رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محلل سياسي أمريكي: حرب أكتوبر الانتصار الأكثر أهمية لمصر

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

تحتفل مصر كل عام في شهر أكتوبر بالذكرى السنوية  للحرب المجيدة التي انتصر فيها الجيش المصرى على العدو الإسرائيلى، واسترد أرض سيناء، وحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، بعبوره قناة السويس واجتياح خط بارليف المنيع، مسجلًا قصة أعظم حروب العصر الحديث التي سطرها التاريخ.

 

خطة عبور مصرية ناجحة

وفي هذا الإطار، اعتبر المحلل السياسي الأمريكي كلود صالحاني، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في كبرى الصحف الدولية، حرب أكتوبر بأنها "الأكثر أهمية" من بين جميع الحروب التي دارت رحاها في المنطقة بين العرب والإسرائيليين، قائلًا في مقال سابق له بصحيفة "آراب ويكلي" البريطانية، إنه "بدون هذه الحرب لم يكن السلام ممكنًا أبدًا".

وأضاف الكاتب: "كان عبور قناة السويس والاستيلاء على خط بارليف، الذي يُعتقد أنه منيع، بمثابة انتصار كبير للجيش المصري، ودعم معنوي رائع للشعب المصري، بل إن ذلك كان في الواقع دفعة معنوية كبيرة للعالم العربي أجمع؛ بالنسبة للسوريين، حققت المراحل الأولى من الحرب نجاحًا كبيرًا، وساعد القتال العنيف في المرتفعات على محو ذكريات عام 1967 المريرة".

وتابع الكاتب، الذي غطى بنفسه الأحداث والمفاصل المهمة في الشرق الأوسط ومن بينها حرب أكتوبر، أنه على الجانب الآخر، تسببت حرب العاشر من رمضان في "انقلاب المزاج العام" في إسرائيل؛ حيث بدأ الإسرائيليون يشككون في القيادة السياسية في البلاد، متسائلين "كيف يمكن للجيش الإسرائيلي السماح للعدو بالاقتراب إلى هذا الحد من هزيمة إسرائيل؟".

وأشاد صالحاني بنجاح قيادة الجيش المصري في تحقيق عامل المفاجأة، والذي كان له أهمية كبيرة في المراحل الأولى من التخطيط للحرب؛ حيث تم اختيار يوم "عيد الغفران"، وهو من أقدس الأعياد لدى اليهود، لبدء مصر وسوريا الهجوم على إسرائيل.

وأضاف: "أخذت مصر وسوريا في الاعتبار في تخطيطهما للحرب أن آلاف الجنود الإسرائيليين سيكونون في إجازة للاحتفال بأقدس الأعياد اليهودية مع عائلاتهم، وكانت للجيوش العربية ميزة المفاجأة، وكان لها أهمية كبيرة في المراحل الأولى من الحرب، وبالفعل كانت للجيوش العربية الأفضلية في الساعات الأولى من الحرب".

وواصل مقاله: "تمكن المصريون بعد ذلك من عبور قناة السويس والاستيلاء على الموقع الدفاعي الإسرائيلي المعروف باسم خط بارليف، وهو خط معقد من المواقع الدفاعية يتكون من خنادق مترابطة وثقوب ومواقع معززة للمدافع الرشاشة".

ورأى صالحاني أن المصريين "ألقوا في المعركة عددًا من الرجال أكبر مما يمكن أن يقتله الإسرائيليون، حيث كانت موجة بعد موجة من الجنود تجدف عبر الممر المائي الضيق وأعلى السواتر الرملية شديدة الانحدار، وباستخدام خراطيم المياه لاختراق السواتر الرملية تمكن الجنود المصريون في النهاية من الوصول إلى الضفة الشرقية للقناة".

فشل الموساد في حرب أكتوبر

واعتبر الكاتب، في المقابل، أن المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، التي يُعتقد أنها أكثر أجهزة جمع المعلومات الاستخبارية كفاءة في المنطقة، فشلت في اكتشاف الاستعدادات العربية للحرب، مضيفا: "جهاز المخابرات الإسرائيلي، المعروف باختراقه أعلى مستويات الدوائر العسكرية السورية والمصرية، لم يتطرق مطلقا إلى استعدادات هذه الحرب".


وتابع: "للمرة الأولى منذ إنشاء دولة إسرائيل، نجح العرب في التخطيط والإعداد والتنفيذ لهجوم بهذا النطاق الواسع دون تنبيه الإسرائيليين".


واختتم صالحاني مقاله بتأكيده أن حرب أكتوبر ساعدت إلى حد كبير في "تمهيد الطريق نحو السلام بين مصر وإسرائيل، وتخليص المنطقة العربية بأكملها من حالة الاكتئاب الهزيل والشعور بالذنب والعار الذي أصاب الشباب بشكل خاص في الأيام والأسابيع التي تلت نكسة 67 يونيو"، وهو ما كان صعب تحقيقه آنذاك عبر طريق المفاوضات السياسية، مضيفا أن "مثل هذه الانتصارات والهزائم هي التي ساعدت كلا الجانبين على قبول حقيقة أنه لا يمكن أن يكون هناك بديل للسلام سوى الحرب".