رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سلسلة مخازن داخل هرم الملك ساحورع.. كشف أثرى جديد بمنطقة أبوصير

جانب من الحدث
جانب من الحدث

نجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة من جامعة فورتسبورج، برئاسة الدكتور محمد إسماعيل خالد، والعاملة بمنطقة أبوصير بالجيزة، في الكشف لأول مرة عن سلسلة من المخازن داخل هرم الملك ساحورع.

وأكد الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أهمية هذا الكشف، خاصة أنه يساهم في كشف النقاب عن فلسفة الهندسة المعمارية لهرم الملك ساحورع ثاني ملوك الأسرة الخامسة (2400 قبل الميلاد) وأول ملك يُدفن في أبوصير.

فتح الزيارة للكشف الأثري الجديد قريبًا 

وأضاف وزيري أنه ستتم إتاحة المخازن المكتشفة للدراسة المستقبلية فور انتهاء البعثة من أعمالها، كما سيتم فتحها لاستقبال الزائرين من المصريين والأجانب في القريب العاجل.

من جهته، قال الدكتور محمد إسماعيل خالد، رئيس البعثة، إنه بلغ عدد المخازن المكتشفة نحو 8 مخازن، لافتا إلى أنه على الرغم من تضرر الأجزاء الشمالية والجنوبية من منطقة المخازن بشدة، خاصة السقف والأرضية، إلا أنه لا يزال من الممكن رؤية بقايا الجدران الأصلية وأجزاء من الأرضية.

وأضاف أنه تم ترميم المخازن المكتشفة وتوثيقها توثيقا أثريًا دقيقا، الأمر الذي ساهم في فهم التصميم الداخلي لهرم الملك ساحورع بشكل كبير.

هذا وقد نجح فريق العمل كذلك في الكشف عن الأبعاد الأصلية والتصميم الأصلي للغرفة الأمامية لحجرة الدفن الخاصة بالملك ساحورع، التي تعرضت لأضرار مع مرور الوقت، حيث عاني الجدار الشرقي لها من أضرار بالغة، ولم يكن بالإمكان اكتشاف سوى الركن الشمالي الشرقي و0.30 متر من الجدار الشرقي، إلا أن البعثة قامت ببناء جدران داعمة جديدة بدلا من الجدران المهدمة.

واستطرد إسماعيل خالد قائلا، إن البعثة نجحت أيضا في الكشف عن آثار ممر منخفض كان قد ذكرها المعماري الإنجليزي "جون بيرينج" الذي يعد من أوائل المستكشفين للتصميم الداخلي للهرم عام ٬1836 حيث ذكر أن هذا الممر كان مليئًا بالحطام والقمامة وأنه لم يكن قادرًا على الدخول نظرا للحالة الانشائية المتهدمة للهرم. ومع ذلك، فقد اقترح أن هذا الممر المنخفض قد يؤدي إلى مجموعة من المخازن الخاصة بتخزين الأثاث الجنائزي.

ونظفت البعثة المصرية الألمانية الممر باستخدام أحدث التقنيات، بما في ذلك المسح بالليزر ثلاثي الأبعاد باستخدام الماسح الضوئي ZEB Horizon م GeoSLAM، وأجرى الفريق المصري الألماني بالتعاون مع فريق 3 D Geoscan مسحا للمناطق المكتشفة داخل الهرم، الأمر الذي سمح برسم خرائط شاملة لكل من المناطق الخارجية الشاسعة والممرات الضيقة والغرف بداخلها.

تجدر الإشارة إلى أن البعثة الأثرية المصرية الألمانية العملة بالموقع بدأت عملها في عام 2019 من خلال مشروع الحفظ والترميم لهرم الملك ساحورع، بدعم من صندوق وقف الآثار (AEF) التابع لمركز البحوث الأمريكي في مصر (ARCE)، بهدف حماية الاجزاء الداخلية من هرم ساحورع.