ ثمة مهمتان أساسيتان للأدب: الأولى هي فهم العالم، والثانية إعادة تشكيل العالم وإعادة بنائه".