رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حلو مُر".. رواية تفسر ما جرى فى السودان

غلاف الرواية
غلاف الرواية

 رواية «حلو مُر» للكاتب محمد مصطفى عرفي، والصادرة حديثا عن الدار المصـرية اللبنانية، وتحاول الرواية تفسير ما جرى في السودان الشقيق، منطلقة من الماضي القريب إلى الحاضر المَعيش، شاخصة إلى مستقبلٍ غامضٍ ومُربك.

وتدور الرواية حول محمود مصطفى كمال، المدرس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في القاهرة، والذي يستكمل رسالته للدكتوراه بالمشاركة مع جامعة لندن، ورغم برودة الأجواء في العاصمة الإنجليزية، إلا أن محمود يُفتن بها، مستدفئًا بعلاقة عاطفية تشتعل بينه وبين فتاة سودانية تُدعى مها.

وبعد تعرُّفه على والدها الأستاذ محجوب الميرغني، والذي أقصاه الإخوان من منصبه كسكرتير للسفارة السودانية في لندن، بعد سيطرتهم على الحكم عقب انقلاب سنة 1989م، فلم يجد محجوب سوى الاستسلام للأمر الواقع، والانصياع لأوامر النظام الجديد: «التزمت التقية، وراعيت ما طلبوه مني.. أخذت أدفع الأيام دفعًا، بحلوها ومرها، تمامًا مثلما ألفيت نفسـي طفلًا مضطرًّا لتناول شراب الحلو مُر السوداني الشهير، والتي كانت والدتي تسقيني إياه إجبارًا لاعتقادها بتأثيره في الوقاية من الأسقام والحسد وكافة الشـرور والآثام.. آه يا أمي! خاب الظن وتبدد الرجاء، فلم يُجدِ المشـروب السحري نفعًا عندما دمروا حياتي وحولوني من مشـروع سفير نابه يُشار إليه بالبنان، إلى موظف تحصيل بمطعم».

 

ــ من اسم المشروب السوداني الشهير تتخذ الرواية اسمها

ومن اسم المشـروب السوداني الشهير الذي يُصنع من الذرة والبهارات، تتخذ رواية «حلو مُر» اسمها ودلالتها، فحين يوجِّه محمود سؤالًا لمحجوب قائلًا: «سمعت الكثير عن تميز الجريب فروت السوداني عن غيره.. ولكن ما هو الحلو مر؟»، يرد محجوب قائلًا: «كل ما أستطيع قوله الآن أنه هو ملخص وبيان حالة السودان الذي هو بطبعه حلو يعايش المر حاليًّا».

ومن خلال الأحداث التي تتصاعد بسلاسة، نتعرف على عدد من الشخصيات التي تتقاطع خطوطها مع بطل الرواية محمود، مثل: مايكل هسلر الأستاذ البريطاني المشـرف على رسالة محمود للدكتوراه، وعصام الذي يتعرف عليه هسلر في بار باعتباره شابًّا سودانيًّا هاربًا من النظام القمعي، ويسعى ليساعده في عمل الدراسات العليا، ومن خلال هسلر يتعرف محمود على عصام، قبل أن تنكشف حقيقته للجميع. أما مها محجوب، فهي الفتاة التي تأثرت كثيرًا بالانقلاب المأساوي الذي حدث للسودان، وطال حياتهم في لندن فقلبها إلى النقيض، وجعل أباها يتحول إلى عامل في مطعم بعد أن كان المستقبل ينتظره كدبلوماسي واعد: «قلبه الطيب تفتت بانقلاب الكيزان، أو الإخوان مثلما يُسميهم السودانيون، وربيبهم ومُنظِّرهم الترابي.. تبًّا لهم! ماذا فعلوا بك يا سوداننا الحبيب؟ كيف غدروا بك وألقوك في غياهب جُب حالك الظلمة ومستنقع للعنف لا ينقضـي؟ هوس ديني أهوج عمَّ السودان حتى تم إيهام عوام الناس وآحادهم بأن جَلْد فتاة ضُبطت متلبسة بجرم ارتداء البنطلون الجينز بالشارع هو انتصار حضاري للإسلام».

 

ــ ما تعرض له السودان علي يد الإخوان

وفي محاولة للاقتراب من الأوضاع المتردية للسودان في ظل حكم الإخوان، يطير محمود إلى الخرطوم عام 2001 لإنجاز الدراسة الميدانية الخاصة برسالته للدكتوراه حول تطور الفكر السياسي لحركة الإخوان في السودان، لنتعرَّف على حقيقة ما تعرَّض له هذا البلد الشقيق، على أيدي نظام قفز على السلطة متدثرًا بالأسمال الدينية.

وبعد أن يواجه محمود جبروت النظام الإخواني في السودان، ينجح في الفرار من الجحيم بمعجزة، لكن سؤالًا مؤرقًا يطارده بعد إقلاع الطائرة التي تعود به إلى لندن: «أغمضت عينيَّ ثم فتحتهما، فشاهدت أرض الجزيرة الخصبة بالقرب من منطقة المقرن.. كل هذه الخصوبة العفية في مساحات شاسعة مترامية الأطراف، ويبقى السودان على هذا الحال من الفقر والإنهاك والتردي؟!»

 

ــ إطلالة علي الكاتب محمد مصطفي عرفي

محمد مصطفى عرفي.. كاتب ومحاضر أكاديمي، حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في القانون والعلوم السياسية من لندن. له العديد من المؤلفات الأدبية والسياسية باللغتين العربية والإنجليزية، حيث صدرت له خمسة كتب باللغة الإنجليزية، وأربع روايات باللغة العربية، هي: الحب في لندن 2015، ودموع ماتريوشكا 2017، وردة في حقل الصبار 2020، وظلال الكولوسيوم 2021.