رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوسف القعيد: أطالب بإنشاء مكتبة خاصة بأكتوبر تضم كل ما صدر عن الحرب من مذكرات ودراسات وشعر وروايات وقصص ومسرحيات

يوسف القعيد
يوسف القعيد

كشف الكاتب الصحفى والأديب يوسف القعيد، عن الكثير من كواليس ما كان يحدث فى الدوائر السياسية والثقافية خلال فترة حرب أكتوبر، متحدثًا عن رؤية عدد من الرموز للحرب، مثل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل والمفكر الكبير جمال حمدان، وغيرهما.

وقال «القعيد»، فى حواره مع الإعلامى الدكتور محمد الباز عبر برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، إن الأديب العالمى نجيب محفوظ غير وجهة نظره فى الزعيم جمال عبدالناصر، بعد تلقيه معلومة من نجله «خالد» حول اهتمام الرئيس الراحل بروايات أديب نوبل، لدرجة أنه كان يحضر نسخًا بعدد أفراد الأسرة ويوزعها عليهم ويناقشها معهم.

■ هل أنتجت مصر مخطوطات أدبية عظيمة توثق ما حدث فى حرب أكتوبر؟

- لا، لم تنتج مصر هذا قولًا واحدًا، لكن أريد أن أستثنى مذكرات القادة، مع أنها ليست أعمالًا أدبية، لأن قادة حرب أكتوبر كتبوا مذكرات تم نشرها داخل وخارج مصر واستغلتها بعض الدول التى كانت مختلفة مع مصر فى ذلك الوقت، وكانوا معنيين بتدوين الشهادات، وهى مسألة شديدة الأهمية.

مذكرات القادة مادة خام جيدة جدًا لتدوين تاريخ الدول، وبعض القادة والدبلوماسيين يحجمون عن كتابة المذكرات، لأنهم يعتبرونها من أسرار الدولة، وأنا لا أتوافق مع هذه النظرة، لأن الأمر لا يتعلق بأصحاب هذه المذكرات، إنما بدور النشر أيضًا، ودور النشر خارج مصر تبعث لأى مسئول سابق كان فى هذه الفترة وتقدم له كل الخدمات اللوجستية من أجنحة فنادق كاملة وغيرها لتدوين مثل هذه المذكرات، لأنها مادة خام لتاريخ البلد، ولا يوجد فى مصر دور نشر تؤدى هذا الدور.

السويس مثلاً لعبت دورًا جوهريًا خلال الحرب، ويجب تدوين تجربة هذه المحافظة الباسلة، وكنت أتمنى أن يوثق مواطنو سيناء، أو الإسماعيلية، أو السويس شهادتهم عن الحرب، وعندما ذهبت للسويس فى إحدى الندوات قلت إنه يجب أن تدون شهادة مدينة السويس فى هذه الحرب.

وأناشد عبدالحميد كمال، عضو مجلس النواب السابق عن السويس، والروائية أمينة زيدان، أن يعتبرا هذا واجبًا وطنيًا ويدونا شهادتيهما، لأن السويس لعبت دورًا جوهريًا فى الحرب.

ولم يكن للأدب نفس نصيب مذكرات القادة، لأن هناك تجربتين من الصعب أن يكتبهما إلا من مر بهما، هما الحرب والسجن.

تجربة الحرب مهمة جدًا خاصة فى التفاصيل اليومية الصغيرة، ولولا عمل جمال الغيطانى كمراسل عسكرى ما استطاع أن يكتب ما كتبه عن الحرب، والاستفادة من هذه التجربة، أتمنى أن يكتب كل من مر بتجربة حرب أكتوبر شهادته، ونشر مذكرات القادة العسكريين الخاصة بحرب أكتوبر خطوة شديدة الأهمية، وأناشد وأطالب اللواء سمير فرج بكتابة تجربته الخاصة بالعبور والنصر، استنادًا لموقعه السابق فى غرفة عمليات الحرب.

■ كيف ترى تجربة جمال الغيطانى كمراسل عسكرى ومؤرخ للحرب؟

- أطالب اللواء إسماعيل الغيطانى بكتابة شهادة شقيقه جمال الغيطانى عن الحرب، حتى لا نقلل من شأنه الكبير جدًا، وعلىّ أيضًا أن أكتب شهادتى عن جمال الغيطانى، وأعترف بأننى مقصر، وأنا لم أفعل هذا حتى الآن، رغم كتاباتى المتناثرة عنه.

