رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسعود شومان: "كنت أستيقظ على دبيب العقارب وأنا شخص يخاف السحالى"

جانب من الحدث
جانب من الحدث

رد الشاعر والباحث  مسعود شومان على سؤال ماذا حرضك على الذهاب للبحث في تلك المنطقة المهمشة في كتابك "الشعر الشعبي في مجتمع البجا"، وما هي الصعوبات التي واجهتك في تقديم هذا الكتاب؟: «عبر عملي في البحث الميداني أعشق الكتابة في المسكوت عنه، خاصة أن هذه الأماكن مغوية وصعبة جدًا، وكنت دومًا  حذرًا من النظر إليها بعين متحفية».

جاء ذلك في ندوة مناقشة كتاب "الشعر الشعبي في مجتمع البجا"  للشاعر والباحث في التراث مسعود شومان، وبحضور الناقد والأكاديمي  الدكتور محمد سليم شوشة، والناقد والأكاديمي الدكتور عبدالكريم الحجراوي، وإدارة الشاعر أحمد سراج.

وتابع: "في سنوات سابقة كنت في بعثة بحلايب وشلاتين كان ذلك في بدايات عام 1995، فوجدت هناك عالمًا به تقاليد مختلفة تمامًا ومن ضمنها اللغة.

ولفت شومان: حاولت أن أفهم وأدقق مفاهيمهم ومعاني الأعضاء الجنسية عند قبائل العبابدة، وقتها رفضوا التواصل معي، وكان عليّ العودة مرة أخرى، ففكرت في ماذا يحب هؤلاء الناس وماذا يكرهون فذهبت إلى أن أتقرب إليهم عبر ما يحبون، خاصة أنه من النادر والمستحيل أن تدخل بيت "بجاوي"، فحتى هذه اللحظة الراهنة هناك حالة تواصل وتقارب معهم. 

وأشار شومان إلى طبيعة المكان بحكم الصحراء، وكيف تحتم عليه الإقامة داخل إحدى المدارس: "كنت أستيقظ على دبيب العقارب، وأنا شخص أخاف من السحالي".

وأكد على أن المؤسسات الثقافية والأكاديمية، يجب أن تحترم مسميات الجماعة الشعبية، والتي منها مثلًا جبل إلبا والذي يكتب عادة بجبل علبة.

وأشار شومان في ختام حديثه إلى أنه لجأ إلى حصر عدد من المصطلحات ورصدها، وكذلك العديد من النصوص الشعرية التي قد لا تجد لها شبيهًا في  القصيدة.

وعن كتاب الشعر الشعبي في مجتمع البجا 

جاء فى تقديم الكتاب: ”يمثل مجتمع البجا، بما يضم من قبائل البشارية والعبابدة، بؤرة ثقافية لها خصوصيتها المائزة، كما تمثل ثقافتها منظومة من القيم والعادات والتقاليد والفنون (النثرية، الشعرية، الحركية، التشكيلية، الموسيقية)، فضلًا عما تكتنز به لغتها (التوبداويت، البداويت، الرطانة، العربية، بلهجة العبابدة) من تراكيب وطرائق صياغية وجماليات وعناصر اتصال، إضافة إلى أن هذه المنطقة تعد من مناطق الاتصال الثقافي، كما تمثل منطقة ثقافية شديدة التميز، بل تدلنا الدراسة الميدانية على وجود نمط ثقافى متجذر فى دورة الحياة، بداية من الميلاد وليس انتهاء بالموت، وهو ما يمكن معاينته فى الإنتاج الإبداعى الشفاهي بوصفه عينة دالة وموثقة لحياتها.