رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمير الفيل: كتبت عن بسالة المحاربين أكثر مما كتبت عن فنون القتال

سمير الفيل خلال فترة
سمير الفيل خلال فترة تجنيده

تحتفل مصر هذا العام بمرور نصف قرن على انتصارات حرب أكتوبر، تلك الحرب التي ما زالت تدرس في الأكاديميات العسكرية، وتعد من أبرز الحروب التي أثبتت أن الرجال قبل السلاح. 

والمثقفون كونهم جزء من الشعب المصري، يتأثرون ويتفاعلون بالأحداث التي تمر بها مصر. تأثروا وتفاعلوا أيضا بحرب السادس من أكتوبر 1973 وهو ما عكسوه في كتاباتهم وإبداعاتهم. 

وعن ذكرياته وما تمثله له حرب أكتوبر، قال القاص الكاتب سمير الفيل لـ“الدستور”: “لا يمكنني أن أصدق أن حرب أكتوبر 1973 ، تمر عليها في هذه السنة نصف قرن من الزمان، فقد كنت وقتها في الثانية والعشرين من عمري حين نشبت الحرب، وعبرت كتائب من الجيش المصري قناة السويس وركبوا خط بارليف وتمكنوا من رفع العلم على الضفة الأخرى من المياه”.

لهذا السبب تأجل تجنيد سمير الفيل

ويضيف: كنت شابا في مقتبل الشباب، مرت سنتان على تخرجي من معهد المعلمين وبسبب حالة التعبئة التي شملت البلاد تم تأجيل تجنيد دفعتي لثلاث سنوات حتى نسد عجز المدرسين، وهو القرار الذي منعني من المشاركة فعليا في الحرب غير أنني اتجهت إلى المحاربين وقتها، بعد انتهاء العمليات العسكرية فسمعت منهم شهاداتهم في وقتها، كتبت باستفاضة عن الحرب والرجال، وكانت باكورة أعمالي "رجال وشظايا"، وفيها استندت إلى رواية شفاهية لواحد من المقاتلين الذين عبروا في الأنساق الأولى ـ وهي الكتيبة التي أسرت عساف ياجوري ـ أقصد المقاتل مصطفى العايدي، كما أنني دخلت الجيش فعليا في السنة التالية للحرب 1974 وتعرفت على المحاربين ورحت أنصت إلى شهاداتهم. اهتممت للغاية بالعمليات التفصيلية للأنساق المدافعة عن الوطن ، ممن حولوا النقط الثابتة لجيش الصهاينة إلى مجرد حطام ناتج عن القصف والرمي والقنص.

 

رجال وشظايا

 

أماكن الجيش الثاني الميداني قصصيا

وتابع “الفيل”: وقد كان المكان حاضرا بقوة في قصصي، "تبة الشجرة" كمثال، وفي أماكن الحشد للجيش الثاني الميداني الذي كنت فردا في كتيبته بالكتيبة 18 مشاة قبل انتقالي للكتيبة 16 مشاة. في مجموعتي القصصية "شمال .. يمين" ويعتبرها الباحثون من أهم أعمالي في مجال التأريخ لمعني القتال توجد المناطق التي شهدت نقاط ارتكاز السرايا المساعدة ورجال الم/د ، والم/ط والرشاشات الخفيفة والهاون في أماكن حفظت تضاريسها ومعالمها فقد مضيت هناك قرابة العامين.

توجد في مجموعتي القصصية تباب حاكمة، ومرابض نيران، ومزاغل، وسرايا طبية، وحفر للذخيرة، وعربات إسناد، وسيارات الحملة، وحفر برميلية وغيرها.

عدسة القاص ترصد الاشتباكات 

ويوضح: كما تحركت عدسة القاص في مناطق ومدن وقرى جرت عليها الاشتباكات في الدفرسوار وسرابيوم وفايد وأبي سلطان، كما أن المواقع القتالية رصدت بدقة تحركات دبابات "سنتريون" ودبابات " باتون" حيث انفكت جنازيرها  وبدت فوق كثبان الرمال كجثث هامدة.

ويشدد الفيل: لقد أراد العدو تحطيم المعنويات فعمد إلى قصف الكباري المعدنية، وتحطيم فناطيس الماء، واستخدم في ذلك المدافع ذات المواسير العملاقة والطائرات من مختلف الطرازات وأبرزها الفانتوم و السكاي هوك . لقد حرصت في جل أعمالي على كشف المخفي والمستور في العمليات الحربية حيث تصدى أحيانا فرد أربي جي للدبابات العملاقة وتسلق الجنزير المتحرك وألقى قنابله اليدوية في البرج.

سمير الفيل مجندا

ويمضي: كانت هناك قوات الصاعقة التي دافعت عن السويس وكفر عبده والجناين وجبل عتاقة . شهدت المنطقة قتالا شرسا وكان همي طيلة السنوات التي كتبت فيها عن الحرب أن أكشف عن المكنون في الصدور وعن إرادة المقاتل المصري الذي ربما لم يسعفه السلاح فلجأ إلى سلاح الإيمان مضفورا بخبرة المصري الفرعوني القديم في مواجهة الهكسوس والحيثيين وكل أبناء "العامو" الذين رغبوا في احتلال الأرض كما ظهر في البرديات التي تولى نقلها للعربية العلامة العظيم سليم حسن.

في تلك الأعمال سيقودنا السرد إلى تبيان معنى البطولة في مناطق شهدت ملاحم بطولية خالدة في كبريت وغيرها من مواقع تعرضت للقصف العنيف وظلت صامدة خاصة في نطاق الجيش الثالث.

صورة حرب أكتوبر في أدب سمير الفيل

وتقول الباحثة هبة زغلول قصص سمير الفيل التي تناول فيها حرب أكتوبر: "إن الكاتب لم يتعامل مع الحرب من خلال ظاهرها: الانفجارات، وأزيز الطائرات، لكنه توغل داخل أغوار الإنسان، وزاوج بين الهموم الشخصية، وبين لحظة الصدام المروع مع العدو، ليصب لنا خلاصة ما يرى: وهو أن الإنسان المصري إنسان المآزق والتحديات، وأنه يستطيع أن يقهر التحدي، إذا ما استشعر خطرا تجاه الأرض، فإنه لا ينسى وداعته ليتحول إلى مقاتل شرس يحقق ما يبدو مستحيلا ".

نذكر بعض عناوين قصص الحرب في المجموعة القصصية “ كيف يحارب الجندي بلا خوذة ” لـ سمير الفيل : "قرنفلة للرحيل وخوذة ، أحزان الولد شندي، العصا والخوذة، النحيب، أيام الزهو الرمادية، 24 ساعة، الكودي 28،  في البدء كانت طيبة، سقط في الثانية صباحا، حبة الجوافة، جندي الإشارة،  نوبات الراحة، المجذوب، رائحة بارود قديم، القارب".

 

251749016_317446970296918_1812776972527479902_n
251749016_317446970296918_1812776972527479902_n
251961098_270341264882501_1882567935291315599_n
251961098_270341264882501_1882567935291315599_n
264861260_1267200840466870_3284154390189839351_n
264861260_1267200840466870_3284154390189839351_n
265499615_958221571475313_3789013232279442939_n
265499615_958221571475313_3789013232279442939_n