وجمال الغيطانى كانت علاقته بالجيش قوية جدًا، وقال «إن دمى لونه كاكى»، وكان لديه فهم وتبحر فى تاريخ العسكرية المصرية من أيام مصر الفرعونية، حتى حرب أكتوبر، ودافع فى كتابته عن فكرة أن المصرى مقاتل دافع عن أمنه واستقراره، وظهر ذلك فى قصصه ورواياته، وأناشد الدكتور أحمد بهى الدين، رئيس هيئة الكتاب بإعادة نشر كتابات جمال الغيطانى بمناسبة الحرب.

جمال الغيطانى كان «دودة قراءة» أكثر منه «دودة كتابة»، والأديب محمود أمين العالم كانت لديه قدرة فريدة على اكتشاف مواهب الناس، فأصر على أن يكون جمال الغيطانى محررًا عسكريًا، وكانت لدى «الغيطانى» صداقات فى الجيش، وكان الجيش بالنسبة له قضية عمره الأساسية.

■ .. حدثنا عن قصة وجود نجيب محفوظ فى مستشفى غمرة بعد الحرب.

- المستشفى كان به بابان، باب للمرضى وللزوار، وباب خلفى للأطباء، وعلمت بوجود نجيب محفوظ من الأمن، وكنت أعرفه من أول رواية كتبتها، وزرته فى منزله، وقال لى حينها بالنص «شوف يا عزيزى تجينى كافيه ريش يوم الجمعة من ٥ لـ٨، وهات الرواية معاك».

وكان نجيب محفوظ يأتى المستشفى مرتين فى الأسبوع، لزيارة أو علاج أفراد أسرته، وكان فى هذا اليوم يزور ضابطًا قريبه أصيب فى الحرب، وكنت مع نجيب محفوظ قبلها بيوم فى كافيه «ريش»، ولم يخبرنى بذلك، وصعدت إليه فى المستشفى، واعتبرت هذا حدثًا كبيرًا، وعرضت عليه زيارة كل أفراد الشئون المعنوية، ولكن لم أكتب عن تلك الواقعة، لأنها من أسرار القوات المسلحة، ولاحظت أن نجيب محفوظ لم يذكر أمام أصدقائه فى المقهى أمر هذه الزيارة، ولم يشكرنى، ولم يحك أبدًا أن هناك أحد أقاربه مصاب من حرب أكتوبر، لأنه كان دقيقًا جدًا، ولديه خطوط متوازية فى حياته وفيما يقوله.

■ نجيب محفوظ كانت لديه آراء فى الحرب والسلام.. كيف ترى موقفه من أكتوبر؟

- قبل أكتوبر، تلقيت اتصالًا هاتفيًا من الدكتور المهندس خالد جمال عبدالناصر، نجل الرئيس «عبدالناصر» وكنت فى دار الهلال، وطلب رؤية نجيب محفوظ.

وخشيت أن تكون هناك مشكلة، لأن نجيب محفوظ كان لديه موقف من الرئيس جمال عبدالناصر، لهذا قلت سأرى إن لم يكن نجيب محفوظ فى الإسكندرية، أو سأخبره خلال لقائى به فى مركب «فرح بوت» بالنيل، وفوجئت باهتمامه وقوله لى: «ليه ماعزمتوش؟»، فأخبرته أننى ليس من حقى، ولا بد أن آخذ الإذن أولًا.

وقابل خالد عبدالناصر نجيب محفوظ وسلم عليه وقبله، وقال له معلومة غيّرت وجهة نظر نجيب عن «عبدالناصر»، وهى أن والده كان عندما تصدر رواية جديدة له كان يأتى بنسخ بعدد أولاده ويوزعها عليهم، وبعد فترة يناقشهم فيها، وكانت المناقشة دقيقة ودءوبة، فرد عليه نجيب: «لم يكن ينزعج من انتقادى له»، فقال له إطلاقًا، وكان يوافق على عرض الروايات أفلامًا مثل رواية «شىء من الخوف»، لأنه قيل إن فيها رمزية بأن عتريس هو «عبدالناصر»، والعلاقة بين «نجيب» و«خالد» استمرت حتى وفاة الأخير.

■ ماذا تقول عن التباين بين نجيب محفوظ وحسنين هيكل حول «السادات» وحرب أكتوبر؟

- لم أحضر كلامًا مباشرًا بين محمد حسنين هيكل، ونجيب محفوظ، عن «السادات»، رغم أن موقفيهما منه كان فيها تباين بالفعل.

وفى إحدى حفلات عيد ميلادى، حضر «هيكل»، وجلس إلى جانب نجيب محفوظ، وتحدثا معًا بشكل جيد، وظهرا كأنهما لم يختلفا يومًا.

وكان هناك تباين فى وجهات النظر بالنسبة للرئيس أنور السادات، لكل من هيكل ومحفوظ، و«هيكل» قال له ذات مرة كلامًا لم ينشره فى حياته، وهو أنه كان بداخله إحساس بالمرارة من حديث «السادات» عن صناعة مراكز القوى، وكان يرى أن الأمر زاد أكثر عما ينبغى، على الرغم من أن لديه مشروع نصر أكتوبر، ويستحق أن يتحدث عنه أكثر من مراكز القوى.

الجانب الإنسانى بداخله كان سببه جيهان السادات، لأنها فى ظل الأزمة الرهيبة التى أدخلت «هيكل» السجن عام ١٩٨١ حافظت على علاقتها به بشكل مستمر حتى آخر حياتها، حتى عندما استقرت فى لندن كان لا بد أن يزورها عندما يسافر.

■ ماذا عن كتابك «محمد حسنين هيكل يتذكر.. عبدالناصر والمثقفون والثقافة»؟

- صاحب فكرة الكتاب هو «هيكل» نفسه، كنت أجلس كثيرًا معه، وأتحدث معه، وذات مرة قال «لما لا تنشر هذا الكلام؟»، وتم تكثيف اللقاءات.

«هيكل» اشترط أن يقرأ النص قبل النشر، وحذف منه أشياء كثيرة، وكان لديه أمل أن يمتد به العمر حتى يسمح له بنشر الأجزاء المحذوفة، ولكن المرض والوفاة منعاه من ذلك.

ولم يحذف «هيكل» حرفًا قاله عن جمال عبدالناصر، وثقافته واهتمامه بالثقافة والمثقفين، وحذف أشياء خاصة بالسادات، لأنه كان فى أعماقه يظن أنه هو من أجلسه على كرسى حكم مصر، و«هيكل» لا يستحق السجن، وإخراجه من الأهرام، هذه الواقعة التى حدثت فى فبراير ١٩٧٤ والتى تعتبر مهينة جدًا، لأن الأهرام كانت بيته وحياته. 

■ هل الموقف السياسى والنفسى يمكن أن يقود كاتبًا كبيرًا مثل الأستاذ هيكل بألا يمنح «السادات» حقه فيما يتعلق بمصر أكتوبر؟

- الأستاذ هيكل بشر.. صحيح أنه عقلية نادرة، ومن أهم العقليات النادرة التى رأيتها فى حياتى، بل من العقليات المستحيل أن تتكرر مرة أخرى على الأقل فى جيلنا وفى حياتنا، وأصبحت مستحيلة أكثر بعد ظهور منجزاته التى اكتشفناها بعد رحيله عن الحياة.. لكن هذا كان موقفًا مبدئيًا جدًا فى حياته، ففكرة سفر السادات للعدو الإسرائيلى بالطريقة التى تمت بها، صنع أزمة لديه.

وكون الأستاذ هيكل لم يمنح الرئيس السادات حقه فيما يتعلق بالحرب، يرجع لكونه بشرًا تأثر بموقفه وتأثر بعلاقتهما مع بعضهما.

■ ماذا عن موقف نجيب محفوظ من «السادات» ونصر أكتوبر؟ 

- موقف نجيب محفوظ من «السادات» ونصر أكتوبر كان مختلفًا عن موقف الأستاذ هيكل. نجيب محفوظ انتقد الزعيم جمال عبدالناصر كثيرًا فى رواياته، لكنه كان يرى أن الحرب مع العدو الإسرائيلى لابد لها من نهاية، كما أنه لم يكن ضد «السادات» بشكل مطلق، صحيح أن رواياته التى تنتقد الحياة فى حكم السادات مهمة جدًا، وانتقدت أشياء تؤثر على شرعية السادات نفسه، لكن لم يكن له موقف بنفس عنف موقفه من جمال عبدالناصر. 

■ هناك قامة اقتربت منها وهو المفكر الاستراتيجى العظيم الدكتور جمال حمدان.. ماذا عن موقفه ورؤيته لحرب أكتوبر؟

- رأيت الدكتور جمال حمدان لأول مرة فى حياتى فى موقف شديد الأهمية، وهو يوم رحيل الرئيس جمال عبدالناصر، حيث قابلته فى كشك أمام مكتبة مدبولى، وبمجرد إعلان «السادات» رحيل جمال عبدالناصر، الحاج مدبولى ضرب دماغه بيده وضرب دماغه فى الكشك، وأصابته ثورة غير عادية، وفوجئت بشخص يقف بجانبى يرتدى بدلة كاملة، يخفف من حزن «مدبولى» المبالغ فيه على جمال عبدالناصر، ويقول له إننا كلنا سنموت. 

■ فى هذا الوقت كان يعد قول مثل هذا الكلام كفرًا، كيف يوجد شخص مصرى لا يحزن على جمال عبدالناصر، أو يستنكر حزن الناس على جمال عبدالناصر، خاصة أن المظاهرات الحزينة عليه قد بدأت تخرج فى هذه اللحظة؟

- قلت لجمال حمدان: كل هذه المظاهرات الحزينة على وفاة جمال عبدالناصر لم تؤثر فيك؟!.. فقال لى: «هذا الكلام عايز قعدة»، وأعطانى عنوانه فى شارع أمين الرافعى فى الجيزة، وقال لى: «عدى عليا، المسألة لا تقال بهذا الشكل»، وذهبت له بعد ذلك، واعتبرته الرافض الوحيد لحالة الحزن على وفاة جمال عبدالناصر، واكتشفت أننى أمام عبقرية نادرة، وذهبت إلى قريته «ناى» القريبة من بنها، وتعرفت على أسرته كلها، وظللت على علاقة به حتى وفاته المأساوية التى تشكل علامة استفهام حتى الآن.

ومن ضمن الحكايات عن جمال حمدان، أن الأستاذ هيكل عندما علم بمعرفتى جمال حمدان، كتب جوابًا له، حيث كان أمام «هيكل» دائمًا ورق صغير، وكتب بخط يده، وقد كتب له بأنه يريد أن يراه، وذهبت بالورقة إلى جمال حمدان، فلم يهتم بـ«هيكل»، وذهب الأخير معى إلى جمال حمدان بعد ذلك، وطرقنا عليه الباب، وفتح لنا، وحدث بينهما لقاء اجتماعى.

■ عندما كتب «هيكل» «أكتوبر السلاح والسياسة» خصص مدخلًا للحديث عن النصر من خلال شخصيتين هما رفاعة الطهطاوى وجمال حمدان، كما أنه سجل حوارًا طويلًا دار بينه وجمال حمدان فى مقدمة الكتاب.. ما تعليقك؟

- كل طبعة صدرت فى حياة «هيكل» من كتاب «شخصية مصر.. دراسة فى عبقرية المكان» للدكتور جمال حمدان، كانت عند الأستاذ هيكل، لأنه كان يُقدر عقلية جمال حمدان تقديرًا غير عادى.

«هيكل» كان يرى فى ذلك الوقت أن مصر تعاملت مع جمال حمدان بشكل يجب ألا تتعامل به معه.

■ لا يزال حادث وفاة جمال حمدان غامضًا.. هل هذه الوفاة يمكن أن تكون لها علاقة بموقفه من إسرائيل وما تفعله؟

- يمكن الربط بين حادث وفاة جمال حمدان الغامض وموقفه من إسرائيل، لأننى قد أجريت معه حديثًا لمجلة كانت تصدر فى باريس اسمها «المستقبل»، وكان رئيس تحريرها الأستاذ نبيل خورى، رحمه الله، ووضع نبيل خورى عنوانًا على الحديث وهو «أعدى أعداء إسرائيل يتكلم لأول مرة» عن الدكتور جمال حمدان، وكنت أعرف جمال حمدان بشكل جيد، وأتردد على منزله كثيرًا، لم يكن من عادته أن يطبخ غير مرة واحدة فى الأسبوع، وكان يأكل الأكل باردًا، لأنه اعتاد ذلك منذ بعثته إلى لندن للحصول على الدكتوراه، وفى يوم وفاته لاحظت أن البوتاجاز كان مشتعلًا والأكل كان ساخنًا، وكان لديه كتاب فى غاية الأهمية أتمنى أن تعاد طباعته وهو «حرب أكتوبر فى الاستراتيجية العالمية»، وكان جمال حمدان يكتب كتبه باعتباره مبدعًا، وليس باحثًا جغرافيًا، ولم يكن يمتلك مكتبة، لأنه كان يقيم فى غرفة وصالة، كان يذهب إلى المكتبات العامة للقراءة فيها، وكان يكتب فى ورق ويأخذه معه إلى المنزل، كان قصة كفاح نادرة.

■ كيف يرى يوسف القعيد الرئيس السادات ودوره فى حرب أكتوبر؟

- هناك أشياء لا أحب أن أقولها، لكننى سأقولها، كان المكتب الذى بجوار مكتبى فى دار الهلال خاصًا بزميلتى الأستاذة سكينة السادات، وكان هذا يضعنى فى مأزق أساسى.

أنا من مواليد عام ١٩٤٤م، وفلسطين ضاعت سنة ١٩٤٨م، وموقفى من العدو الإسرائيلى حتى هذه اللحظة موقف مركب، وموقف لا أستطيع السيطرة عليه، لا أنسى أبدًا أن «السادات» هو قائد حرب أكتوبر التى كنت مجندًا فيها، والتى أعتبر مشاركتى فيها من أهم ما قمت به فى حياتى كلها، وحزين على أننى لم أسجل مشاركتى فى حرب أكتوبر يومًا بيوم ولحظة بلحظة، لكن لا أنسى أبدًا أن السادات هو الذى خطط لحرب أكتوبر ونفذ حرب أكتوبر، ومن الممكن أن يكون الأستاذ محمد حسنين هيكل قد لعب دورًا أساسيًا فى تشكيل رؤيتى وموقفى تجاه السادات، لكن «السادات» خطط للحرب وقادها وانتصر فيها، وقد سمعت الكثير من الحكايات من ضباط كانوا موجودين معه، وأناس كانوا قريبين منه، وأخته السيدة سكينة السادات كانت فى المكتب المجاور لى فى دار الهلال، وبالتالى فإن موقفى ورؤيتى تجاه السادات يحتاجان إلى إعادة نظر، وأعد أننى سأنفذها بأمانة وموضوعية لأنه يستحق ذلك.

■ ما الجملة التى تقولها بعد مرور خمسين سنة على أكتوبر وتُلخص فيها هذا الحدث الكبير؟ 

- أتمنى أن توجد مكتبة خاصة بأكتوبر تضم كل الكتب التى تمت كتابتها عن الحرب، من شعر وروايات وقصص قصيرة ومسرحيات، ويوجد تراث رهيب عن حرب أكتوبر لا بد أن تتم طباعته فى هذا السياق، ورأيى أنه قد صدر عن حرب أكتوبر داخل مصر وخارجها وفى الوطن العربى وخاصة فى سوريا، ما يمكن أن يُشكل مكتبة كاملة.

كما أتمنى أن أرى شيئين عن حرب أكتوبر فى السينما، الشىء الأول فيلم تسجيلى، وأعتقد أن هناك الكثير من المواد المصورة عن حرب أكتوبر، وأن يكون هناك فيلم تسجيلى للجبهة فى الحرب من بور سعيد إلى أقصى مكان فى الجنوب، لأن الحرب حدث نادر فى تاريخنا ويجب تخليده، وإذا لم يفعل جيلنا ذلك، فلن يفعله أحد، وأناشد كل المسئولين فى الدولة المصرية أن يساعدونا فى ذلك، وأعتقد أن جيشنا العظيم مستعد أن يساعدنا لتنفيذ ما يمكن أن يخلد البطولة الحقيقية التى أهداها للمصريين جميعًا للأجيال القادمة، وحتى الأجيال التى لم تولد بعد.. كل هؤلاء سينعمون بانتصار أكتوبر، ولولا انتصار أكتوبر لما أصبحت سيناء لنا، ولما أصبحت مصر اليوم فى عيد.